ثقة منعدمة تعد القصابات من بين الأماكن التي ارتبط بها المواطنون ارتباطا وثيقا خاصة خلال الشهر الكريم الذي يتطلب الحضور الإجباري للحم على خلاف الأيام الأخرى ذلك ما يجسده التردد المتزايد للمواطنين على تلك القصابات، إلا أن ما يؤرقهم هو انعدام ثقتهم في الخدمات التي تقدمها بعض القصابات لاسيما من حيث انعدام شروط النظافة، أو حتى تمويه وخداع الزبائن بعرض بعض المواد المجمدة على أنها طازجة على غرار اللحم المفروم وكذا النقانق "المرقاز" إلى غيرها من المواد الأخرى التي تمسها آفة الخداع والتمويه ذلك ما أدى إلى انعدام ثقة الزبائن ببعض القصابات وألزموا بانتقاء أحسنها وهناك كثيرون يلتزمون بالتردد على قصابة معينة بعد أن ألفوا الخدمات المقدمة على مستواها مائة بالمائة والمضمونة كون أن أصحابها جديرين بالثقة. تقول الحاجة فاطمة إنها تبتعد كثيرا عن استهلاك اللحم المجمد وتنتابها الشكوك كلما حلت بإحدى القصابات لاسيما وأنها سمعت أن هناك تغريرا كبيرا صادرا من بعض الناشطين في تسويق اللحوم لذلك ارتأت أن تنتقي إحداها وهي القصابة القريبة من الحي التي تقطنه والتي يتردد عليها الزبائن من كل حدب وصوب بالنظر إلى جودة الخدمات التي تقدمها والنكهة الطيبة للحوم التي تعرضها وكذا السمعة الحسنة للمحل، لذلك فهي لا تستبدل ذلك المحل مهما كانت الظروف ولا تضع الثقة في غيره لما سمعت عن الفوضى الحاصلة في بعض القصابات ناهيك عن عدم التزامها بشروط النظافة وخداعها للزبائن بحيث تجرأت بعضها حتى على بيع مواد فاسدة وقديمة. أما السيد مروان من المرادية بالعاصمة فقال أن ما هو حاصل ببعض القصابات يندى له الجبين لاسيما خلال الشهر الكريم فهو الفرصة التي تحقق تلك الأخيرة مستويات قياسية من الأرباح على حساب صحة المواطنين وقال أن سوء الخدمات يصادفه الزبون في رمضان وفي غير رمضان إلا من رحم ربه وسبّق ضميره عن مصلحته الشخصية، وأضاف أن هناك قصابات لا يهنأ لك بال لمجرد وطئها بدليل الأوساخ المتراكمة فيها والذباب المنتشر فيها ناهيك عن القطط الضالة المصطفة بمداخلها الرئيسية ضف إلى ذلك بعض السلوكات التي يتميز بها الناشطون في ذلك المجال، حتى هناك من سولت له نفسه خرق الشروط الضرورية التي تضمن صحة المستهلكين وهناك من تجرأ حتى على تمويههم وخداعهم بعد أن يباشر بيع بعض المواد وكأنها طازجة على خلاف حقيقتها وأضاف أن ذلك ما قامت به إحدى القصابات على مستوى مقاطعتهم بحيث كانت تعرض اللحوم المجمدة وكأنها طازجة بعد ذوبانها وكانت تخادع الزبائن مما أدى إلى غلقها من طرف المصالح المختصة مؤخرا بعد اكتشاف أمرها. نظافة غائبة أكد الكثيرون ممن تحدثنا إليهم أن تلك المحلات تغيب عن جلها شروط النظافة ذلك ما يظهر جليا للعيان بمجرد وطأ تلك المحلات التي تلتف حول مدخلها الحيوانات الضالة من قطط وحتى كلاب ناهيك عن الذباب المنتشر من حول البراميل التي توضع فيها عادة الأحشاء بمداخل تلك القصابات، فاغلبها لا تحافظ ولا تحترم شروط النظافة اللازمة في ذلك النوع من النشاطات المرتبطة ارتباطا وثيقا بصحة المستهلكين ناهيك عن الخروقات المسجلة لدى محلات بيع اللحوم المجمدة والتي لا تلتزم بشروط بيع ذلك النوع من اللحوم والتي عادة ما تؤدي إلى حدوث تسممات لاسيما فيما يخص اللحم المفروم الذي وجب تحضيره عند الطلب إلا أن الأغلبية لا يلتزمون بذلك مما يؤدي إلى نتائج وخيمة، وخُتمت كل تلك السلبيات التي تميز ذلك النوع من المحلات بتجرؤ بعضها على مخادعة الزبائن بعد عرضها للحوم جامدة على أنها طازجة، كون أن العديدين يجهلون التفرقة بين النوعين بالنظر إلى صعوبة ذلك، وقليلون من يتوصلون إلى التفرقة ويؤكدون أن الفرق هو شاسع بين هذه وتلك لاسيما من حيث الرائحة والمظهر الخارجي فرائحة اللحم المجمد لا تخفى على احد ضف إلى ذلك الدماء التي يفرزها بعد ذوبانه.