يعد عرف (التصديرة) عرفا ملزما في الأعراس الجزائرية وهو يخص العروس التي تذهب إلى تخصيص العديد من الألبسة الثراتية من أجل لبسها يوم الزفاف، وتنوعت لتشمل الكاراكو العاصمي وجبة الفرقاني والطقم الأبيض والجبة القبائلية إلى جانب الجبة السطايفية الوهرانية والنايلية والعنابية والقفطان المغربي وصولا إلى اللباس الشاوي. وقد تتعدد الأزياء وتصل إلى 15 نوعاً بالنسبة لبعض العرائس بعد أن أضحت التصديرة عامل تفاخر بين العائلات، بحيث تتنافس العرائس على الإكثار من الأزياء للفت الانتباه والاستحواذ على الشهرة، لكن تلك الأفكار كانت في وقت مضى وراحت تتلاشى مع مرور السنوات، بحيث رأت بعض العائلات أو حتى العرائس أن الإكثار من الأزياء يدخل في خانة التبذير خاصة وأن أغلب تلك الأزياء هي تراثية لا ينفع لبسها في كل مرة ويكون مصيرها أبواب الخزائن الموصدة، لذلك اتجهت أغلب الفتيات إلى التقليص من الأزياء إلى أقل حد ممكن للابتعاد عن المصاريف الزائدة التي يتطلبها عرف (التصديرة). وكان الاعتماد على بعض الأزياء التي يكون حضورها ضروريا والابتعاد عن الإكثار من (الجبات) التي تلبسها الفتاة كرمز لولايات معينة، وركزت أغلب الفتيات على الطقم الأبيض وفستان الزفاف متبوعين بنوعين أو ثلاثة أنواع من الأزياء التقليدية في الغالب ما تشمل الكاراكو العاصمي والقفطان المغربي وجبة الفرقاني، ورأت بعض العرائس أن في ذلك كفاية بدل التنويع في الأزياء وتبذير المال في أشياء تقل منافعها ويكون مصيرها التكدس في الخزائن، فهن بالكاد يلبسنها مرة أو مرتين بعد العرس في ولائم معينة مما دفع البعض إلى إلغاء الإكثار من الأزياء كونها خطوة تكلف جهدا ومالا، ما عبرت به أغلب الفتيات المقبلات على الزواج اللواتي تحدثن إليهن، منهن كاميليا التي ستزف بعد أشهر إلى بيت زوجها قالت إن تكاليف العرس الباهظة أجبرتها على الالتزام بأربعة أزياء لا أقل ولا أكثر خاصة وأنها على يقين بعدم حاجتها لتلك الألبسة التقليدية فهي تميل إلى الألبسة الكلاسيكية أكثر، ولكي تسلم من رميها في الخزانة بعد زواجها فضلت عدم اقتنائها أصلا. وهو نفس ما راحت إليه سمية التي قالت إنها سوف تهتدي إلى الكراء فيما تلتزم بخياطة نوع أو نوعين من الأزياء على الأكثر كونها على معرفة بقريباتها اللواتي رحن إلى تنويع الأزياء في عرسهن إلا أنهن لم يستعملنها ولو في مرة، وكان مصير كل تلك الملابس التي أنفقن عليها الملايين التكدس بالخزانات حتى منهن من عرضنها للبيع بأقل ثمن، وهناك من راحت إلى قرضها إلى بنات العائلة لاستعمالها في أعراسهن. فيما واصلت قلّة من الفتيات من باب التباهي الإكثار من الأزياء وأنفقن عليها الملايين حتى منها ما لا يسعهن الحظ في لبسها بعد انقضاء الساعات الممنوحة لأصحاب العرس على مستوى القاعات والتي لا تتعدى السابعة مساء، بحيث تنعدم جدوى اللباس كون أن هناك من العرائس من تصل أزيائهن إلى أكثر من 12 زيا يعجزن عن لبسها كلها أمام ضيق الوقت ومروره بسرعة على مستوى القاعة.