لبست المحلات المختصة في بيع وكراء جهاز العروس حلة جديدة بحيث اصطفت بها شتى أنواع المعروضات الخاصة بتصديرة العروس مع حلول موسم الأعراس مبكرا في هذا العام بعد أن أخذت العائلات في حسبانها اقتراب شهر رمضان المعظم وحُصر بذلك الموسم في شهرين قبل رمضان، فيما سيتم استئناف الأفراح مباشرة بعد عيد الفطر المبارك دون شك بعد أن رأت بعض العائلات ضرورة تأجيل مواعيد زفاف أبنائها إلى ما وراء رمضان بالنظر إلى ضيق الوقت قبله. وما لفت انتباه العائلات هو الغلاء الذي شهدته معروضات تلك المحلات من ابسط الأشياء إلى أهمها مما اجبر العرائس على الاتجاه للكراء الذي لم يسلم هو الآخر من ارتفاع أسعاره نوعا ما، خاصة الموديلات الجديدة التي وصل كرائها إلى 8000 دينار فيما انخفضت الموديلات الأخرى إلى 3000 و5000 دينار جزائري. ذلك ما وقفنا عليه ببعض المتاجر المتخصصة في بيع وكراء ملابس العرس على غرار زنيقة العرايس بساحة الشهداء وكذا المركز التجاري بباش جراح وهي الفضاءات الواسعة التي تجتذب الكثير من العرائس بالنظر إلى توفيرها كل ما تحتاج إليه العروس حتى ابسط الجزئيات. ومع افتتاح موسم الأعراس مبكرا في هذه السنة بالنظر إلى اقتران رمضان المعظم مع شهر أوت انتهز أصحاب المحلات الفرصة وراحوا إلى رفع الأسعار بحيث شهدت ملابس التصديرة ارتفاعا صاروخيا في هذه الآونة ووصلت بعض الملابس التقليدية على غرار القفطان المغربي إلى 6 ملايين سنتيم فما فوق أما جبة الفرقاني فوصلت إلى 8 و9 ملايين سنتيم إلى جانب التكاليف الأخرى التي يستلزمها العرس فلو تعلق الأمر فقط بتجهيز العروس من حيث الملابس لهان بل تعداه إلى تجهيز البيت بالمفروشات إلى جانب أعباء العرس الأخرى كقاعة الزفاف التي تحتاج هي الأخرى إلى مبلغ مالي مرتفع لا ينزل على 5 ملايين وهو مرشح للارتفاع تبعا لمستوى القاعة والخدمات التي تقدمها. في هذا الصدد اقتربنا من بعض المقبلات على الزواج اللواتي أكدن إنهن فعلا في ورطة مع الأسعار الباهظة التي شهدتها أسعار بعض مقتنيات العروس في هذه الآونة خاصة بالنسبة للواتي غفلن عن التجهيز المسبق لبعض الحاجيات التي بلغت أسعارها الذروة مع افتتاح موسم الصيف. ذلك ما أكدته الشابة نوال التي قالت أنها ستتزوج في شهر جويلية وعلى الرغم من تحضيرها المبكر للجهاز من قبل إلا أنها تنقصها بعض الحاجيات المجبرة على افتنانها مهما بلغ سعرها كونها ضرورية في التصديرة وقالت أن الغلاء مس حتى تلك النواحي التي كانت تعرف بمعقولية أسعارها على غرار زنيقة العرايس، التي اقتبس اسمها من طبيعة التجارة المروجة على مستواها والتي لها علاقة مباشرة بالعرائس، بحيث قالت أنها اصطدمت حتى بارتفاع بعض المستلزمات الجزئية فما بالنا بملابس التصديرة التي حمدت الله على أنها أنهت الجزء الأكبر منها ولم يتبق لها إلا القليل. أما نورهان فقالت أنها سوف تستغني عن العديد من الألبسة التقليدية وستقلص عدد التغييرات وتتجه إلى الكراء ولا تقتني إلا الطقم الأبيض الذي هو أساس التصديرة تبعا لمقدورها المادي. وبذلك اتجهت اغلب العرائس إلى حل الكراء لاسيما وأنهن يجدن فيه نفعا فالمهم لديهم هو اجتياز تلك الأمسية ولا يهمهم إرجاع تلك الفساتين التي لا يستفيدن من لبسها إلا مرة واحدة، وتمحى ذكريات العرس بغيابها لكن ظروف الحياة الصعبة فرضت على معظم الفتيات اللجوء إلى تلك الحيل التي تغلب ايجابياتها على سلبياتها.