مثلما عهدنا عليه تتنوع تصديرة العروس الجزائرية تبعا للموروثات التي تزخر بها مناطقنا الشاسعة على غرار جبة الفرقاني والجبة القبائلية والكاراكو العاصمي والجبة النايلية وحتى البينوار السطايفي والبلوزة الوهرانية إلى غيرها من الجبات والأطقم التي تنفرد بها كل ولاية ولا تحمل اسم معين يميزها عن غيرها كالجبة التي باتت تميز ولاية عين الدفلى والتي تشبه كثيرا جبة الفرقاني إلا أن ما يميزها هو اشتمالها على العديد من الألوان الزاهية وكذا القطع. ورغم شساعة تلك الموروثات التقليدية التي تزخر بها العديد من ولاياتنا لا ننفي طغيان بعض الألبسة التي لا تمت بصلة لا بأعرافنا ولا بتقاليدنا وصارت الحاضرة الأولى في تصديرة العروس بفعل التجديد الذي تطمح إليه العديد من فتيات اليوم إلا أن ذلك لم يؤد بهن إلى الاستغناء عن بعض الألبسة التقليدية التي تزخر بها ولاياتنا والتي تعد أساس التصديرة على غرار جبة الفرقاني والكاراكو العاصمي والجبة القبائلية وهي من بين الملابس التي تعد أساس تصديرة العروس الجزائرية. عن هذا اقتربنا من بعض السيدات من مختلف الأعمار وحتى من فتيات هم على اقتراب من موعد العمر للوقوف على تحضيراتهن الأخيرة، قالت مروة، 27 عاما، مقبلة على الزواج أنها أبت في تصديرتها إلا الاعتماد على ألبسة تقليدية محضة كونها ضد إدخال بعض الألبسة المصدرة لنا من الغرب فولاياتنا الشاسعة والحمد لله تزخر بأزياء تقليدية تنبع بالأصالة وتعبر عن كرم وجود الجزائريين على غرار الكاراكو العاصمي الذي يعبق براحة القصبة والقندورة القسنطينية التي تجسد عبق مدينة الجسور المعلقة إضافة إلى الجبة القبائلية التي تعبر عن شخصية وقوة القبائل الأحرار إلى غيرها من الأزياء التي تطبع باقي الولايات الأخرى لتضيف أنها تفضل تلك الأزياء على إدخال أزياء أخرى تقرب إلى الموضة الغربية والأوروبية كونها تؤثر على اندثار الأزياء الجزائرية الأصيلة وقالت أنها سوف تفتتح تصديرتها بكاراكو عاصمي وهي الخطوة التي باتت تنتهجها الكثير من العرائس في الوقت الحالي بحيث حل الكاراكو محل الطقم الأبيض الذي كانت تعتمد عليه اغلب العرائس في السابق. أما كوثر فقالت أنها تعتمد على التنويع في التصديرة وأنها سوف تلبس أزياء جزائرية وأخرى أوروبية كما أنها سترتدي خلال تغييرات التصديرة الطقم الهندي المتبوع باكسسواراته الرائعة كونها حلمت كثيرا بارتدائه من باب التجديد وفي نفس الوقت وضحت أنها لا تستهين أبدا بالأزياء الجزائرية التي تجحدها رائعة وانسب أكثر واعتمدت عليها طبعا في باقي التغييرات. السيدة علجية، 68 عاما، قالت أنها لا يروقها إقدام العرائس على لبس بعض الألبسة العصرية في التصديرة مما أدى نوعا ما إلى اندثار بعض الألبسة التقليدية كالجبة النايلية مثلا التي لم تعد تحضر بقوة في التصديرة وكذا البلوزة الوهرانية ولم تبق إلا جبة الفرقاني والجبة القبائلية اللتان سلمتا من الإهمال والاندثار وأضافت أنها اشترطت على كنتها أن تلتزم في تصديرتها بألبسة تقليدية محضة.