يعيش سكان حي باسكال بأعالي بلدية بوزريعة بالعاصمة، والمتضررين من الأوضاع هناك حياة قاسية وصعبة للغاية، وبمجرد دخولنا الحي استقبلنا البعض وعلامات الاستياء بادية على وجوههم، وللحظات فقط استرسلت السيدة فاطمة طوبال، 38 سنة وأم لبنت عمرها 18 سنة في الحديث عن المأساة التي تعيشها منذ سنة بعد انهيار المنزل الذي كانت تسكنه رفقة ابنتها والمشيد فوق جبل تربته غير صالحة للبناء وهو الوضع الذي يميز أغلب سكان المنطقة، سكنات مشيدة على تربة غير صالحة للبناء، ومع الحفر المستمر بدأ انزلاق التربة لتنهار السكنات. تقول محدثتنا: (تم بيع القطع الأرضية التي تحت منزلي مباشرة وبمجرد أن شرع صاحبها في الحفر حتى بدأت التربة في الانزلاق، فشعرت بالخوف وخرجت رفقة ابنتي إلى الشارع، لينهار المنزل بعدها بأيام، كان ذالك منذ سنة ومن يومها وأنا أقطن بخيمة قمت بنصبها لتحميني أنا وابنتي من حرارة الصيف وبرد الشتاء)، وهو حال السيد بورطال متزوج وأب لطفل انهار سكنه هو الآخر ليجد نفسه وعائلته في الشارع فقام بنصب خيمة، لكن الفرق أنه قام بنصبها بنفس المكان المتواجد به سكنه المنهار ليبقي معرضا لخطر الوقوع من أعلى الجبل إذا ما استمرت التربة في الانزلاق يقول محدثنا: (فضلت البقاء ونصب خيمة في نفس المكان الذي كان منزلي متواجدا به، على أن أقطن بحافة الطريق على غرار الجارة فاطمة لأن الأمر نفسه، فببقائي بهذا المكان أنا وعائلتي نحن معرضون لخطر السقوط، واستقرارنا بمحاذاة الطريق يعرضنا لحوادث السير، فتموقع هذه الأخيرة سالفة الذكر بالمكان المذكور سيعرضها لخطر حتمي في أي وقت، وبتواجدنا في المنطقة وقفنا على مدى المخاطر المتربصة بهذه السيدة وابنتها، حيث أنها متواجدة بمنعرج خطير قد يجعل السائقين لا يتحكمون بسياراتهم مما ينجر عنه اصطدام بكل ما هو واقع على حافة الطريق بما فيها الخيمة وهو الأمر الذي يعرضهم لخطر حتمي، وهو ما صرح به محدثنا إذ يقول: (في العديد من المرات تم وقوع حوادث، لكن الله ستر سواء على هذه المقيمة بذات المكان أو على الأطفال). واستطرد محدثنا قائلا وبلهجة غضب (برغم من الشكاوي العديدة التي رفعها المواطنون المنكوبون للجهات الوصية منذ أول يوم وجدوا أنفسهم في العراء بعد انهيار سكناتهم، إلا أنها انتهجت سياسة اللامبالاة والتهميش) واصفا تصرف المسؤولين بالإحجاف والظلم في حقهم، إذ أن الوضع لم يعرف أي تغير رغم الحادثة الكارثية والمأساوية التي تعرضت لها بعض العائلات خلال انهيار منازلها، حيث عبر المتضررون عن غضبهم اتجاه وقوف المسؤولين موقف المتفرج دون أن يحركوا ساكنا، مكتفين باحتواء أزمة البعض، وهو الأمر الذي اضطرهم بعد أن نفد صبرهم إلى قطع الطريق ثلاث مرات احتجاجا على المأساة التي يعيشونها، مطالبين السلطات بالالتفات إليهم وتحمل مسؤوليتها اتجاههم بترحيلهم إلى سكنات تضمن لهم العيش في عز وكرامة كجزائريين.