تسببت تقلبات الأحوال الجوية الأخيرة في تشريد عائلة (عدة) المتكونة من 6 أفراد والقاطنة بمركز عبور رقم 11 ببلدية بوسماعيل ولاية تيبازة نتيجة تساقط الأحجار وانزلاق التربة الذي أدى إلى انهيار جزء كبير من منزلها المشيد من الباربان والزنك داخل إحدى المغارات التي قام هذا المواطن بحفرها تحت الجسر، حيث شيّد بيتا عبارة عن غرفة لا تتعدى مساحتها عشرة أمتار مربعة وهذا بعدما تم طرده رفقة أبنائه إلى الشارع بعد وفاة والده، بحيث قام شقيقاه بتسجيل وثائق ملكية البيت باسمهما والاستيلاء على بيت (الورثة) حسب تصريحات محدثنا فلم يجد حلا سوى اللجوء إلى هذا المكان هروبا من التشرد بالشوارع، وبالإضافة إلى ضيق المكان يعاني الأب وأطفاله من داء السكري والحساسية وإصابة الآخرين بتعقيدات صحية جعلت أوضاعهم الاجتماعية تزداد سوءا نظرا لطبيعة المكان، وما زاد من متاعبهم هو انجراف التربة الذي جرف معه بيت السيد عدة وخمسة سكنات أخرى مشيدة من الطوب والصفيح لتجد نفسها في العراء منذ أكثر من أسبوع، ورغم التحاق الحماية المدنية إلا أن السلطات المحلية اكتفت بالمعاينة دون أن تتكفل باحتواء العائلات لا لشيء إلا لأن هذه الأخيرة نصبت بيوتها بالحي المذكور هروبا من بطش الإرهاب الدامي وأسماؤها لم تدرج بعد في قائمة المرحلين ولولا تضامن العائلات المقيمة بالأحياء المجاورة ومساندة العائلات بالمواد الغذائية والمستلزمات من بطانيات وأفرشة وغيرها من المساعدات لماتت هذه العائلات من صقيع البرد الشديد، علما أن هذه العائلات القاطنة بالحي المذكور تعيش أوضاعا كارثية للغاية في ظل افتقارها إلى أدنى شروط العيش الكريم، وتزداد معاناتهم مع حلول فصل الشتاء أين يتحول المكان إلى كارثة بسبب انزلاق التربة وتسرب المياه والأوحال من أعالي الجسر· ولكم أن تتصوروا الوضع في ظل انعدام أدنى وسائل التدفئة ومتطلبات الحياة الكريمة بدءا من انعدام الكهرباء والماء وقنوات الصرف الصحي، حيث يقضي هؤلاء حاجاتهم حسب زوجة عدة في الهواء الطلق مما انجر عنه انتشار روائح كريهة تملأ المكان، بالإضافة إلى الخطر الذي يتربص بهم أيضا نظرا لتساقط الأحجار وانزلاق التربة الدائم سيما أثناء الاضطرابات الجوية والرياح العاتية التي تشهدها الجزائر·