يرى المختصون الذين نشطوا الندوات العلمية على هامش المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي الذي تحتضنه باتنة من 10 إلى 18 ديسمبر الجاري أن جذور المسرح الجزائري أمازيغية. وأوضحوا أن الممارسة المسرحية بالجزائر تعود إلى الحقبة النوميدية التي تميزت بالحفلات الشعبية وطقوس ما قبل المسرح التي زاد من ترسيخها بناء المسارح التي شيدها الرومان بهذه المنطقة بعد ذلك. وفي هذا الصدد تقول الدكتورة جميلة مصطفى الزقاي من قسم الفنون الدرامية بجامعة وهران إن الباحثة الجزائرية أنوال تامر من خلال كتابها (حفريات المسرح الجزائري) تصر على (هذا الوجود المسرحي النوميدي من خلال الوجود الروماني حيث ركزت على البناءات المسرحية بالجزائروتونس والمغرب). وأوضحت نفس المتحدثة أن أنوال تامر في كتابها هذا الوحيد بالجزائر الذي تعرض للجذور الأمازيغية للمسرح الجزائري (استنكرت طمس كل الدراسات الفرنسية لهذه الحقيقة التي لم تظهر قط لديهم). (ويستشف من هذا المنطلق أن المسرح الجزائري جذوره أمازيغية بالدرجة الأولى -تضيف الدكتورة الزقاي -التي أشارت أن ظهور المسرح في تلك الحقبة النوميدية (لم يكن حكرا على الجزائر وإنما امتد ثبوت وجوده إلى مدن مغاربية كثيرة مازالت تحتفظ ببقايا ورسوم وأشكال المسارح الرومانية مثل سدراتة وتيمقاد بالجزائر ولبذة (ليبيا) وقرطاج وتيليبت (تونس) ووليلي بمكناس وليكسوس بالمغرب). وأجمع المشاركون في الندوات العلمية التي نظمت على هامش الطبعة الرابعة للمهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي بباتنة على (ضرورة ترقية المسرح الأمازيغي بالجزائر بكل أشكاله المؤدية للفرجة لأنه جزء من التواجد الجزائري عبر التاريخ). ويرى بعضهم أن المسرحيين المغاربة سبقوا الجزائريين في ترسيم هذا المسرح وتوضيح معالمه بل وعملوا على إخراجه من نطاق المحلية من خلال تنظيمهم لتظاهرات مسرحية بأوروبا لاسيما بهولندا وكذا فرنسا.