شدد باحثون ومختصون في المسرح من خلال الملتقى المنظم في إطار فعاليات الدورة السابعة من مهرجان المسرح المحترف عن أهمية التوثيق باعتباره يثبت الحقوق ويحفظ الهوية، ويلعب دورا هاما في التخطيط واتخاذ القرارات، ويمكّن من الوقوف على حقيقة الماضي الذي لا يمكن معرفته إلا من خلال الوثائق والشواهد، ومنه يبرز التوثيق كعلم قائم بذاته، موضوعه كل العمليات والأساليب اللازمة لتوفير المعلومات والاستخدام الأنجع لها. وفي هذا الإطار، استعرض الدكتور لخضر منصوري، باحث ودكتور جامعي بمعهد الفنون الجميلة بوهران، في مداخلة تحمل عنوان "كيف أرّخ الاستعمار الفرنسي المسرح الجزائري" أهم المعلومات التي نقلت عن طريق محاضر قضائية أعدتها فرق البوليسية لمراقبة العروض المسرحية المقامة في تلك الحقبة، من بينهم فرقة المسرح العربي ومسرحيات محي الدين بشطارزي وحملت الوثائق معلومات مفصلة عن الجمهور والنصوص المسرحية والممثلين. وأوضحت الدكتورة ليلى بن عائشة، إعلامية سابقة ومحاضرة بجامعة سطيف أن الجامعات والمعاهد المختصة بالمسرح لا تعتمد على الوسائل الرقمية لأرشفة أبحاثها الأكاديمية والميدانية مما يؤدي إلى الإتلاف والضياع، وأكدت أن الجهود ستعمل على بدايات إشكالية دراسات جديدة دون تكرار الأبحاث وتساهم التقنية في إثراء المكتبات والمسارح. ودعت ليلى بن عائشة إلى إيجاد سبل لبناء جسر تعاون بين الجمعيات الثقافية والهياكل الأكاديمية بهدف العمل على استمرارية مخبر الأرشفة المعتمد سنة 2010 والذي يعمل على الإحاطة بأرشفة التراث المسرحي الجزائري من خلال جمع العروض وتصنيفها وإنشاء قاموس رجال المسرح . واستطردت الدكتور أنوال تامر، عضوة في مخبر الّأرشفة المسرح الجزائري، أن معاير مصداقية الوثائق يجب أن تكون في قمة الدقة والجدية إذ تعتبر مرجعا للإطلاع على التراث ويجب أن تحمل التأريخ والتوقيع للتأكد من صلاحيتها. وأكد الدكتور سيد علي إسماعيل، ناقد وباحث بكلية الآداب في مصر، أن بداية المسرح العربي بالجزائر لم يكن من ريادة إبراهيم دانينوس بمسرحية "نزاهة المشتاق وغصة العشاق "التي طُبعت في المطبعة الحجرية بالجزائر سنة 1847، وقال أن المسرح دخل الجزائر قادمامن بلاد المشرق عن طريق فرق مسرحية كانت تزور الجزائر وتقدم عروضها.