يعيش السكان القاطنون بحي بورحلة ببلدية سيدي أمحمد بالعاصمة هاجس الخوف إزاء المخاطر التي تتربص بهم جراء تواجد بناياتهم في حالة مهترئة ومعرضة للانهيار في أية لحظة، بسبب قدمها وعدم خضوعها لأي ترميمات منذ عقود، وحسب شهادة هؤلاء القاطنين فإن تلك البنايات صنفت ضمن الخانة الحمراء في زلزال 2003، بعد أن تآكلت جدرانها وأسقفها، وأضاف أنه تم إثرها إصدار قرار إخلائها من أجل ترميمها أو تهديمها نهائيا نظرا للخطورة التي تشكلها على القاطنين والمارين في ذلك الشارع في حالة انهيارها المفاجئ. غير أنه وحسب ما أكده هؤلاء السكان فإن السلطات المحلية ضربت بذات القرار عرض الحائط ولم تقم بتطبيقه إلى يومنا هذا رغم تفاقم الوضع وتأزمه وزيادة خطر تعرض هؤلاء السكان لخطر الموت مما جعلهم يعيشون في قلق وذعر دائمين بسبب تواجدهم في منازل غير آمنة، خصوصا بعد أن تعرضت بعض الجدران والأسقف إلى انهيارات جزئية، وما زاد من تخوف هؤلاء هو تأزم الوضع بعد سلسلة الأمطار التي عرفتها العاصمة والتي تسببت في دخول المياه للعمارة وتراكمها متسببة في تدهور حالة أساساتها. وإلى جانب خطر الانهيار فتلك السكنات تعاني جملة من المشاكل التي أثقلت كاهل السكان وحرمت عليهم الراحة والاطمئنان، أضف إلى ذلك فالمكان حسب شهادة هؤلاء أصبح مفرغة عمومية جراء تراكم النفايات والأوساخ في كل أركان البنايات، والتي جلبت كل أنواع الحشرات التي وجدت في تلك القمامات ملجأ لتكاثرها وانتشارها، ناهيك عن غياب الإنارة في بعض البنايات التي تتواجد في عمارة رقم 6 بالحي، ومعاناة سكان عمارة رقم 7 مع مشكل تسرب المياه القذرة بسبب الانسداد المتكرر لقنوات الصرف الصحي القديمة، بالإضافة إلى مشكلة التسرُّبات التي حدثت على مستوى شبكة الغاز الطبيعي دون أن يتمُّ إصلاحُها مما يجعل هؤلاء السكان معرضين لخطر موت آخر، ناهيك عن خطر اهتراء السلالم والرطوبة العالية التي تعرفها تلك السكنات مما جعل السكان يصابون بأمراض الربو والحساسية. وأعرب هؤلاء السكان عن تذمرهم وسخطهم اتجاه السلطات التي لا تولي أي اهتمام للخطر الذي يحدق بهم رغم تلك الشكاوي والطلبات التي قدموا بها دون أن تلقى أي رد عليها فيما يخص وضع حل لهؤلاء السكان من أجل تفادي وقوع كارثة بشرية لا يحمد عقباها، ليبقى السكان متمسكين بوعود وضعوا فيها كل آمالهم أمام تأزم الأوضاع. وأمام هذه الأوضاع الكارثية التي أصبحت رفيق هؤلاء السكان طالبوا السلطات المحلية والولائية بالالتفات إلى وضعيتهم المزرية من أجل انتشالهم منها وإنهاء خطر الموت الذي أصبح يثير مخاوفهم ويتسبب لهم في أزمات نفسية وصحية.