تواجه 20 عائلة تقطن بالبناية المتواجدة بشارع بوجمعة مغني ببلدية حسين داي خطر الموت الأكيد الذي يحدق بهم داخل شقق آيلة للانهيار بعد سلسلة من التشقّقات والانهيارات الجزئية لبعض أجزاء البناية في ظلّ صمت السلطات التي اكتفت بالتفرّج وإعطاء وعود دون أن تحرّك ساكنا من أجل انتشال هؤلاء من الوضعية الكارثية التي تعرّض حياتهم للخطر والموت· أكّد السكان أن عدم اِلتفات السلطات لإيجاد حلّ لقضيتهم يعدّ إجحافا وظلما في حقّ المتضرّرين· وقد حمّل هؤلاء المواطنين ديوان الترقية والتسيير العقاري مسؤولية تواجدهم تحت خطر الانهيار، إلى جانب السلطات الولائية والمحلّية التي قالوا إنها تتعمّد تماطلها اتجاه الوضع· وحسب شهادة هؤلاء القاطنين فإنهم يمنعون من النّوم في منازلهم جرّاء تخوّفهم من سقوط أسقف أو جدران البناية عليهم، خصوصا بعد أن شهدوا سلسلة من الانهيارات التي أثارت مخاوفهم، خاصّة بعدما تمّ تصنيف تلك العمارة حسب شهادة هؤلاء السكان ضمن الخانة الحمراء بعد زلزال 2003، كما تمّ تحرير محضر يلزم بإخلاء بعض المنازل الأكثر تضرّرا من أجل ترميمها لدى تعرّض هؤلاء السكان لحادثة أدّت إلى انهيار أرضية إحدى الشقق التي أدّت إلى تعرّض أحد القاطنين لإصابة خطيرة على مستوى الظهر خلال الشهر الفارط واستدعى مسلسل الانهيارات تدخّل مصالح الحماية المدنية التي أكّدت إخلاء البناية أو القيام بترميمها تفاديا لأقلّ الأضرار· إلاّ أن البلدية لم تقم إلى حدّ الساعة باتّخاذ الإجراءات اللاّزمة ملقين بذلك بالمسؤولية الكاملة على عاتق الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لحسين داي، متسائلين في حيرة إلى أيّ وجهة يوجّهون شكواهم ويرفعون معاناتهم؟ ليبقى الوضع على حاله إلى حدّ كتابة هذه الأسطر· وأضاف السكان أن البناية أصبحت محلّ خطر أكيد، حيث تأزّم الوضع بعد سقوط الأمطار مؤخّرا، والتي أدّت إلى تسرّب المياه من الأرضية المنهارة· حيث غمرت الأمطار كلّ أرجاء البيت رغم محاولات الترقيع اليائسة، ناهيك عن تسرّب المياه إلى سلالم وجدران العمارة· وقد أرجعت تلك العائلات سبب الانهيارات إلى قدم البنايات، ممّا تسبّب في تأثّرها بزلزال ماي 2003، وهي العوامل التي كانت وراء انهيار الأسقف· الوضعية التي أثارت تخوّف العائلات من المخاطر التي من المحتمل أن يتعرّضوا لها في حال تعرّض البلاد لأيّ هزّة ارتدادية خفيفة، علما أن أسقف العمارة تتواجد في وضعية كارثية نظرا لهشاشتها وعدم متانة الجدران الداخلية للسكنات لكون تلك البنايات يعود تاريخ بنائها إلى العهد الاستعماري· وأكّد لنا السكان أنه رغم مجموعة التقارير والملفات التي تمّ تقديمها في الفترة الممتدّة بين 1983 إلى 2009، والتي تنبئ كلّها بانهيار أرضية سطح العمارة عليهم في أيّ لحظة، لم تسجّل أيّ ردود فعل إيجابية من طرف المسؤولين· وأمام تواصل تأزّم الأوضاع في ذات البناية وبقاء 20 عائلة في مواجهة حقيقية لخطر الموت، ناشدت تلك العائلات السلطات المحلّية والولائية وعلى رأسها رئيس الجمهورية من أجل إنقاذهم من خطر الموت الذي يحدق بهم داخل تلك البنايات وانتشالهم من الهلع والخوف الذي أصبح كابوسا أسود نغّص عليهم نومهم وراحتهم·