جلس تلميذ إلى معلمه الحكيم...الذي قرر إرساله إلى قرية بعيدة عن مكان إقامته في مدارس الحكمة التي يديرها المعلمون والحكماء...وقال له عد لي بعد أسبوع...ذهب التلميذ إلى تلك القرية كما أمره معلمه...وعاد له ليقول له: (الناس هناك سيئون جدا يتنافسون من أجل لقمة العيش وإنهم يتحاسدون ويغتب بعضهم بعضا... فقال له المعلم...اذهب إلى القرية الفلانية الآن...وخلال مدة عاد التلميذ..ليقول له نفس الكلام السيء...عن صفات سلبية في أهل القرية...وتكرر السيناريو مع عشر (10) قرى...حتى عاد التلميذ وقال للمعلم: (لا أريد مغادرة القرية الحكيمة هنا فالعالم في الخارج سيء جدا.....ابتسم المعلم وقال له لو ذهبت إلى أيّ مكان في العالم ستجده سيئا... لأنّ المشكلة ليست في المكان وإنّما في عقلك... أنت تذهب هناك بعقلية المتكبر الحاكم على تصرفات الناس...وبالتالي دوما سترى نقاط الضعف فقط ولو جئت بهذه القرية بعقليتك هذه ستجدها سيئة... فحتى في أهل الحكمة هناك عيوب.. انتهت القصة بما تحمله من إسقاطات... وكل واحد يسقطها كيف ما يحب وكيف ما يريد وذلك هو اللبيب... ما أريد أن أسقط عليه هذه القصة هو التناول النقدي الذي مسّ اختيارات المدرب الوطني وتشكيلته التي ستشد الرحال عمّا قريب إلى بلاد مانديلا... نحن مشبّعون بخلفيات كروية تطل علينا كل أسبوع أو مع كل أحداث أوربية أو لاتينية أو حتى منها قارية.. فننظر من النافذة إلى المنتخب فنجده سيئا... وهكذا يستمرّ معنا الحال...إنّنا متأثرون أشد التأثر ببيت الحكمة الكروية الأوروبية خاصة منها الّتي جعلتنا نقف منبهرين ومعجبين وما عدا ذلك فهو باطل........ ما أريد أن أسقط عليه... هذه القصة هو أنّ التلميذ الذي كان ينظر بمنظار الظلام إلى تلك القرى التي زارها هو...أنا وأنت وتلك وذلك في هذا المنتدى وعاد إلى المنتدى الذي هو بيت الحكمة فيه من علماء الكرة وحكماء الكرة بفكرة سلبية عن المنتخب وراح يتأفف من اختيارات المدرب...في سخط ونقمة دون أن يستعمل عقله أو فكره... ما أريد أن أسقط عليه هذه القصة هو أنّ المدرب الوطني يمثل قرية الحكمة ولاعبيه هم التلاميذ وقد يكون واحدا منهم هذا التلميذ الذي سيرسله معلمه فينظر إلى العالم بنظرة سودوية ... فيكون لاعبا سيئا...فلا يمكن أن تجتمع مدرسة الحكمة على حكماء...كلهم... قد ينفلت لاعب واحد فيكون سيئا لأسباب ما قد تعود للاعب أو للمدرب أو لعوامل أخرى بعيدة عن المدرب وعن اللاعب... فهل سيتم تصويب السهام نحو المدرب لأنه أساء الاختيار...أم نصوبها نحو اللاعب الذي لم يكن في يومه... قد يلعب عودية أفضل بطولة ويلعب فغولي صاحب الكرة الذهبية ومحبوب الجماهير أسوأ بطولة... وما يدريك.. ؟ ... فعلينا أن نطل من نافذة فيها بقعة ضوء على اختيارات المدرب وبعين الرضى على اختياراته... فلم يبق إلا الدعاء بالتوفيق... * العضو: "ابن الصحراء"