عالجت أمس محكمة جنايات العاصمة ملف مجموعة من الشباب زرعوا الرعب في أوساط سكان بن عمر بالقبة يتزعمهم كل من (تيتولا) و(قرادة) جراء سلسلة الاعتداءات التي ارتكبوها ضد المواطنين تحت طائلة التهديد بالأسلحة البيضاء، والتي راح ضحيتها كل من (ت.إ) و(ن. فريد)، هذا الأخير لفظ أنفاسه متأثرا بجروح عميقة على مستوى الرأس، بعد قيام الجناة بتوجيه له ضربة بواسطة حجر ما جعلوهم يواجهون عقوبة الإعدام. إلقاء القبض على المتهمين الخمسة الذين وجهت لهم جنايتي تكوين جماعة أشرار والسرقة الموصوفة والقتل العمدي جاء إثر تلقّي مصالح الأمن الحضري الخامس لأمن دائرة حسين داي بتاريخ 20 ديسمبر 2006 مكالمة هاتفية من شخص مفادها وجود شخص ملقى على الأرض في حديقة بن عمر بالقبة وعلامات الاعتداء بادية عليه، وعليه تنقّلت فرقة مكافحة الجريمة إلى عين المكان وقامت بنقل الضحية الذي كان مجردا من هويته إلى مستشفى القبة ثم إلى مستشفى زميرلي للحراش لإجراء عملية دقيقة على مستوى الأعصاب غير أنه لفظ أنفاسه بعد يومين من الواقعة، وبعد سلسلة من التحريات تم تحديد هويته ويتعلق الأمر بالمدعو (ب.ف) في الخمسينات من العمر معروف بتعاطيه للكحول، وتزامنت الحادثة مع الشكوى التي تقدم بها الضحية الثاني في الملف (ت.إ) مفادها تعرضه للاعتداء من طرف أربعة شبان في حديقة بن عمر في نفس التاريخ، حيث قام المجرمون بسلبه مبلغ 30 ألف دينار و500 أورو وهاتفه النقّال، وعليه، قامت مصالح الأمن باستدراج مجموعة من الشباب لديهم سوابق عدلية تعرف الضحية على أربعة منهم. وقد اعترف المتهمون أثناء استجوابهم من طرف مصالح الضبطية القضائية بعملية السرقة التي كانت بطلب من المتهم (ب.ر) المكنى (تيتولا) بعد أن لفت انتباهه الضحية وهو يتحدث بهاتفه النقّال فأسرعوا نحوه وأشهروا في وجهه السكين وقاموا بسلبه ممتلكاته ثم لاذوا بالفرار، غير أنه لحق به فقام المتهم (ب.ص) بضربه بواسطة الحجر، أما فيما يخص جريمة القتل فقد نفوا علاقتهم بها غير أنهم صرحوا بأنهم شاهدوا الضحية رفقة المتهم (ك.س) المكنى (قرادة) وقد كانا مخمورين، وعندما استفسروه عن الشخص الذي معه أخبرهم بأنه خاله وبمجرد مغادرتهم الحديقة سمعوا سيارة الإسعاف جاءت لنقل أحد المواطنين الذي تعرض للضرب. المتهمون (ز. أحمد)، (ب. صابر)، (ص. محمد) و(ب. رابح) المكنى تيتولا اعترفوا عند مواجهتهم من طرف هيئة المحكمة باراتكابهم جرم السرقة فيما نفوا جناية القتل وحمّلوا مسؤوليتها للمدعو قرادة كونهم شاهدوه رفقة الضحية بحديقة بن عمر وأنه كان يتناول الكحول معه وقدمه لهم على اساس أنه خاله، من جهته المتهم فند جميع التهم المنسوبة إليه مصرحا أنه متعود على تعاطي المشروبات الكحولية بحديقة بن عمر، وأنه يوم الوقائع التقى فقط بالمدعو صابر الذي كان يحاول اصطياد ضحاياه بالحديقة وأنه لم يكن برفقة أي شخص آخر، وهي التصريحات التي لم تُقنع ممثل النيابة الذي طالب توقيع عقوبة الإعدام في حقهم. وتجدر الإشارة إلى أن القضية عادت بعد الطعن لدى المحكمة العليا، حيث سبق لذات المحكمة الفصل فيها وإدانة المتهمين بعقوبات تراوحت بين 13 و14 سنة سجنا نافذا وإفادتهم بالبراءة من تهمة القتل العمدي.