رغم العداء الكروي التاريخي بين البرازيل والأرجنتين بسبب رغبة كليهما في فرض النفوذ والسيادة على القارّة اللاّتينية، بل والعالم على نطاق أوسع، إلاّ أن بلاد السامبا انحنت أخيرا لموهبة الفتى الذهبي والهدّاف التاريخي لبرشلونة ليونيل ميسي بشكل لم يحلم به مارادونا نفسه. فالبرازيل افتخرت بامتلاكها الجوهرة السوداء بيلي، ومن بعده جيل إمبراطورية الراء بدءا بروماريو مرورا برونالدو ورونالدينيو، غير أن الأرجنتين لم تجد من أبنائها من يقارع أسطورة دييغو أرماندو مارادونا حتى ظهر (البرغوث) ابن مدينة روساريو ليخلفه. لدى المواطن البرازيلي كبرياء وغيرة واعتزاز بالنّفس تفوق حدود الوصف، حيث يعتبر بلاده مهد كرة القدم وصانعة بهجتها ومتعتها قبل أن تصدرها للعالم، وهذا يفسّر تقليلهم من شأن مارادونا من أجل الانحياز إلى بيلي في سباق أسطورة القرن، بل والتاريخ. غير أن ميسي كان لهم استثناء بالنّظر إلى موهبته الخرافية وتواضع شخصيته على عكس مارادونا المحبّ لإثارة الجدل والمعارك الكلامية بخلاف أن بئر المواهب في بلاد السيليساو أصابه الجفاف في الآونة الأخيرة، إلاّ من نيمار الذي ما تزال إمكاناته الرّائعة محلّ شكّ لعدم إثباتها فعليا في بلاد الاحتراف الحقيقي في أوروبا، لذا لا يمكن وضعه حاليا في مقارنة مع قائد منتخب (التانغو). فحسب نتائج استطلاع للرّأي أجراه موقع (أوّل سبورتي) الرياضي واسع الانتشار في البرازيل جرى بين لاعبي 15 فريقا من أندية الصفوة، اختار 90 بالمائة منهم ميسي كأفضل لاعب في العالم في الوقت الحالي. من السهل على ميسي أن يحظى بدعم مختلف شعوب العالم و(الفيفا) نفسها، لكن أن يعترف به لاعبو البرازيل أنفسهم وبهذه النّسبة الكاسحة فهذا تكريم آخر شديد التميّز، خاصّة وأن مواطنهم نيمار حصل على 1 بالمائة فقط، كحال أندريس إنييستا وتشافي هرنانديز زميلي ميسي وثنائي البارصا ومنتخب إسبانيا المظفّرين بالكثير من الألقاب الدولية والمحلّية. أمّا في المركز الثاني فجاء الغريم البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم وهدّاف ريال مدريد بنسبة بسيطة لم تتجاوز 7 بالمائة، وفي نفس الاستفتاء فاز نيمار بلقب أفضل لاعب برازيلي بإجمالي أصوات بلغت 89 بالمائة.