ربما تتصور أن القهوة تعتبر جزءا يسيرا من إفطارك الصباحي، إلا أنها قد تشكل جزءا من حياة صحية أطول. وقد وجدت دراسة نشرت في مجلة (نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن) أن الأشخاص البالغين الكبار في السن الذين يتناولون القهوة (سواء الأصيلة أو منزوعة الكافيين) كان لديهم خطر أقل في حدوث الوفاة بسبب مرض السكري، أمراض القلب، الأمراض التنفسية، والأمراض الأخرى، مقارنة بالذين لا يتناولون القهوة. ويقول الدكتور إريك ريم الأستاذ المساعد في علوم الأوبئة والتغذية في كلية الصحة العامة جامعة هارفارد: (أعتقد أن الدلائل قوية الآن، إذ يبدو أنها (القهوة) مفيدة في الكثير من الجوانب). ودقق الباحثون في أجوبة مشاركين في استبيان حول عادات تناول القهوة لأكثر من 400 ألف من الرجال والنساء. وبعد تعديل النتائج بالأخذ بعين الاعتبار عوامل الخطر الأخرى مثل تناول الكحول أو التدخين، استنتج العلماء أن تناول قدحين أو ثلاثة أقداح من القهوة يوميا يعادل تقليلا بنسبة 10% في وفيات الرجال الإجمالية و15% في وفيات النساء الإجمالية، مقارنة بالرجال أو النساء ممن لم يتناولوا القهوة. ومع أن هذه النتيجة لا تعبر عن علاقة حقيقية بين الأسباب والنتائج، إلا أن الباحثين قالوا: إن هناك رابطة قوية بين تناول القهوة، وزيادة طول العمر. إننا لا نعرف بالضبط لماذا تتسم هذه الحبة الصغيرة للقهوة بفوائد كبيرة، لأن القهوة تحتوي على المئات من المركبات. إلا أننا نعرف فعلا أن واحدا من تلك المركبات وهو (حمض الكلوروجنيك) يؤدي وظيفته كمضاد للأكسدة (الأمر الذي يساعد الجسم على مكافحة الأضرار الناجمة عنها). كما أن حمض الكلوروجينيك قد يقوم أيضا بتشغيل الجينات التي تزيد من حساسية الجسم للأنسولين ويقلل من ظهور داء السكري من النوع الثاني. تضاعف حالات العقم لدى الرجال القدرة على الإنجاب تتراجع عند معشر الرجال، فالبحوث العالمية الحديثة التي تناولت هذه القضية تشير إلى وجود تدهور تدريجي في خصوبتهم بسبب نقص في عدد الحيوانات المنوية، وظهور تشوهات في شكلها، وتبدلات في نسبة حركتها، وتدهور في وظائفها. والتراجع في القدرة الإنجابية لدى الذكور لا يقتصر على دول أو قارة معينة، بل أصبح واضحاً على مستوى العالم كله، وقد تم تأكيد هذه الحقيقة في أكثر من دراسة، جاءت نتائجها لتسجل تراجعاً في خصوبة الرجال بمعدل الثلث تقريباً. وإذا ما استمر التدهور في القدرة الإنجابية في السنوات المقبلة فستكون له تداعيات كبيرة صحية واجتماعية وبيئية وديموغرافية. إن تدهور خصوبة الرجل الحديث جاءت نتيجة عوامل دخلت على حياته، كالتدخين والمخدرات والعقاقير الهورمونية والتلوث والهاتف الخليوي والغذاء الغني بالدهون والسموم والخلطات العشبية مجهولة المصدر وارتداء الملابس الضيقة والإصابة المتكررة بالالتهابات التناسلية، والأمراض التي تسبب الضعف الجنسي كداء السكري. إذاً، هناك عوامل كثيرة متشعبة ومتورطة في موضوع تراجع خصوبة الرجل، لكن أحداً لا يعرف حتى الآن العوامل الأكثر أهمية على هذا الصعيد، إلا أن الباحث ريتشارد شارب أستاذ الصحة الإنجابية في جامعة أدنبرة البريطانية، يميل أكثر إلى توجيه التهمة إلى عاملين هما النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون، والتعرض إلى المواد الكيماوية المتناثرة هنا وهناك في أنحاء المعمورة. وفي هذا النطاق، ذكرت صحيفة (دايلي ميل) البريطانية أن الباحثين في جامعة هارفرد للصحة العامة في بوسطن، وجدوا أن الرجال الذين يتناولون ثلاث حصص غذائية فقط من الجبن يومياً تضعف لديهم نوعية الحيوانات المنوية مقارنة بغيرهم. كما وجدوا أن الكميات الصغيرة أيضاً من الألبان كاملة الدسم أظهرت ضعفاً دراماتيكياً في الخصوبة. وهناك دراسات أكدت وجود علاقة ما بين مضادات الأكسدة والخصوبة عند الرجل. فشح مضادات الأكسدة في الواردات الغذائية يؤثر سلباً في الحيوانات المنوية، وفي هذا الإطار كشفت دراسة نشرها باحثون في جامعة غرب أستراليا، أن الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة تزيد من خصوبة الرجال الذين يكثرون من تناولها (مثل الجزر والبطاطا والمانغا واللوز)، إذ يتمتع هؤلاء بمعدل خصوبة يفوق ذاك الموجود عند نظرائهم الذين يتناولون نظاماً غذائياً فقيراً بتلك المضادات.