لا تفصلنا عن العيد المبارك إلا يوم أو يومان، وقد راح المواطنون يستعدون له بالتحضير للحلويات وكذا شراء الألبسة الجديدة التي سيبدو بها الأطفال وحتى الكبار في هذه المناسبة العظيمة التي تعتبر عيدا الأمة الإسلامية كلها. ولعل من ابرز مظاهر العيد، كما سبق وان ذكرنا، شراء المواطنين لملابس جديدة، كلّ حسب قدراته المادية، وما يستطع شراءه، وحتى الذي يكون غير قادر على اقتناء شيء جديد، سيخرج بأفضل رداء لديه، وما لاحظنا ونحن نتجول ببعض الأسواق المتخصصة في بيع الملابس بالعاصمة تهافت بعض المواطنين، او الكثير منهم، على نوع من الألبسة فبعدما كانوا يفضلون "الماركات" الأوروبية، ويلهثون وراء الألبسة القادمة من وراء البحار الباهضة الثمن، فان البعض اليوم لم يعد يعني بكل ذلك، بل اتجه إلى ملابسنا التقليدية لتي لا تقل أهمية بل وجمالا عن تلك الأوروبية، والتي تتوافق حتما مع عظم المناسبة الدينية، فراحت الكثير من المحلات تعرض على الزبائن برانيس وألبسة تقليدية، بعضها مصنوع في الجزائر وأخرى تأتي من بلدان غالبا ما تكون إسلامية مثل تركيا وماليزيا واندونيسيا وغيرها. وتتنوع تلك الملابس بين برانيس تقليدية وأقمصة ذات قماش خفيف، وكذلك اقمصة وسراويل عاديّة لكنها مزركشة ولها شكل الملابس التقليدية، يقول لنا رفيق، 21 سنة، بائع ملابس بحي بلكور بالعاصمة:" لقد جاءتني حديثا سلعة من البلد الشقيق تركيا، وهي عبارة عن ملابس تقليدية او لها شكل تقليدي لكنها معصرنة بما يلائم الشباب والمراهقين، وإنها لفكرة جميلة أن يقوم المصممون بهذه المبادرة، خاصة وأننا اعتدنا أن نلبس كل ما يأتينا من الخارج، وان نلبسه دون حتى أن نعلم مصدره وان كانت الدولة التي صنعته صديقة او عدوة، حتى أنّ بعض الألبسة التي راجت في السنوات الأخيرة تعتبر إهانة لنا وللمسلمين جميعا بعضها مكتوب عليه شتائم ومسبات وأخرى إهانة لديننا وغير ذلك من الأمور التي تأتينا من بلاد الكفر، ونحن نلبسها ونسلم بها كأنها مقدسات بل ونفتخر بارتدائها، أما الملابس التركية هذه فنحن نعلم مصدرها، وبالإضافة إلى صنعها المتقن والذي ينافس الدول المصنعة، فان شكلها جميل كما انه مطرز بنفس الطريقة التي تزين بها البرانيس التقليدية، وهو ما يجعل شبابنا على الأقل لا يتنصلون من عاداتهم وثراتهم"، وعن إقبال الزبائن عليها يضيف:" أنها تلقى إقبالا واسعا من طرف الزبائن، وخاصة من المراهقين، وهو الأمر الجيد، لان تلك الفئة عادة ما تتبع كل ما هو جديد، وهي تفعل الآن، لكن هذه المرة في الاتجاه الصحيح"، أما المواطنون فقد عبروا لنا عن إعجابهم بهذه الموضة الجديدة، ومنهم سليم الذي قال:" اشتريت قميصا مزركشا باللون الرمادي جميل، لا ادري بالضبط إن كان شكله يوحي بتراثنا او بتراث الأتراك او غيرهم، لكن ما أعجبني فيه شكله ولونه، ثم إننا بحاجة إلى تذكر ما يربطنا أكثر بأصولنا"، وهو نفس الراي التي باحت لنا به سلوى، والتي اشترت لباسا مغربيا جميلا، قالت:" سألبس في العيد هذا الرداء واضع من فوقه خمارا خاصا به، وهو من صنع مغاربي كما أنّ القماش الذي يصنع به خفيف جدا، ما يجعله يصلح لكلّ المناسبات، وحتى لارتدائه داخل البيت لارتدائه استقبال الضيوف".