أكّد يواخيم لوف مدرّب المنتخب الألماني أنه يريد أن يطوّر هذا الفريق ليصبح قادرا على الفوز بالبطولات في عام يسعى خلاله المنتخب الألماني لضمان تأهّله إلى نهائيات بطولة كأس العالم بالبرازيل العام المقبل. صرّح لوف: "من المهمّ أن يواصل الخطّ البياني لمستوى تعلّم منتخبنا اليافع صعوده إلى الأعلى رغم أن التطوّر الذي شهده الفريق خلال السنوات القليلة الماضية كان مذهلا ولا يمكنه الاستمرار بهذه السرعة). وأوضح لوف أن الفرق الأخرى تحسد المنتخب الألماني على مجموعة اللاّعبين الدوليين الحاليين التي يضمّها، لكن هؤلاء اللاّعبين (عليهم أن يتطوّرا ليصبحوا فريقا قادرا على الفوز بالألقاب بمختلف البطولات). "نريد العودة إلى الهجوم من جديد" تعرّضت ألمانيا لأكثر من صدمة في العام الماضي عندما خسرت في الدور قبل النّهائي لبطولة الأمم الأوروبية (يورو 2012) أمام إيطاليا، وكذلك عندما تحوّل تقدّمها (4-0) على السويد في إحدى المباريات المؤهّلة إلى نهائيات مونديال 2014 إلى التعادل (4-4). لكن لوف أكّد أنه يشعر بأن (الموقف تغيّر الآن) قبل أن يضيف: (نريد العودة إلى الهجوم من جديد). منتخب ألمانيا الحالي يفتقد عقلية الفائزين لم تحرز ألمانيا لقب أيّ بطولة كبرى منذ أن فازت بلقب بطولة (يورو 1996) في إنجلترا، مع أن الكثيرين في ألمانيا يرون أن بلادهم تمتلك حاليا جيلا من اللاّعبين الذين يتمتّعون بالإمكانيات اللاّزمة لإحراز لقب كأس العالم للمرّة الرّابعة في تاريخ البلاد. وكانت ألمانيا تأهّلت إلى نهائي بطولة كأس العالم 2002 وقبل نهائي كأسي العالم 2006 و2010، فيما خسرت نهائي (يورو 2008) أمام إسبانيا، لكن أملها في الفوز بلقب (يورو 2012) تحطّم بقسوة عندما خسرت (1-2) أمام إيطاليا في الدور قبل النّهائي بعد فوز ألمانيا بمبارياتها الأربع السابقة في البطولة الأوروبية. وأدّت هذه الهزيمة إلى أوّل انتقاد حقيقي للوف منذ أن خلف يورغن كلينسمان في قيادة المنتخب الألماني عقب بطولة كأس العالم 2006، كما أدّت هذه الهزيمة إلى ظهور آراء تقول إن منتخب ألمانيا اليافع يفتقد عقلية الفائزين. "عام 2012 لم يكن صعبا عليّ" لكن لوف أكّد أنه لا يشعر بأن عام 2012 كان الأصعب عليه لكنه اعترف بأنه فريقه واجه (بعض الصعوبات)، وأضاف: (بوسعي أن أتفهّم هذه الانتقادات وأضعها في محلّها، ففي قبل نهائي بطولة الأمم الأوروبية كنت باعتباري المدرّب مسؤولا عن عدم حدوث مثل هذا الأمر. من الواضح أن العديد من الأمور تمّ التشكيك فيها، لكنني لن أسمح لنفسي بالانسياق وراء الانتقادات). الهزيمة أمام إيطاليا وصدمة التعادل (4-4) أمام السويد درسان مهمّان وتابع لوف يقول: (أعتقد أن هناك ثقة كاملة في عملنا حتى لو جاءت نتيجة غير إيجابية هنا أو هناك، قطعنا خطوات هائلة في السنوات الماضية ونحن نثق في عملنا، إننا مقتنعون بنهجنا وخططنا وأهدافنا). وأكد لوف أن الهزيمة أمام إيطالي وصدمة التعادل (4-4) أمام السويد بعد التقدّم (4-0) ستكونان درسين أخيرين بالنّسبة لمنتخب ألمانيا، وقال: (إنهما مثل حرق طفل صغير لأصابعه على حلقة الفرن الساخنة). "نريد التأهّل إلى كأس العالم بالبرازيل" ينتهي عقد لوف مع منتخب ألمانيا عقب نهائيات كأس العالم 2014، لكن المدرّب أكّد أنه لا يتعجّل السعي لتمديد عقده، وقال: (لن تجرى أيّ محادثات قبل نهاية 2013)، وأضاف: (لا داع لاستعجال الأمر، فقبل أيّ شيء نريد التأهّل إلى كأس العالم بالبرازيل وبعدها سندرس بروية مع اتحاد الكرة الألماني خطواتنا التالية، أمّا أن نبدأ التفكير من الآن عمّا سيحدث بعد 2014 فلا معنى له). وتتمتّع ألمانيا بموقف جيّد في التصفيات المؤهّلة إلى كأس العالم 2014، حيث تتصدّر ترتيب مجموعتها برصيد عشر نقاط من أربع مباريات. وأشار لوف إلى أن آفاق الفريق جيّدة، مضيفا أن لاعبين مثل ماركو ريوس وماريو جويتزه وماتس هوميلس من صفوف بوروسيا دورتموند استفادوا جميعا من تجربة (يورو 2012). التشكيلة الألمانية الحالية تزخر باللاّعبين الشبّان أكّد لوف أن لاعبين آخرين مثل إيلكاي جوندوجان ولارس وسفين بيندر ومارسيل شميلزر سيتحسّنون في المستقبل، وأن ثنائي ريال مدريد مسعود أوزيل وسامي خضيرة (مازالا يافعين ويمكنهما أن يتطوّرا). "هدفنا الأساسي أن نكون أبطال العالم في 2014" شدّد لوف على قوله: (بالنّسبة لنا فإن الشيء الأعظم هو أن نكون أبطال العالم في 2014، تركيزي الكامل على عام 2013، الفريق الشابّ لم يصل بعد إلى ذروته). واختتم لوف حديثه بالقول: (سنعدّ العدّة حتى ننافس على لقب مونديال 2014، لكن لا توجد ضمانات لإحراز اللّقب).