اعتبر رئيس (المجلس الوطني السوري) المعارض جورج صبرا أن السعي إلى حلّ سلمي في سوريا واجب لأن النّاس لا يحاربون طول العمر. قال صبرا في حديث لإذاعة (لبنان الحرّ) النّاطقة باسم حزب (القوات اللبنانية) إن (السعي إلى حلّ سلمي في سوريا هو واجب لأن النّاس لا يحاربون طول العمر، وفي النّهاية القضايا السياسية هي في حاجة إلى حلّ سياسي، لكن مضيعة الوقت هي بالحلول والبرامج السياسية التي في غير مكانها)، وأضاف أن (ما يلقاه السوريون جحيمٌ جديد من النّظام الذي يصعّد بطريقة بربرية، والكلّ أصبح يعرف ماذا يحصل في سوريا، فعندما تكون هناك محاولة لأيّ عملية سياسية تحصل المجازر ويقصف الطيران). ورأى رئيس المجلس الوطني السوري أنه (إذا كان من حلّ حقيقي فيجب أن يبنى على الأرض الصلبة لأن الحلول السياسة التي كانت مطروحة منذ سنتين لا يمكن تجديدها وإعادة طرحها اليوم). وردّا على سؤال قال صبرا: (لا أعرف لمَ يخاف المسيحي السوري من التغيير في سوريا، فهو يلقى ما يلقاه الآخرون لا بل أكثر، والسجناء السياسيون المسيحيون لا يُحصون)، مؤكّدا أن (المسيحيين لا يمكن حصرُهم بجغرافيا محدّدة في سوريا، بل هم منتشرون في كل البلاد)، وسأل: (أليس النّظام السوري هو من قتل المسيحيين وسجنهم، فعن أي خوف نتكلّم اليوم إذا سقط هذا النظام؟). وكان صبرا انتقد قبل يومين مبادرات وجولات المبعوث الأممي والعربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، واصفا إيّاها بأنها (مضيعة لوقت السوريين إذا لم تنجح في وضع مبادرة حقيقية). من جانب آخر، أكّد السفير الباكستاني في الأممالمتحدة أن المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سيواصل محادثاته الأسبوع القادم مع أمريكا وروسيا، بغرض تنفيذ خطته لإنهاء الصراع الدائر في سوريا منذ نحو عامين. وقال السفير مسعود خان -الذي تولت بلاده رئاسة مجلس الأمن في مطلع الشهر الجاري-: (إن خطة العمل بشأن سوريا موجودة بالفعل، لكن الإبراهيمي يحاول وضعها موضع التنفيذ). وأضاف خان: (إن الوضع في سوريا لا يزال يشكل أولوية بالنّسبة للمجلس المؤلف من 15 دولة، والذي سيطلعه الإبراهيمي في وقت قريب على جهوده الرامية إلى إنهاء الصراع في سوريا، ونأمل أن يعقد اجتماع ثلاثي الأسبوع المقبل بين موسكو وواشنطن والإبراهيمي)، وذكر أنه تحدّث الأربعاء الماضي مع الإبراهيمي الذي قال إنه من المفترض أن يتوجه إلى نيويورك لعرض تقرير عن مهمته أمام مجلس الأمن، لكنه لم يحدد موعدا لذلك. وكان الإبراهيمي قد أعلن الأحد الماضي أن لديه خطة يمكن أن تلقّى قبولا من المجتمع الدولي، مشيرا إلى أنه (تكلّم في هذه الخطة مع روسيا وسوريا). وتنص الخطة المستندة إلى (إعلان جنيف) على وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة وتنظيم انتخابات إما رئاسية أو برلمانية. ونصت الخطة -التي تمّ تبنّيها في 30 جوان الماضي من جانب مجموعة العمل بشأن سوريا في جنيف- على تشكيل حكومة انتقالية، لكنها لم تتحدّث عن تنحّي الرئيس السوري بشار الأسد، وهو شرط تصرّ عليه المعارضة.