لم يستبعد المبعوث ألأممي الأخضر الإبراهيمي إمكانية تنحي الأسد عن السلطة، بعد أن رفض ائتلاف المعارضة السورية التفاوض مع الحكومة السورية، مؤكدا وجود اقتراح جديد من شانه أن يحل الأزمة في حالة تبنيه من طرف المجتمع الدولي، وذلك بعد تأكيده أن إخفاق المفاوضات الأخيرة سيدخل سوريا في منعرج خطير. أكد المبعوث العربي الأممي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أمس الأحد، أن لديه اقتراحا لحل الأزمة حلا سياسيا بأسلوب مختلف، ملمحا إلى أن المجتمع الدولي قد يتبنى هذا المقترح. وأوضح الإبراهيمي في مؤتمر صحفي مشترك أمس مع الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، عقب لقائهما بمقر الجامعة العربية، أن لديه اقتراحا لحل الأزمة حلا سياسيا بأسلوب مختلف يمكن أن تتحقق من خلاله الرغبة التي وصفها بالمشروعة للمعارضة في تنحي الرئيس السوري بشار الأسد. وقال ”ليس لدى الجانبين إرادة للجلوس والتفاوض، فالجانبان لا يتحدثان مع بعضهما بل من خلال وسيط فقط”. وأضاف أن الوضع في سوريا سيئ جدا ويتفاقم ووتيرة العنف تزداد، متوقعا أن يلقى نحو 100 ألف شخص مصرعهم إذا استمرت الأزمة عاما آخر، وأن يكون مصير البلاد مثل الصومال يتحكم فيها أمراء الحرب. وبحث الإبراهيمي خلال لقائه أمس مع العربي الملف السوري ونتائج المباحثات التي أجراها خلال زيارته لدمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد، وكذلك مباحثاته مع أطراف المعارضة السورية التي رفضت إجراء محادثات مع النظام السوري. وقال أن الوضع في سورية بالغ السوء و4 ملايين سوري بحاجة للمساعدة، مضيفا أن مسؤولية الدفاع عن سورية مسؤولية دولية، وأضاف: ”ما زلنا نتواصل مع المسؤولين في موسكو وواشنطن بحثا عن مخرج سلمي للأزمة السورية”، مستبعدا أن يكون قد اشترط رحيل الأسد، ومؤكدا على أن التسوية السلمية يمكن أن تتم بإتمامه العام المتبقي من ولايته. كما تمحور اللقاء حول نتائج المباحثات التي أجراها الإبراهيمي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي اعتبر رفض المعارضة السورية الحوار مع الحكومة السورية ارتقاء إلى طريق مسدود، مشيرا إلى أنه وبالرغم من ذلك فإن الفرصة ما تزال سانحة للتوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية. وكان المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، قد حذر في وقت سابق من أن سوريا تواجه خيارين، إما الحل السياسي أو ”الجحيم”. وقال الإبراهيمي، في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن الصراع في سوريا أصبح أكثر عسكرة وطائفية. مضيفا أنه إذا كان الخيار الوحيد بين الجحيم والعملية السياسية فلابد من العمل باتجاه العملية السياسية. وقال الإبراهيمي إن هدف الجميع في المنطقة والعالم يجب أن يكون منع سوريا من الانزلاق إلى مزيد من حمامات الدم والفوضي ومن أن تصبح دولة فاشلة. ويحاول الابراهيمي التوصل إلى سبيل للخروج من الأزمة بناء على خطة سلام تم إقرارها في مؤتمر دولي في جنيف في أفريل الماضي. لكن المعارضة السورية رفضت منذ أيام دعوة روسيا للحوار، وقالت إن على موسكو الاعتذار عن دعم الرئيس بشار الأسد.