يعتبر مشكل السكن وهشاشته من أهم المشاكل التي تواجه السكان بالجزائرالعاصمة على وجه الخصوص والمدن الكبرى، حيث يقطن المواطنون في سكنات يعود بناؤها إلى العهد الاستعماري، ونظرا للأوضاع الكارثية التي آلت إليها تلك البنايات التي يعيشون فيها، حيث حوّلت حياتهم إلى جحيم متهمين السلطات المحلية بالتماطل وعدم الاكتراث بحالهم كون هذه الأخيرة تكتفي في كل مرة بالوعود الكاذبة لتكون بمثابة الحقنة المسكنة لتهدئة الوضع في هذا الحي. عبرت مئات العائلات التي تحدثنا إليها أثناء زيارتنا الميدانية والقاطنة بإحدى البنايات وبالضبط بعمارة 45 بالمنظر الجميل ببلدية القبة عن سخطها واستيائها من الحالة الكارثية التي يعيشون فيها بسبب الظروف المزرية التي لا تزال تشهدها عمارتهم، حيث أكدوا في حديثهم لنا أنه في كل مرة يتلقون وعودا للتكفل بانشغالاتهم وترحيلهم إلى بيوت أخرى لائقة إلا أنها تبقى حبيسة الأدراج لتمر الأيام والسنين دون جديد يذكر، وهو الأمر الذي زاد من تفاقم الوضع خاصة وأنهم يعيشون في بيوت باتت مهددة بالسقوط في أية لحظة وهو الأمر الذي استنكره أغلبية المتواجدين بالحي جراء المعاناة اليومية التي يتجرعونها، حيث يحتوي كل بيت بالبناية على غرفتين أو غرفة واحدة لعائلة يزيد عدد أفرادها عن ستة أو أكثر. وفي هذا الشأن تطالب العائلات القاطنة بعمارة 45 بالمنظر الجميل ببلدية القبة السلطات المحلية بضرورة التدخل العاجل قصد التكفل بمعاناتهم التي أضحت تهدد حياتهم وانتشالهم من الموت الموشك إذا ما سقطت البنايات على رؤوسهم. وفي جولة قادتنا إلى حي المنظر الجميل بالقبة أبدى السكان استياءهم وامتعاضهم الشديدين بسبب الظروف السيئة والمزرية التي يعيشونها منذ سنوات عديدة، مشيرين إلى أن الحال ضاق بهم سيما في حالة الانتظار الطويلة دون التفاتة السلطات إليهم لأنهم متخوفون من البناية الهشة التي يقطنون بها والتي ستسقط بين ليلة وضحاها، وعبر السكان عن تذمرهم للوضع الذي طال أمده لأكثر من 3 سنوات حيث يقطنون بناية جد هشة يعود تاريخ تشييدها لأكثر من نصف قرن. وللعلم حسب ما أشار إليه محدثونا فإن البناية تسكنها حوالي 20 عائلة وأن السبب الرئيسي في محاولة سقوطها هو امتلاء القبو عن آخره بالمياه، ليضيف آخر أنهم فور تفطنهم للمياه المتسربة من جدران العمارة والتي تسببت في انشقاقها قاموا باستدعاء مقاول والذي أشار لهم بخطورة الوضع، حيث أن أساس العمارة أصبح هشا بسبب كثرة المياه وطالبهم بضرورة إبلاغ مصالح البلدية ليقوم السكان بتبليغ معاناتهم إلى الجهات المسؤولة لكن دون جدوى. ومن جهة أخرى عبرت بعض العائلات على ما تعاني منه بسبب ضيق الغرف التي يقطنون بها وعدم وجود تهيئة بالمكان كونها لا تلبي متطلباتهم، وعبرت إحدى السيدات عن تذمرها للوضع الذي آلت إليه وأولادها الأربعة الذين تجمعهم غرفة واحدة ليل ونهار. كما لم يتوان محدثونا في الكشف عن ما تعانيه بعض العائلات التي تعرف شققها عدة ثقوب وتشققات، بالإضافة إلى أن البعض منها عرفت خلال الفترة الماضية سقوط سقف الغرفة والبعض الآخر سقوط شرفة الغرفة أين أصبح المكان مجرد خراب سكنته الفئران والجرذان والتي أضحت تشارك العائلات سكناتهم في وضح النهار والليل، وأمام هذه المعطيات جدد سكان عمارة 45 بالمنظر الجميل بالقبة مطلبهم للسلطات المحلية بضرورة التدخل والنظر في معاناتهم خوفا من أن يردموا تحت منازل آوتهم طويلا لأن السلطات المعنية وحدها القادرة على التكفل بجملة النقائص التي يواجهونها أو حتى التخفيف عنهم في انتظار ترحيلهم إلى مساكن تليق بهم.