حمَّل وزير الخارجية السوري وليد المعلم المطالبين بتنحّي الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية استمرار العنف في سوريا، ودعا في الوقت نفسه المعارضين إلى الحوار على أساس خطّة الرئيس السوري الاأخيرة، مشيرا بالاسم لأوّل مرّة إلى التنسيقيات. قال المعلم الليلة قبل الماضية إن الأمريكيين والرّوس لم يتوصّلوا إلى اتّفاق خلال لقائهم الأخير في جنيف حول سوريا بسبب عدم وجود (فهم مشترك للمرحلة الانتقالية الغامضة) التي يبحثون فيها، وأضاف أن (الجانب الأمريكي يتمسّك بأن المنطلق هو التغيير في النّظام السياسي، بمعنى تنحّي سيادة الرئيس، إنهم يتجاهلون حقيقة أن قبطان السفينة عندما تهتزّ لن يكون أوّل من يغادر)، وتابع: (طالما الأمريكي وأطراف المؤامرة ومنهم بعض السوريين يتمسّكون بهذا الشرط فهذا يعني أنهم يريدون استمرار العنف وتدمير سوريا والسير بمؤامرة عليها). ووجّه المعلم انتقادات قاسية إلى الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الذي تبنّى بنظره خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق (موقفه يطابق الموقف الأمريكي والموقف الخليجي -ليس كلّ دول الخليج- المتآمر على سوريا، لذلك فهو خرج عن طبيعة مهمّته وانحاز عن مهمّة الوسيط، لأن الوسيط لا يتبنّى طرحا ضد أيّ طرف آخر)، وتابع: (لا أحد يتطاول على مقام الرئاسة.. هذا غير مقبول). ودعا المعلم إلى الحوار على أساس برنامج الحلّ السياسي الذي طرحه الرئيس السوري في السادس من جانفي، والذي يقوم على عقد مؤتمر حوار وطني بدعوة من الحكومة الحالية يتمّ التوصّل خلاله إلى ميثاق وطني يطرح على الاستفتاء. تشكّل في مرحلة ثانية حكومة وصفها المعلم ب (الانتقالية) تشرف على انتخابات برلمانية، ويلي هذه الانتخابات تشكيلُ حكومة جديدة على أساس دستور جديد. وقد ووجّه هذا الطرح برفض من المعارضة السورية ومن الدول الغربية. وقال المعلم إن الأسد طرح برنامجه (لقطع الطريق على مبادرات من الخارج بدأت تهبط علينا بالمظلاّت)، واوضح أن الحكومة الحالية مكلّفة ب (المرحلة التحضيرية) التي ستسبق عقد المؤتمر الوطني، والتي قدّر أن تستغرق حوالي شهرين أو ثلاثة، وأشار إلى أن الحكومة السورية التي كلّفها الأسد بوضع (برنامج متكامل) للعناوين التي طرحها عقدت اجتماعين وشكّلت لجنة وزارية مصغّرة بدأت اتّصالاتها (مع كلّ مكوّنات المجتمع السوري). وقال المعلم ردّا على سؤال عن البند الأوّل في طرح الأسد وهو التزام الدول التي تموّل وتسلّح (المجموعات الإرهابية) بوقف العنف: (ليست لدينا أوهام أن العنف سيتوقّف، لكن إذا لم يتوقّف العنف لا يعني أنه لن يكون هناك حوارٌ وطني شامل)، وأكّد أن الحكومة ستقدّم (لمن يشاء المشاركة في الحوار الوطني من الخارج ضمانات بدخول سوريا ومغادرتها من دون أيّ مشكلة). وقال المعلم إنه ليس (متشائما) ودعا إلى الحوار مع (من حمل السلاح من أجل الإصلاح)، قائلا: (الاصلاح آتٍ وابعد ممّا تطالب به، فتعال وشارك)، وأضاف: (أخصّ بذلك التنسيقيات، جيل الشباب لأن هذا البرنامج لهم. من حمل السلاح من أجل المال أقول له سامحك اللّه، أنت تدمّر البلد من أجل حفنة دولارات، تعال شارك في بنائها، أمّا من حمل السلاح دفاعا عن عقيدة فليس في سوريا لك مكان)، في إشارة إلى الإسلاميين المتطرّفين. وهي المرّة الأولى التي يسمّي فيها مسؤول سوري طرفا معارضا بالاسم ويدعوه الى الحوار. والتنسيقيات من أبرز مكوّنات (الحراك الثوري) على الأرض، وهي تقوم بالتعبئة والترويج الإعلامي (للثورة)، وقد نشأت تنسيقية لكلّ منطقة تقريبا في سوريا ولها أنشطة كثيرة على الأرض.