عاد التلاميذ إلى مقاعد الدراسة بعد أن قضوا عطلتهم الصيفية، والتي امضوا فيها ثلاث مناسبات، موسم الاصطياف وشهر رمضان وأخيرا العيد، وهو ما جعل اغلب التلاميذ لا يلتحقون بمدارسهم في الوقت، او يتكاسلون في الذهاب وفي حضور الدروس. بعد العيد مباشرة دخل التلاميذ إلى مدارسهم والتحقوا بمقاعدهم، ما جعل يومهم الأول ليس إلاّ يوم للاعتياد على المدرسة وعلى جو المدرسة قبل الدخول في الدروس المهمة والتي تحتاج إلى تركيز واهتمام كبيرين، وقد أدرك المدرسون أنفسهم أن التلاميذ لن يكون بوسعهم أن يفقهوا شيئا من الدروس الدسمة، ولهذا وجب أن تكون أولى الأيام لمجرد التعارف او ربما لمراجعة دروس السنوات التي سبقت وخاصة دروس السنة الماضية المليئة بالإضرابات والتي لم يفقه منها اغلب التلاميذ شيئا، وقد تحدثنا إلى بعض المعلمين الذين كانوا يستعدون بدورهم إلى سنة دراسية جديدة، تقول لنا وسْعيد، وهي مدرسة لغة عربية:"رغم أنّ التدريس ليس بالنسبة لي مجرد مهنة جافة، بل إنني أحبها واحترمها واعتبرها كل حياتي، لكن رغم وذلك فاني اعتبر هذه السنة الدراسية من أصعب السنوات التي أمضيتها، فانا اشعر بتثاقل، ولا أكاد استطيع أن اجمع أفكاري، وقد كنت في السابق اشعر برغبة كبيرة في الذهاب إلى المدرسة، وفي أول حصة دراسية، ربما لان الدخول المدرسي لهذه السنة سيلي العيد مباشرة، او ربما لأننا اعتدنا على نظام وقت معين في رمضان، وصعب الخروج منه، وسنضطر على أن نعتاد على مواقيت الدراسة كذلك". أما فريال فلها نفس الراي، لكنها فكرت كذلك في تلاميذها والذين تقول لنا عنهم:"لا بد أن التلميذ في أول يوم سيدخل إلى المدرسة بتكاسل، وهو الأمر الذي يحدث مع بداية كل سنة دراسية، فانا بحكم المدة التي قضيتها في التدريس، والتي تفوق الخمس عشرة عاما، صرت أدرك الأوقات التي ويكون فيه التلميذ نشطا، والتي يتكاسل فيها، وعلى هذا لا بد من مراعاة نفسيته، وبالتالي لا نفرض عليه أشياء لا يستطيعها، وبالتالي سيتهرب منها حتما، فانا في بداية السنة الدراسية اخصص اليوم الأول للتعارف، بيني وبين الطلبة وحتى بين الطلبة ببعضهم البعض، ثم اكتفي في الأيام التي تلي الدراسة، في الأسبوع الأول بان اعرض عليهم ما نفعله خلال السنة الدراسية، ثم أقدم بعض الدروس الخفيفة التي تجعل التلميذ يتحمس إلى الدراسة ولا يتهرب منها". لكن هناك من يخالف فريال الرأي، حيث تحدثنا إلى نادية، وهي مدرسة كذلك، فراحت تحكي عن طرائقها في جعل التلميذ أكثر تعلقا بالمدرسة، تقول: "العصر الذي نعيش فيه يحتاج إلى كلّ دقيقة وكل ساعة، وليس من المعقول أن نضيع الوقت، حتى لو كان ذلك صعباً على التلميذ، فلا باس أن يكون يوم الدراسة الأول مخصصا لمراجعة بعض النقاط، لكن الجد لا بد أن يبدأ من اليوم الثاني، وذلك حتى لا يعتاد الطفل على الكسل، وهو ما افعله منذ سنوات، حيث أنني افرض على تلاميذي أن يحضروا دروسهم منذ الأيام والساعات الأولى، وألاّ يتهاونوا في بداية السنة، لان ذلك سيجعلهم حتما يتهاونون في نهايتها، ويعتادون على الكسل والتكاسل".