يبدو أن الانتخابات التشريعية التي ستجري في لبنان مبدئياً في شهر جوان المقبل حمست الفنانين على خوضها باعتبار أنهم قادرون على إحداث تغيير معين، حسب رأيهم، قد ينشل الشعب من حال التخبط بالأزمات التي يعيشها، فهل ينجح الفنانون حيثما فشل السياسيون؟ الجواب برسم المستقبل، هذا إذا نجح النجوم في دخول الندوة البرلمانية والتعبير عن هموم المواطن اليومية قبل هموم الوطن الكبرى. رغم أنها ابنة بيت سياسي وتربت في كنف والدها الذي كان رئيس حزب سياسي، إلا أن الفنانة كارول سماحة فضلت وشقيقتها الفنانة باسكال صقر الاتجاه نحو الفن، أما اليوم فتتوق، كمواطنة لبنانية، إلى إحداث تغيير معين لأن الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية والنفسية في تراجع، فجاء إعلانها الترشح للانتخابات النيابية المقبلة في لبنان، "(دفاعا عن الشعب المقهور)، حسب قولها. في حديث لها، أشارت كارول إلى أن الهوة بين الشباب في تزايد وثمة ضائقة مالية يعانيها معظم اللبنانيين نظراً إلى تراجع الاقتصاد والسياحة وانخفاض القدرة الشرائية لدى المواطن، ما انعكس سلباً على العائلات محدودة الدخل... (من هنا ضرورة إيجاد حلول سريعة لها كي لا نخسر وطننا). أضافت أنها لن تترشح مع فريق 8 مارس أو مع فريق 14 آذار، بل ستترشّح عن الأكثرية الصامتة التي لا يتحدث باسمها أحد. بدورها أكدت نتالي فضل الله، صاحبة وكالة لعرض الأزياء، أن المعاناة التي يعيشها المواطن حفزتها على الترشح للانتخابات النيابية وليس بحثا عن الأضواء أو الدعاية أو الشهرة والتسلية، موضحة أنها تريد إثبات قدرتها على التغيير وخدمة المواطن عموماً والمرأة خصوصاً. أضافت فضل الله أن أبرز أهدافها من دخول المعترك السياسي: المطالبة بحقوق المرأة، المساواة بينها وبين الرجل، حمايتها من التعنيف، التشديد على منحها الجنسية لأبنائها، ومساعدة الأطفال المشردين. من جهتها أعلنت عارضة الأزياء ميريام كلينك نيتها الترشح للانتخابات النيابية، ومن أهم بنود برنامجها الانتخابي: تعديل قانون الجنسية والسماح للمرأة بمنح جنسيتها إلى أطفالها. أضافت أنها تؤيد الزواج المدني كخيار، إقامة مخيمات موقتة للاجئين السوريين، والتخلص من نظام الحصص الطائفية في الحكومة. أما الفنان زين العمر فتحدث، في إطلالة له، عن رغبته في الترشح للانتخابات النيابية المقبلة (عملا بمقولة الفن سياسة والسياسة فن، شرط أن أخدم وطني بكل شرف. أنا على يقين بأن كل شخص يؤمن بالحرية سيصوّت لي). ثقافة سياسية لا تجد الفنانة نيللي مقدسي نفسها في أي مجال سياسي ولا تفكّر بالترشح إلى الانتخابات النيابية، مؤكدة أنها لا تهتم بالسياسة ولكنها تتابع النشرات الإخبارية كونها مواطنة وحريصة على مستقبل بلدها والبلدان المجاورة، وقالت: (أنا فنانة وسعيدة بعملي في هذا المجال الذي يدخل الفرح والبهجة إلى القلوب، في حين أن السياسة تزخر بالهموم والمشاكل والتعقيدات)... أضافت: (كمواطنة لبنانية أرفض التدهور الحاصل وهجرة الشباب والتوتر الأمني، جميعنا نريد العيش بهدوء وسلام. من هنا أتمنى أن يصل إلى الندوة البرلمانية كل شخص يريد الخير لهذا الوطن). أوضحت مقدسي أنها ليست ضد ترشح الفنان أو أي شخص في ميادين الحياة المختلفة إلى الانتخابات النيابية، في حال كان يملك مشروعاً مقنعاً ولديه ثقافة سياسية كافية. وكانت أكدت في حديث سابق إلى (الجريدة) أنها مع دخول المرأة ميدان العمل السياسي لا بل تؤيّد أن تتولى الحكم للقضاء على الحروب، كونها رحومة ومرهفة الإحساس بشكل فطري، وتفكر مليّاً قبل اتخاذ قرار تكون نتيجته دماً وقتلا ودماراً وعنفاً... وقالت: (ليت الرجل يسمح للمرأة بأن تحكم العالم ليتأكد من قدراتها الاستثنائية على تحقيق السلام والازدهار). لا تفهم الفنانة مادلين مطر في زواريب السياسة، كما تقول، وتصرّ على الابتعاد عنها، لا سيما بعد المشاهد المأساوية التي تعرضها الشاشات، وتعكس حجم المأساة التي تعيشها دول عربية، وقالت: (أفضل الفن على السياسة، لأنه يهدف إلى الفرح ونشر السلام. أما السياسة فصعبة ومن يريد ممارستها عليه أن يتحلى بثقافة سياسية عالية وبضمير حي، أن يكون همه الوطن لا مصالحه الشخصية، أن يراعي هموم الناس وحاجاتهم. للأسف هذه الأمور غير موجودة راهناً، إذ تسيطر المصالح الشخصية والفئوية والطائفية على المصلحة العامّة). أما الفنانة ليلى اسكندر فتتابع الأحداث السياسية وتفاصيلها، إلا أنها لا تهتم بالترشح للانتخابات النيابية، خصوصاً أن التحالفات الحزبية والطائفية هي المسيطرة، بالتالي لا وجود لشخص مستقل بكل ما للكلمة من معنى، وقالت: (لست ضد ترشح أي فنان في حال وجد نفسه قادراً على خوض هذا الغمار وتلبية متطلبات الشعب والتفرّغ له، فمن يريد العمل في السياسة عليه أن يدرك أنها مسؤولية كبيرة).