نتيجة الاختلافات وبرود العلاقة الزوجية الطلاق غير المعلن يعصف بالأسر الجزائرية تعيش بعض الأسر الجزائرية على حافة الهاوية نتيجة سياسة التجاهل التي ينتهجها بعض الأزواج فيما بينهما نظرا لغياب الحوار لتتلاشى بذلك كل الأحلام المنسوجة بمجرد مرور السنين الأولى من الزواج ليخيم السكون والملل على البيت ليدخل كلى الطرفان في ما يعرف بالطلاق غير المعلن. أكدت مجموعة معتبرة من النساء المتزوجات معلى العلاقة الجامدة التي باتت تخيم على حياتهن حيث تقول "زهية": (لقد تغيرت تصرفات زوجي اتجاهي بسياسة التجاهل حيث بات يلزم الصمت ولا يحدثني مما بعث في نفسي الشكوك حيث قمت بالتفتيش في أغراضه الشخصية بغرض إخراجه من صمته القاتل وجعله يتكلم عن أشيائه الخاصة إلا انه يقابل الأمر بكل برودة ولا يهتم). أما مواطنة أخرى فتقول: (لقد انقطع أسلوب الحوار بيني وبين زوجي إلى درجة جد مملة مما جعلنا نعيش حياة غير مستقرة تفتقر إلى الحلاوة التي اعتدنا عليها بعد أن خيم السكوت والبرودة على كلينا نتيجة فقدان الاهتمام بأمور مثلما اعتدنا دائما الأمر الذي جعلني أعيش وحيدة بالرغم من أنني لست كذلك فان متزوجة أمام الناس ولكنني مطلقة عاطفيا في حياتي مع زوجي مما جعلني أعاني). وفي هذا الشأن أوضح مدربٌ المختص في التنمية البشرية والاستشارات الأسرية، الأستاذ "سمير دهريب" أنه في هذه الحالة يدخل الزوجان في عراك مع السكوت واللامبالاة، وتتعرض أغلبية البيوت إلى مواقف تكون محرجة في بعض الأحيان نتيجة فقدان الدفء الأسري بسبب ما يسمى "الطلاق غير المعلن" الذي بات يهدد تواصل الرابطة الزوجية، فالطلاق غير المعلن هو غياب التواصل بين الزوجين، حيث تبقى العلاقة معلقة وغير مستقرة، وهو ما يجعل الطرفين يبحثان عن بدائل بعد هذا الطلاق العاطفي ويفتح المجال أمام كل طرف منهما للخيانة الزوجية. واعتبر الأستاذ "سمير دهريب" أن الحياة الزوجية عبارة عن دورة متسلسلة ومترابطة من المراحل والأحداث، تبدأ من مرحلة "الانجذاب"، وهي أولى فترات التعارف بين الطرفين، ثم مرحلة "الشعور" وهي أثناء مرحلة الخطوبة، حيث يحاول كل واحد منهما إبداء محاسنه أمام الآخر لإشعاره بالثقة، ثم تليها مرحلة "السعادة" وهي أولى فترات مرحلة الزواج التي تدوم بين 6 و12 شهراً والتي يُطلق عليها مصطلح "شهر العسل"، مؤكدا أن أخطر مرحلة هي ما بعد فترة السعادة، أو ما أسماها مرحلة "التعوُّد"، حيث يتعوَّد الطرفان على السعادة أو الألم؛ ففي حالة الألم قد تأخذ دورة الحياة الزوجية منعرجا خطيرا في حالة استمرار العلاقة على حالها، قد تتسبب في انفصال العلاقة الزوجية نهائيا أو الدخول في طلاق غير معلن وهو طلاق داخلي. ولاستدراك الأمر وإنقاذ العلاقة الزوجية من الزوال اوجب اتخاذ بعض التدابير أولها وأهمها تجنب الطلاق الداخلي من خلال الانتقال إلى مرحلة التجديد أو "التصحيح"، وهو الخروج من حالة "التعود" باستعمال "الروابط الذهنية"، وهي تقنية بسيطة تحتاج إلى استرجاع الذكريات عن طريق رابط مهما كان نوعه سواء مادي أو معنوي، من شأنه التذكير بحدث معين للوصول إلى نفس الحالة السعيدة التي عاشها الطرفان في الماضي.. لتبدأ مرحلة الانجذاب من جديد مؤكدا ذات المتحدث أن المرأة تحتاج إلى 25 ألف كلمة يوميا تتغذى منها، وهي مصدر الابتسامة والسعادة والشعور بالإطمئنان، لأن الرجل الذي لا يعبِّر عن مكبوتاته يكون مصدر خوف بالنسبة للمرأة، مشيرا إلى انه لا يزال هناك بعض الرجال ممن يعيشون عقدة المصارحة بالحب، مقارنة مع البعض الأخر ممن تخلصوا منها نهائيا. لتبقى العلاقة الزوجية أو الزواج بصفة عامة شيئا مقدسا لا بد من الحفاظ عليه خاصة في ظل تواجد الأطفال لتجنب معاناتهم وذلك من خلال اتخاذ ما يلزم من تدابير في حالة ميل العلاقة إلى الاختلال بين الزوجين لتجنب الدخول في الطلاق غير المعلن.