العلاقات الجزائرية الصومالية "متينة وأخوية"    وزارة التضامن الوطني تحيي اليوم العالمي لحقوق الطفل    فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    أيام إعلامية حول الإثراء غير المشروع لدى الموظف العمومي والتصريح بالممتلكات وتقييم مخاطر الفساد    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء المديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية اليمين    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية بولايات الوسط    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل يمكن العيش مع شريك لا نحبه؟
نشر في الأمة العربية يوم 25 - 02 - 2013


السؤال الذي يحير الأزواج خاصة بعد الزواج
هل الحب هو السبب الوجيه الوحيد لقيام الحياة الزوجية واستمرارها؟،، أم أنّه من الممكن أن تستمر الحياة الزوجية على الرغم من غياب الحب؟،، وكيف يكون شكل تلك العلاقة التي تقوم على اعتبارات أخرى سوى الحب؟؟
تكتبها: زهرة
في الوقت الذي يرى فيه بعض الأزواج والزوجات أن غياب الحب سبب مقنع لإنهاء العلاقة الزوجية، يميل البعض الآخر نحو النظر إلى الجانب المشرق، والنصف المملوء من الكوب، باعتبار أنّ الحب، بمفهومه العاطفي والرومانسي، ليس من ضروريات الحياة الزوجية، مقارنة بأمور أخرى مثل الإخلاص والوفاء وحسن المعاشرة. وكلا الفريقين لديه أسبابه ومبرراته.
كان ذلك في الماضي ولا يمكن أن يكون اليوم
بالنسبة إلى السيدة سارة- ربة بيت، ترى أنه من الصعب أن تعيش ولو ليوم واحد مع شخص لا تحبه، ولا تشعر تجاهه بأي عاطفة، موضحة أنّ التفاهم في هذه الحالة يكون ضرباً من المحال وتستطرد مؤكدة:" هناك أزواج لا يحبون بعضهم، ومع ذلك يعيشون وينجحون في حياتهم الزوجية من أجل أبنائهم، ولكن يكون ذلك على حساب صحتهم النفسية، لهذا الأمر ينبغي على المتزوجين حديثاً عن غير حب عدم التسرع في اتّخاذ قرار الإنجاب، حيث يفضل إرجاء ذلك إلى حين التأكد من حقيقة مشاعر كل منهما تجاه الآخر".
من جهتها تبدي السيدة مريم – معلمة، نظرة تشاؤمية تجاه العلاقة بين الأزواج في الوقت الراهن، وذلك بقولها:" في الماضي كان من الممكن أن يعيش الأزواج مع بعضهم بأقل درجة من درجات الحب، لأنّهم كانوا يؤمنون بأنّ الزواج قسمة ونصيب، كما كانوا على استعداد للتضحية في سبيل استمرار الحياة الزوجية واستقرار الأسرة، أمّا اليوم فمن الصعب حدوث ذلك، مادام الأزواج الذين يرتبطون عن حب أصبحوا لا يطيق بعضهم بعضاً". النظرة التشاؤمية لديها لا تقف عند هذا الحد، فهي تؤكد أنّ الأطفال لم يعد لهم دور في إرغام الأبوين على العيش تحت سقف واحد، لافتة إلى أنّ الزيجات التي تفتقر إلى الحب بين الزوجين تنتهي غالباً بخيانة زوجية من قبل الزوج.
مشاعر الحب تسهم في خلق كثير من السلوكيات الإيجابية
بالنسبة إلى السيدة ريمة - موظفة، على تؤكد أهمية الحب كقوة دافعة لها تأثير إيجابي في الحياة الزوجية، وستقرار العلاقة بين الزوجين على الرغم من أنّ المودة والرحمة تلعبان الدور نفسه إذا انعدم الحب، في سياق متصل تشير إلى أن وجود بدائل للحب لا تقلل من أهميته بين الزوجين:" الحب يبدو أمراً ضرورياً ولازماً لشخصين يعيشان تحت سقف واحد، لأن مشاعر الحب تسهم في خلق كثير من السلوكيات الإيجابية، مثل الاعتراف بالخطأ والاستعداد للتضحية وتقديم التنازلات عن طيب خاطر إرضاء للطرف الآخر، كما تدفع الطرفين إلى أن يتحمل بعضهما بعضاً في الأوقات العصيبة، حتى يبحر قارب العلاقة الزوجية إلى برّ الأمان".
لا أتصور أن حياة زوجية يمكن أن تستمر في غياب الحب
إذا كان هناك أزواج لديهم القدرة على العيش مع شركاء لا يحبونهم، فالمسألة تبدو مستحيلة من وجهة نظر السيدة فاطمة – مهندسة:" لا أتصور أن حياة زوجية يمكن أن تستمر في غياب الحب، هو حجر الزاوية الذي تقوم عليه الحياة الزوجية وغيابه يعني أنّ الأسرة بأكملها قائمة على أسس هشة، وبالتالي فهي عرضة للانهيار عند أوّل هزة أو ضغط". وتبرر رفضها المطلق للعيش مع شخص لا تحبه، مبررة رفضها العيش مع شريك لا تحبه، لأن أغلب هذه الأنواع من الزيجات ينتهي بخيانة زوجية من جانب الزوج، وهو أمل لا تقبله أي زوجة، وهاجس ترفض أن تعيشه، الأمر الذي يجعل من الطلاق، على الرغم من صعوبته، حلاً أمثل ووحيداً.
كنت أخشى أن تتغير مشاعر زوجي تجاهي مع مرور الوقت
وعلى الرغم من أنّ العادات والتقاليد في قريتها التي تتحفظ على الطلاق مهما استدعت الأسباب، غير أن السيدة نصيرة – ربة بيت، تتفق مع الآراء التي ترى استحالة العيش مع شخص لا تحبه، مهما كانت الأسباب لافتة أنّ الأطفال لم يعد لهم دور أساسي في استمرار الحياة الزوجية كما كان يحدث سابقاً، حيث تؤكد حبها الصادق لزوجها، لافتة أنّه وعلى الرغم من مرور 25 سنة على زواجهما، إلا أن شريك حياتها لا يزال يكن لها المشاعر الدافئة ذاتها، الأمر الذي أسهم في إستمرارية زواجهما بلا مشاكل، أو خلافات، وتضيف:" كنت أخشى أن تتغير مشاعر زوجي تجاهي مع مرور الوقت ولكن والحمد لله لا تزال مشاعره تجاهي متأججة وكأنّنا في فترة الخطوبة".
الحب الرومانسي لا يمثل أولوية تستحق أن تُهدم الأسرة بسبب غيابه
الحب بالنسبة إلى بعض الزوجات لا يعني الرومانسية، بقدر ما هو مسؤولية مشتركة، وتضحيات تنمو وتكبر كلما كبر الأبناء وأصبحوا في أمس الحاجة إلى أسرة مستقرة تحتويهم. وهناك أسباب كافية أسهمت في تقبل السيدة خديجة – عاملة، العيش مع شريك لم يعد يسمعها كلمات الحب والغزل، التي كان يمطر أذنيها بها في سنوات الزواج الأولى. لا تشعر أُم علي بالندم على حب أفلاطوني لم يعد له وجود في حياتها، لافتة إلى أنّها فخورة برعايتها لأبناء أنهوا دراستهم الجامعية بنجاح وتفوق. فمنهم الطبيب، والمهندس، ورجل الأعمال:" أشعر بأنني قد أديت رسالتي وأنهيت مهمتي الصعبة على أكمل وجه، وهذا كل ما تمنيته خلال رحلة زواجي، التي استمرت لأكثر من 30 عاماً، وما دامت هناك مودة ورحمة ووفاء بالواجبات تجاه الزوجة والأسرة، فإنّ الحب الرومانسي لا يمثل أولوية تستحق أن تُهدم الأسرة بسبب غيابه". من جانب آخر تشير إلى أنّ هناك زوجات هجرن عش الزوجية، لإعتقادهنّ بأن أزواجهنّ قد تغيروا بعد الزواج ولم يعودوا كسابق عهدهم أيام التعارف والخطوبة، دون أن يدركن لكل مرحلة حلاوتها.
الحب الرومانسي ينتهي عمره الإفتراضي لتبدأ العلاقة الزوجية الجادة
تتفق السيدة نسيمة – صحفية، مع الرأي السابق موضحة أنّ الحب الحقيقي يكون بالفعل وليس بالقول، حيث يستطيع كل من الزوجين أن يعبر عن رغبته في العيش مع شريك حياته بطرق وأساليب مختلفة، قد لا تكون عبارات الغزل من بينها، وتضيف:" أنّ الزوجة التي تهدم بيتها لأن زوجها لا يحبها كما تعتقد، أو لأنّه لا يحبها، إنما تفكر بشكل أناني لأنّها تؤثر سعادتها في سعادة أسرتها وأولادها وإستقرارهم". وتستطرد مؤكدة أنّ الحب الرومانسي ينتهي عمره الإفتراضي، ليبدأ وقت العلاقة الزوجية الجادة المبنية على أساس المودة والرحمة، وتبادل الرأي والمشورة، وهي ترى أنّ هذه المقومات:" أهم بكثير من مضيعة الزمن في تبادل عبارات الحب والغزل، الذي لا يحمل في أغلب الأحوال بين طياته معاني حقيقية ومشاعر صادقة".
الحب الصادق لا يتغير بمرور الوقت
وعليه فإن آراء السيدات تراوحت بين القبول والرفض، فما رأي الرجال في إمكانية الإستمرار في حياة زوجية تفتقر إلى الحب؟،،
السيد يحيى - مدير مدرسة، يوضح أنّ :" الحب الصادق لا يتغير بمرور الوقت، وأن مشاعر الحب مادامت عرفت طريقها إلى قلب الرجل تجاه زوجته، فمن الصعب أن تتبدل أو تزول". وبسؤاله عن الحل إذا كان الزوج لا يحب زوجته يقول:" ليس من السهل أن يلجأ الزوج إلى تطليق زوجته لمجرد أنّه لا يحبها، خصوصاً إذا كان هناك أطفال، لكنه من الممكن أن يتزوج مرة ثانية إذا كان لا يرغب في تطليق زوجته"، لافتاً إلى أنّ النساء ربّما ينظرن إلى الأمر بمنظور مختلف تماماً:" بعض النساء قد يؤثرن طلب الطلاق على الإستمرار في الحياة مع زوج لا يحببنه، أو يلجأن إلى أساليب أخرى تجعل من الطلاق أخف الأضرار"، ثم يستدرك قائلا:" علماً بأنّ هناك زوجات كثيرات يدركن أن أزواجهنّ يحبونهنّ، لكنهنّ لا يأبهنّ لذلك مادام هؤلاء الأزواج يوفرون لهنّ حياة كريمة ومستقرة، حيث تستمر الحياة بينهما على طريقة صباح الخير يا جاري أنت في حالك وأنا في حالي".
الحب مهم جدّاً وعامل أساسي لتأسيس حياة سعيدة
من وجهة نظر السيد مصطفى – موظف، على عدم قدرته على العيش مع زوجة لا يحبها:" الإنسان بطبيعته لا يحتمل البقاء تحت سقف واحد مع شخص لا يطيقه، فكيف تكون الحال إذا كان هذا الشخص هو نصفه الآخر وشريك حياته؟". ويقر أيضا بأن عنصر الحب مهم جدّاً لتأسيس حياة سعيدة، كما أنّه عامل رئيسي وأساسي في إستقرار الحياة الزوجية، ولافتاً إلى أنّه:" في حال عدم وجود هذا العنصر، يجب أن يذهب كل طرف إلى حال سبيله، علماً بأنّ الأطفال لا ولن يرغموا أي طرف على الإبقاء على زيجة محكوم عليها سلفاً بالفشل".
إذا كانت العلاقة جافة لا تطاق، من الأفضل للزوجين الإنفصال
أما السيد توفيق – تاجر، يتفق مع الآراء التي تؤكد صعوبة العيش مع شريك لا يكن له ولو ذرة واحدة من المشاعر، غير أنّه يوضح بقوله:" إذا كان الطرفان لا يحب بعضهما بعضاً تصبح العلاقة جافة لا تطاق، لهذا الأمر من الأفضل الإنفصال، لكي يبحث كل طرف عن نصيبه، قبل أن تتحول المشاعر السلبية إلى مشاعر عدائية تؤدي في نهاية المطاف إلى مشاكل ما أنزل الله بها من سلطان". ويضيف قائلا:"هناك بعض الاستثناءات التي تجعل أحد الأطراف يغض الطرف عن مسألة الحب ويحتسب أمره إلى الله، على أمل أن تتبدل العلاقة. فمثلاً، إذا كانت الزوجة بنت حلال وطيبة، ومن الأفضل ألا يفرط الزوج في هذه العلاقة، فقد تتبدل مشاعره السلبية ناحيتها وتتحول إلى حب بفضل سلوكها الرزين، أخلاقها الحميدة، وكما يقول الله سبحانه وتعالى في سورة النساء: (فإنْ كَرهْتُمُوهنَّ فَعَسَى أنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ الله فِيهِ خَيْراً كَثِيراً).
أجمل ما في الحياة الزوجية،، الإخلاص وحسن المعاملة
فكرة الإبقاء على حياة زوجية تقوم على المسؤولية المشتركة التي تسودها المودة والرحمة، وإن كان الحب غائباً عنها ليست حكراً على المجتمعات العربية، فبنبرة لا تخلو من إعتدال، حيث يؤكد عبد الكريم – أستاذ جامعي، أنّ الحب كقيمة مطلوب، لكن تترتب على وجوده أمور أخرى مهمة حتى يتحقق الإستقرار العائلي، من بينها الإخلاص، وحسن المعاملة، لافتاً إلى أنّ الحب بلا إخلاص كالزهرة بلا رحيق. ويؤكد أيضا أنّه في إمكان الزوجين أن يعيشا كأصدقاء، إذ ليس بالضرورة أن يجمعها الحب الذي لم يعد أولوية قصوى، مادام هناك توافق على بعض الأشياء من أجل مصلحة الأبناء.
في سياق آخر يقول:" أعيش مع زوجتي تحت سقف واحد منذ أكثر من 35 عاماً، ولم نفكر يوماً في الطلاق مهما كان حجم الخلاف الذي يمكن أن يطرأ بيننا، وحتى لا نصل إلى طريق مسدود لابدّ لكل منا أن يسأل نفسه بين وقت آخر لماذا تزوجت؟،، وإذا تأملنا في الإجابة سنعرف لماذا تزوجنا، وسيمنحنا ذلك دافعاً للإستمرار، هذا ما أؤمن به ومع ذلك أؤكد أنّ المرأة هي العنصر الأوّل والأساسي في الحياة، ومن دونها لا نستطيع العيش لأنّه أجمل ما في الحياة".
الصبر والإحتساب وتفهم الزوجين
ّأما السيد فوزي – عامل، يشير إلى أهمية الحب في الحياة الزوجية، غير أنّه في الوقت نفسه يرى أنّ هناك زيجات تقليدية لا علاقة لها بالحب، لكنها تُبنى على العشرة وحسن المعاملة حتى يتولد الحب، أو تستمر الحال كما هي عليه، إذ يقول:" في حال فشل الزوجين في إيجاد صيغة إيجابية للعلاقة الزوجية، وعدم قدرتهم على التعامل بالمعروف، أو إذا فشل أحدهما في الوفاء بمتطلبات الحياة الأسرية، فسوف يكون الطلاق هو الحل الأمثل لبعض الحالات التي تصل إلى طريق مسدود". لافتاً إلى أنّ هناك الكثير من العلاقات الزوجية التي لم يعرف الحب إليها سبيلاً، لكنها نجحت وإستمرت، بسبب تفهم الزوجين وصبرهما على أمل أن يكافئهما الله سبحانه وتعالى على ذلك".
الزواج يكون مبنياً على أسس كثيرة من بينها الإحترام والقوامة
يتفق السيد أحمد – متقاعد مع الرأي السابق، مؤكداً أن الكثير من الزيجات في الدول العربية ذات طابع تقليدي لهذا الأمر لابدّ من وجود حلول منطقية ومستديمة إذا لم يأت الحب، حتى لا تصبح العلاقة هشة وجافة وتنهار عند أقرب منعطف. وعليه يرى أنّه في حالة فشل الزوجين في إيجاد صيغة للعيش المشترك تسهم في إستقرار الحياة الزوجية، فسيكون من الصعب عليهما الإستمرار في حياة تعيسة لا طعم لها. وعلى الرغم من أهمية الدور الذي يلعبه الحب في الحياة الزوجية، غير أنه يرى أنّ هناك أموراً أكثر أهمية من الحب، وأن غيابها يمثل تهديداً لإستقرار العلاقة الزوجية، لافتاً إلى أنّ:" الزواج في المجتمعات الإسلامية يكون مبنياً على أسس كثيرة من بينها الإحترام والقوامة، وهي تعد بدائل قد تصلح للتعويض عن غياب الحب". ويؤكد أنّ الإحترام يُولد الحب، ويرفع من قدر كلا الزوجين لدى الآخر، وبالقدر نفسه إذ فُقد هذا العنصر المهم وهو الإحترام، يكون الحب بلا معنى، أو قيمة حقيقية، الأمر يؤكد أن ثمّة أموراً أخرى أكثر أهمية من الحب.
الله عز وجل يكفل الزوجين بالمودة والرحمة متى أرادا ذلك
سواء تزوج الشريكان عن حب أم من دونه، فثمة إحتمال أن يؤول الأمر إلى حياة زوجية تفتقر إلى الحب، فهما قد يتزوجان زواجاً تقليدياً بحكم القرابة مثلاً، على أمل أن يأتي الحب بعد الزواج لكنه لا يأتي، فما هي إحتمالات إستمرارية هذه الزيجة؟،، وما هي المشاكل التي يمكن أن تعترضها؟،،
يجيب عن هذا السؤال المختص في علم النفس الأستاذ محمد بقوله:" للحب والزواج إستراتيجية معيّنة، وهي أن كل طرف قد وجد لدى الطرف الآخر الشيء الذي يطلبه، سواء أكان الإشباع العاطفي أم الإجتماعي لتكوين أسرة، فإذا ارتبط الزوجان عن حب وتبدلت هذه المشاعر، فإما أن يخضع الزوجان للأمر الواقع لإعتبارات عديدة، وإما أن ينتهي الأمر بالطلاق ويذهب كل منهما إلى حال سبيله، وهو الأمر الذي تلاقيه في وجود نضج في الرؤية، وتضحية في التعاطي مع الطرف الآخر".
وفي ما يتعلق بالزواج التقليدي، يشير إلى إحتمالات عدة:" قد يأتي الحب مع العشرة وقد لا يأتي أبداً، غير أنّ الله سبحانه وتعالى يكفل هذا الزواج بالمودة والرحمة متى أراد الزوجان ذلك، وهذا شأن كثير من الزيجات التقليدية التي تقوم على حسن المعاملة والمودة، ولا يعتبر الحب شرطاً من الشروط، إلا في حالات نادرة".
وفي حديثه عن تداعيات الزواج الذي لا يجد الحب إليه طريقاً، يقول:" قد يصبر الطرفان ويتحمل كل منهما الآخر لإعتبارات معينة، وقد تحدث الخيانة الزوجية إذا لم يكن الطلاق هو الحل الأخير وآخر الدواء الذي يكون كالكي بالنار. أمّا الخيانة، فلا أعتقد أن لوجود الحب أو غيابه دوراً في هذا السلوك، فعندما تنهار القيم وتصاب الأفكار بالمرض تحدث الخيانة، حتى ولو كانت الزوجة جميلة، ومخلصة، وتقية، لأنّ الخيانة تكون خيانة نفسية، ولا علاقة لها بالسعادة أو الشقاء، ومع ذلك فالمرأة السوية هي التي تعتز بإنسانيتها وكرامتها، وتنظر إلى الأبناء ومستقبلهم باعتبارهم أعظم ثروة وأهم مسؤولية".
الحب يتحول إلى نوع آخر بعد الزواج، فيحل محله العطاء والتضحية
هل يختلف الزواج من دون حب الزواج العادي؟،، في إجابته عن هذا السؤال يقول الدكتور في علم النفس الهاشمي:" لا يزال أغلب الأزواج في المجتمعات العربية يعتقدون أنّ الحب هو العلاقة الرومانسية التي يقع فيها الطرفان قبل الزواج، وهو نوع من التوتر الدائم بين الطرفين، يدفع كل طرف إلى التفنن في الإستحواذ على الآخر، غير أنّ هذا الحب يتحول إلى نوع آخر بعد الزواج، فيحل محله العطاء والتضحية وتقديم التنازلات، وهو خسارة على المستوى الفردي، حيث يتم الحجر على الحرِّية، غير أنّه مكسب للحفاظ على النوع. لذلك، لابدّ من تقبل الوضع كما هو لكي لا يحدث الفشل الناتج عن الفكرة الخاطئة عن الزواج".
وفي سياق متصل يشير إلى أنّ الزوجين عادة لا يعرفان أنّ العلاقة التي تربطهما بحلوها ومرها هي الحب الحقيقي، حتى ولو كانت من دون تبادل لكلمات الغزل والغرام، لأنّها في الواقع علاقة مسؤولية وعطاء من أجل الأطفال والأسرة. ومن جانب آخر ينصح الزوجات بألا يلهثن خلف الكلمات المعسولة ولا تغرهنّ عبارات الغزل لأنّ هذا السلوك حسب تجاربه الشخصية وخبراته العملية، لا يدل على الحب في أغلب الأحيان، فقد يكون وراء الأكمة ما وراءها، لافتاً إلى أنّ هناك فرقاً كبيراً بين الحب الذي يدوم بعد الزواج، وبين العشق الذي يتغنى به الشعراء والمطربون.
قالوا في الزواج:
- إننا نتزوج لنسعد الآخرين لا نسعد أنفسنا.
- قرأت أخيراً أنّ الحب هو أمر مرده الكيمياء، هذا لابدّ أن يكون السبب في أن زوجتي تعتبرني من النفايات السامة.
- الزوجة الجيِّدة هي التي دوماً تسامح زوجها، عندما تكون هي المخطئة.
- بعد الزواج يصبح الزوج والزوجة كوجهي عملة، لا يستطيعان مواجهة بعضهما ومع ذلك يبقيان معاً.
- قبل الزواج لا ينام الرجل مفكراً في كلام قالته المرأة، وبعد الزواج ينام فوراً قبل أن تكمل كلامها معه.
- الزواج هو الشيء الوحيد الذي ينقل المرأة من عالم الخيال إلى عالم الواقع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.