المنشد ابراهيم بولنعاش ل "أخبار اليوم": "استخدامنا للإيقاع ليس ثورة على عالم الأنشودة" * نطالب السلطة بالاهتمام بالإنشاد برزت مؤخرا عدة أصوات شابة في مجال الإنشاد بولاية غرداية، فاستطاعت الظهور عبر قنوات فضائية إنشادية بأعمال مشرفة، إبراهيم بولنعاش إحدى الطاقات الشبانية البارزة في ميدان الإنشاد بعاصمة وادي مزاب، هو طالب بالمعهد الوطني تخصص تقنيات الطباعة والتصميم، أصدر ألبومه الأول (نغم الوجدان) الذي يحتوي على أناشيد جديدة من كلماته وألحانه، وقد التقى مع عدة فرق وطنية ومنشدين عالميين كالمنشد عبد الرحمان عكروت، ناصر ميروح، نجيب عياش، كمال أشرف رزوق، والمنشد السوري موسى مصطفى، وله عدة مشاركات في عدة تظاهرات فنية آخرها أيام الأنشودة الوطنية بولاية غرداية. أخبار اليوم التقته فكان معه هذا الحوار.. ما الدافع الذي جعلك تكون منشدا؟ لدي ميول منذ الصغر لفن الإنشاد وقد تم إكتشاف موهبتي من طرف أمي الكريمة، والشيء الذي دفعني لأكون منشدا هو الرسالة التي أحس أنها ملقاة على عاتقي وعلى عاتق كل منشد موهوب لإيصالها للجمهور المتذوق للكلمة الملتزمة في أحسن صورة وبأجمل الألحان والنغمات. كيف ترى إلى واقع الإنشاد بولاية غرداية؟ الحمد لله كثيرا، أنا جدّ متفاءل بمستوى النشيد في غرداية لأنه في تطور ملحوظ ومستمر، وهذا ما نراه من نشاطات فنية ومهرجانات مؤخرا تسعى إلى إبراز المنشدين والفرق التي بقيت حبيسة فقط في المستوى المحلي، نتمنى من الله أن يوفقنا للمزيد، وكذا نوعية الفن الذي يقدم حاليا هو فن راقي خاصة وأننا نرى ملحنين وشعراء كلهم في خدمة النشيد الهادف. المجتمع المزابي يعرف بالالتزام الشديد، فكيف وفقت بين خدمة الإنشاد بالإيقاع وسط هذه البيئة المحافظة؟ أنا من جهتي أعتبر موضوع الإيقاع وسط المجتمع المزابي قضية قناعة فقط، وبالتأكيد أنّ من يقدّم شيئاً جديداً يلاقي كثيراً من الاعتراضات، أيضا هناك مؤيدون للفكرة الجديدة التي تقدمها، لكن هذا لا يثنينا عن أمر نراه واجبا، فأنا لا أحب النمطية في أي شيء سواء في المظهر أو الفن أو الروتين اليومي، خاصة وأنني أرى الإيقاع أنه مجرد وزن يضبط اللحن للنشيد ليخرجه بصورة منتظمة، واستخدامنا للإيقاع ليس ثورة على عالم الأنشودة في ميزاب، إنما أدخلنا الإيقاع لدعم النشيد وتقديمه للجمهور في أبهى وأجمل صورة، ولتقديم رسالة تنافس الرسائل الموجودة في الساحة الفنية، أي نريد أن نقدم النشيد بنفس التقنيات ونفس مستوى العرض، لإيماني بأن الأذن إذا تعوّدت سماع مستوى معين من الفن الغنائي فإنه يصبح من الصعب إقناعها بشيء أقل منه، فرسالتنا نقدّمها بمفرداتنا وبمبادئنا بغض النظر عن إدخال تقنيات وأدوات جديدة عليها. كيف تساعد اللغة على تبليغ رسالة النشيد؟ اللغة تعتبر مفتاح الوصول الى أذن المستمع فيجب على المنشد أن يعلم لغة جمهوره لكي يكون الإتصال بينهما سهلا ولكي تفهم رسالته على أكمل وجه، وكل ما زاد رصيد المنشد كلما زاد إلمامه بشتى الفنون ومقدرته على تلبية جميع الأذواق. بحكم اهتمامك بمجال الإنشاد، كيف تقيّم حالة الإنشاد في الساحة الوطنية؟ ماشاء الله الحمد لله النشيد الجزائري في تطور مستمر وكبير جدا، وإن شئنا أن نسمي هاته الفترة الفنية الأخيرة بالصحوة الإنشادية، فنحن نرى المهرجانات التي تقام يوميا هنا وهناك وبمشاركة عدة فرق ومنشدين ذوي أصوات راقية، فالجزائر تعتبر كنز من حيث الخامات الصوتية الرائعة، ومستوى الفن فيها راق جدا مقارنة ببعض الدول الأخرى وعندنا من المحاولات الألبومية ما نفتخر بها في هذه الفترة الأخيرة. هل هناك عراقيل تصعّب من ممارسة الإنشاد في الجزائر؟؟ نعم هناك عدة عراقيل ولا يخلو أي مجال من ذلك، فالمنشد الجزائري يعاني من قلة الدعم المادي ليتمكن من إصدار ألبومات وكليبات، والقيام بالتغطية الإعلامية لإبراز موهبته، فلا نجد دار منتج منفد تقوم بمشروع المنشد من أوله إلى آخره كما نراه لدى إخواننا المشارقة؛ لأن هذا سيساعد كثيرا على ترويج المنتوج الإنشادي الجزائري. كيف تلمس اهتمام السلطة الجزائرية نحو الإنشاد ؟؟ الحمد لله السلطة مؤخرا اعتنت بالمنشدين والفرق الإنشادية، لكن مازالنا نطالبها بالمزيد من الإهتمام والدعم المادي خاصة؛ لأن الإنشاد يتطلب ذلك والفرق تحتاج لمعداتها وعتادها الفني ولباسها الخاص، وكل هذا يتطلب مبالغ مالية كبيرة، ناهيك عن الإصدارات والألبومات الإنشادية والأعمال الفنية التي تتطلب دعما كذلك.. هلّا أعطيتنا قيمة مستوى الإنشاد الجزائري مقارنة بالدول العربية؟ الجزائر تعتبر قارة من حيث الطبوع الفنية وتنوعها، ومن حيث الأصوات العذبة فما نراه في المسابقات العالمية والتي يحوز أغلبها على اللقب من طرف منشدين جزائريين، أذكر على سبيل المثال منشد الشارقة 3 تحصل عليها النجم البوسعادي نجيب عياش، أو منشد الشارقة 6 عبد الحميد بن سراج سليل ولاية المسيلة دون أن أنسى الصديق الحميم كمال أشرف رزوق الذي تحصل على لقب "صوتك واصل" بمصر الشقيقة. للإعلام دور بالغ في التأثير على النشيد، كيف ترى ذلك؟ نعم أكيد أن الإعلام له دور كبير في ترويج العمل الإنشادي سواء كان كليبات إنشادية أو ألبومات أو مهرجانات، وهذا عن طريق القنوات الفضائية أو الانترنت مما يزيد من توسع رقعة وشهرة المنشد ويوصل رسالته الى أبعد الحدود. ما هي الطموحات المستقبلية للمنشد ابراهيم بولنعاش؟ إن شاء الله تعالى أطمح في تبليغ هاته الرسالة للجمهور الواسع في العالم العربي بحول الله، وأنا بصدد تحضير لألبومي الثاني قريبا، سيقدّم عملا دعويا وقيّما أحاول التطرق فيه إلى قضايا الأمة المختلفة إن شاء الله، ولديّ طموح في تأسيس لونا فنيا خاصا يقوم على الخير والجمال، وتتعانق فيه الكلمة المؤثرة باللحن العذب، والفن الراقي الذي يقدر الإنسان المسلم، وفي سبيل ذلك لا أفرط في المشاركة بالمحافل والأعراس. كلمة أخيرة توجهها للجمهور؟ أولا أشكر جريدة أخبار اليوم الوطنية على إتاحة الفرصة لي للتعبير عن أعمالي وأهدافي الفنية، و أود توجيه رسالة إلى كل محبي الفن وهي: الفن هو رسالتنا، نزيّنها، نجمّلها ، نقدّمها للعالم بأبهى حلة، وأتمنى من المستمع - خاصة الملتزم- أن يساعدنا في هذا المفهوم، لأننا نواجه تحدّيا كبيرا في هذا المجال، ونجاحنا يعتمد على الجمهور، وأنا متأكد أن كل مستمع سيجد الأسلوب الأمثل لدعمنا للوصول بهذه الرسالة إلى كل أقطاب المعمورة.