خرّب الكثير من البيوت المحمول يسهم في رفع حالات الطلاق انتشرت ظاهرة الطلاق في المجتمع الجزائري بشكل مخيف حيث بات الزواج في الصيف يردفه الطلاق في الشتاء دون وضع أي اعتبارات للرابطة المقدسة التي تجمع بين الطرفين باعتبارها نصف الدين بسبب مشاكل تكون تافهة فالكثير من الأحيان ،لكن أن تكون آلة تكنولوجية سببا كفيلا بتطليق زوجين أقاما زواجهما على أسس دينية وثيقة فهذا ما لا يستوعبه عقل عاقل. فرضت التكنولوجيا الحديثة نفسها في كل نواحي الحياة بشكل لا يمكن لأي احد نكرانه حيث أصبحت تتكفل بتزويج المواطنين عبر الشبكة العنكبوتية وتتولى مهمة تطليقهم فيما بعد باستعمال أي وسيلة تكنولوجية ومنها الهاتف النقال الذي بات يستعمل من طرف الجميع، بعدما بلغ عدد المشتركين بمختلف شركات الاتصال النشطة على التراب الجزائري أكثر من 17 مليون مشترك، لكن السؤال المطروح كيف استطاعت هذه الوسيلة أن تقلل من الثقة الوثيقة بين الزوجين وتحول حياتهم إلى جحيم وعذاب فبمجرد رنة هاتف أو رسالة مكتوبة تصل إلى محمول الشخص ودون أي تفكير أو بحث في القضية يجد البعض منهم نفسه في أروقة المحاكم متهما بالخيانة الزوجية والأخر يمضي وثيقة الطلاق والبعض الأخر يلتزم الصمت ليعيش العذاب داخل العائلة ومواجهة طلاق غير معلن ليتحول بذلك البيت الزوجي الذي يفترض أن يمتلأ بالحب والحنان إلى وكر للتنافر وفقدان الأمان. وقد تم ماخرا معالجة حالات للطلاق كان بطلها قطعة هاتف نقال وضحيتها مواطنون تجرعوا مرارة الفراق لتتحول النعمة إلى نقمة حسب ما أفاد به ممن تعرض الى حوادث أليمة بفضل المحمول سواء كان بقصد نية أو لا ومنهم نجد السيد علي الذي أفادنا برأيه من خلال حادثة وقعت له بسبب ابنه الصغير فيقول: (حدث في احد الأيام أن قام ابني بكتابة رسائل وإرسالها لبعض الأرقام المتواجدة بالقائمة حيث كادت أن تفسد حياة أصدقائي واتهام زوجاتهم لهم بسبب رسالة لا معنى لها جعلتني في موقف لا احسد عليه أمامهم بالرغم من الاعتذار فمنهم من تفهم الوضع والبعض الأخر ألقى كل اللوم علي) ،أما "رضا" فيقول: (كنت بالبيت ألاعب أطفالي رن الهاتف برقم لا اعرفه، لم ارغب بالرد عليه، لكن أمام نظرات زوجتي الغريبة أجبت لأزيل شكها بمكبر الصوت، فإذا بها امرأة تقول لي كلاما غراميا وتدَّعي أنها تعرفني وتحبني حبا جنونيا وأنها اشتاقت لي.. وما إلى ذلك من هذا الكلام، زوجتي ثارت ثائرتها وانقضت على هاتفي ورمته على الجدار ليسقط مفصولا كل قطع على جهة، حاولت أن أقنعها أن هذه المكالمة مجرد صدفة وأنني لا أعرف هذه المرأة لا من بعيد ولا من قريب، لكنها لم تصدقني، وأصبحت تفتعل المشاكل بمجرد دخولي البيت إلا أنني لم أتوقف عند هذا الحد إلى أن تعرفت على صاحب المكالمة فإذا بها امرأة من معارف زوجتي، تحصلت على رقمي حين كلمتها زوجتي برقمي الشخصي في احد الأيام لتستعمله ضدها لإفساد حياتنا). في الشأن ذاته أفادنا آخرون أن انعدام الثقة بين الطرفين سبب كفيل لتهديم الرابطة الزوجية بغض النظر عن الوسائل التكنولوجيا المستعملة، فلكل شيء ايجابية وسلبية لذا ولتفادي الانشقاق وأضرار الانفصال التي يكون ضحاياها الأطفال في مقدمة القضية اوجب التعامل بعقلانية مع الوسيلة لتجنب تشريدهم وقتل مستقبلهم بسبب وسائل وجدت لخدمة المواطن وليس للقضاء عليه.