يطالبن بأعوان أمن أمهات يحرسن أطفالهن قرب المدارس لازال رعب الأطفال يخيم على رؤوس الأولياء خاصة منهم الأمهات اللواتي واصلن مرافقة أبنائهن من والى المدرسة بصفة يومية متكررة حتى قاربن كما قالت بعضهن على وضع "زرابي" والمكوث بمحاذاة المؤسسات التربوية، ورأى اغلب الأولياء أن السبب راجع إلى انعدام أعوان يحفظون سلامة التلاميذ من كل مكروه ومن كل عين تترصدهم هناك خاصة وان المدارس صارت ملاذا مفضلا لمختطفي ومغتصبي الأطفال. نسيمة خباجة لا تتصور أي أم أن يقع فلذة كبدها ضحية لأحداث اختطاف مرعبة كالتي سمعنا عنها هنا وهناك لذلك رأين ضرورة مواصلة حراستهن لأبنائهن بمداخل المدارس التي باتت مقصد اللصوص والمنحرفين بدليل تعرض الكثير من الأطفال إلى محاولات للاعتداء والاختطاف وحتى الاغتصاب ما دفع بالأمهات إلى التكثيف من رقابتهن لعدم وقوع أطفالهن ضحايا لتلك الأحداث الأليمة التي تجرعتها الكثير من الأسر بسبب آفة الاختطاف التي طالت أطفال الجزائر وصنعت الحدث بين الكل على مستوى الأسر واغلب التجمعات في الشوارع. وحسب شهود عيان تعرضت طفلة في حدود العشر سنوات إلى محاولة اختطاف مؤخرا ببئر توتة ولولا قيام شابين بتخليصها من أيادي المختطفين الذين مروا بسيارة لكان مصيرها كمصير شيماء وأخريات، وحسب مصادر كانت قد تعرضت الطفلة إلى محاولة اختطاف أولى وباءت المحاولة بالفشل لتكون المحاولة الثانية التي أحبطها هي الأخرى شبان شجعان من الحي الذي تقطنه. وتزامناً مع تلك الحوادث تقربنا من المدرسة الابتدائية ب"العدادشة" ببئر توتة فقابلتن الأمهات وهن في حيرة من أمرهن خاصة مع حوادث الاختطاف التي تصل إلى مسامعهن في كل وقت وحين منهن السيدة "ح" التي قالت أنها لا يهنا لها بال إلا بعد اخذ طفليها إلى المدرسة والعودة ثانية قبل موعد الخروج بنصف ساعة لانتظارهما، خاصة وان المدرسة تقع بجهة معزولة وما زاد من بلة الطين هو سماع خبر محاولة اختطاف تعرضت إليها طفلة لمرتين متتاليتين. أما السيدة فايزة فقالت أنها تشارف على وضع أفرشة للمبيت أمام المدرسة كونها ملت من الذهاب والإياب أربع مرات في اليوم في ظل انعدام الأمن، وطالبت بضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لحفظ الأمن ووقاية الأطفال من تلك الحوادث عن طريق تخصيص أعوان لحفظ الأمن ورقابة التلاميذ وفتح أعينهم جيدا لدحر أي محاولة مصوبة نحو تلاميذ المدارس. وسردت علينا سيدة أخرى في نفس السياق انه مؤخرا تعرضت طفلة بنفس المدرسة تدرس في الصف الخامس إلى محاولة اغتصاب من طرف احد الشبان الذي لا يفوق سنه 18 سنة بحيث عاكسها وبعد صدها له راح يصفعها بقوة على وجهها إلا أنها فرت من قبضة يده واستنجدت بالأولياء الذين كانوا متواجدين هناك وما كان على المعتدي إلا الفرار بسرعة البرق. لتظل تلك السيناريوهات الطابع الغالب على يوميات الأسر الجزائرية التي افتقدت معنى الأمن والأمان على فلذات أكبادها، واحتارت بين ضمان قوتهم ومتطلباتهم أو استغراق كامل الوقت في حراستهم بعد أن حرّم عليهم التنقل لوحدهم بكل حرية حتى وهم في وطنهم وبين بني عشيرتهم.