تتسبب في كثرة الأمراض الوراثية عائلات تحصر الزواج بين الأقارب (زيتنا في دقيقنا) هو مثل جزائري معروف عادة ما يقال عندما ترتبط الفتاة مع أحد الأقارب كابن العم أو ابن الخال أو أي قريب آخر مما ألغى أهداف الزواج قليلا بعد انتشار تلك الأفكار وحصرها أحيانا في نطاق واحد، ولم يعد فرصة للتعارف وتوسيع العلاقات الاجتماعية وأضحى لا يتجاوز حدود العائلة الواحدة في الآونة الأخيرة التي تربطها علاقات قرابة، وهناك من يتحجج في كون الفتاة التي تقرب العائلة تكون أولى بالثقة وكذلك الحال بالنسبة للمقبلة على الزواج التي ترى أن القريب هو محل أمان بالنسبة إليها. نسيمة خباجة وتكون هناك دوافع أخرى منها إنقاذ بنات العائلة من العنوسة كونها الآفة التي نخرت مجتمعنا في الآونة الأخيرة بالنظر إلى قلة فرص الزواج وتفضيل بنت العائلة عن جلب بنات أخريات لاسيما مع تغير المعطيات وقلة فرص الزواج، فتُفضل بنت العائلة مهما كانت صفاتها ومزاياها على بنت أخرى ولو نافستها من حيث الجمال أو المركز أو الجاه، ذلك ما أثبته الواقع في العديد من المرات مما يؤكد أن جميع العائلات باتت تميل في الآونة الأخيرة إلى زواج الأقارب، إلى جانب عدة معطيات أخرى منها انعدام ثقة البعض في الأغراب سواء من جانب الفتاة أو الشاب والخوف من الخطأ في اختيار الشريك أو الشريكة، ما ولد عدة أوجه سلبية منها انغلاق العائلات وعدم توسيع الروابط الاجتماعية وتقويتها. في هذا الصدد استوقفنا بعض الآراء حول زواج الأقارب فتباينت الآراء بين مؤيد ومعارض لهذه النقطة، حتى منهم من رأى أن حصر علاقة الزواج في حدود العائلة الواحدة يعبر عن جهوية البعض تجسيدا للمثل الشعبي القائل (زيتنا في دقيقنا)، السيدة كريمة قالت إنها بالفعل لاحظت في الآونة الأخيرة حصر علاقات الزواج في الأوساط العائلية مما أدى إلى الانكماش والانغلاق وهي ترفض الفكرة بدليل أن لها كنتين جلبتهما بعيدا عن العائلة ووجدت فيهما الطيبة وحسن الخلق، وأضافت أن الواقع كشف أن هناك بنات تزوجن مع أقاربهن إلا أن العشرة لم تدم طويلا بسبب المشاكل التي نشبت فيما بينهم مما يؤدي غالبا إلى فساد العلاقة الأسرية والعداوة بعد حدوث الطلاق لذلك فضلت زواج الأغراب عن زواج الأقارب. كمال قال إن زواج الأقارب هو من جعله يعيش حياة تعيسة خاصة وأنهم من منطقة بني مزاب المعروفة بحصر الزواج في الحدود العائلية لذلك امتنعت عائلته عن تزويجه بمن اختارها شريكة لحياته، وتم تزويجه بابنة عمه التي لم يرض بها منذ أول وهلة وأجبر نفسه على تحملها مراعاة لمشاعر والديه ودفع سعادته ثمنا لذلك، ليضيف أنه لولا الخوف من تشتت أبنائه لاختار الطلاق كحل أخير سيما وأن زوجته سيدة متسلطة ولا يتوافق فكريا معها ، ليختم بالقول أن على العائلات التخلص من الجهوية والابتعاد عن حصر علاقات الزواج داخل الأسرة الواحدة تفاديا للإفرازات السلبية التي تؤثر تأثيرا كبيرا على تلك العلاقة المصيرية ومن شأنها أن تهدمها بصفة كلية، أما السيدة نورية في العقد الخامس فقالت إنها تفضل تزويج أبنائها مع بنات تختارهن من العائلة كون أن الخطوة أأمن لطرفي العلاقة الزوجية خصوصا مع التجارب الصعبة التي نسمع عنها وكانت كنتائج سلبية لزواج الأغراب. وعلى الرغم من مناهضة الكثيرين لزواج الأغراب قياسا على التجارب الفاشلة للبعض فإن زواج الأقارب لا يخلو هو الآخر من بعض السلبيات على غرار العداوة التي قد تمس العائلة الواحدة بعد حدوث الطلاق وذلك ما أثبتته الكثير من العينات، وبذلك لا يمكن حصر الزواج السعيد في زواج الأقارب أو في زواج الأغراب كون أن المعطيات والظروف تختلف من حالة إلى أخرى.