الدبلوماسيون المختطفون في مالي 11 شهرا من الأسر ومدلسي يوصي بالصبر! صرح وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أمس الإثنين أن الجزائر تبذل كل المجهودات لضمان عودة الدبلوماسيين المختطفين في غاو بشمال مالي الى بلدهم، مضيفا: "اننا نعرب لاخواننا الذين يواجهون بصبر أوقاتا عصيبة كرهائن للجماعات الارهابية كل تضامننا ونؤكد لعائلاتهم وأسرة وزارة الشؤون الخارجية والشعب الجزائري أن كل المجهودات مبذولة من طرف الدولة لضمان عودتهم سالمين معافين". وبعد 11 شهرا من أسر دبلوماسيينا، لم يجد وزير الخارجية سوى أن يوصي عائلاتهم بمزيد من الصبر، ويؤكد مواصلة السلطات سعيها لتحريرهم، وقال مدلسي على هامش تدشينه لمعرض حول 50 سنة من الدبلوماسية الجزائرية قائلا: "إننا نعمل على أن يرجع الدبلوماسيون الى عائلاتهم في أقرب وقت". للتذكير تم اختطاف القنصل الجزائري بمدينة غاو المالية وستة (06) عناصر من القنصلية في افريل من السنة الفارطة من قبل جماعة ارهابية التي اقتادتهم إلى وجهة مجهولة. من جهة أخرى، قال وزير الخارجية أن الجزائر لا تدخر جهدا في سبيل الإسهام النزيه والجوهري في القضايا الكبرى سواء كانت سياسية أو إقتصادية أو بيئية أو أمنية شاملة، مضيفا أن الدبلوماسية الجزائرية "في هذا الظرف الدولي المعقد والحامل لأخطارا جسيمة, لا تدخر جهدا في سبيل الاسهام النزيه والجوهري في القضايا الكبرى التي تستوقف المجموعة الاممية سواء كانت سياسية أو إقتصادية أو بيئية أو أمنية شاملة". ولم يفوت الوزير الفرصة ليجدد التأكيد بأن مكافحة الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة "تكتسي في هذا الصدد أولوية مطلقة بالنسبة للجميع". وأبرز بأن قيم هذه الدبلوماسية المبنية على التضامن ومساندة القضايا العادلة "هي التي أسست مبادئ سياسة الجزائر الخارجية التي من معالمها الأساسية احترام السيادة الوطنية والوحدة والسلامة الترابية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول". كما ذكر في نفس الإطار بأن الجزائر "تعتز بوفائها لنفس المبادئ والقيم وتعمل من هذا المنطلق من أجل دمقرطة أكبر لهذه الهيئات الدولية". وفي الشأن الافريقي, أشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى أن مساهمة الجزائر في جهود تنمية إفريقيا "تتبلور من خلال العلاقات المتينة التي تربط الجزائر بكافة البلدان الافريقية الشقيقة وكذا من خلال الاسهام الشخصي لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة". أما على المستوى العربي فإن عمل الدبلوماسية الجزائرية يبنى --يضيف السيد مدلسي-- ضمن جامعة الدول العربية "على نفس روح التضامن الموجه نحو تحقيق الطموحات المشروعة للشعوب وعلى رأسها تحرير فلسطين وعاصمتها القدس". وذكر الوزير من جهة أخرى بالنشاط السياسي والعمل الدبلوماسي إبان الثورة والذي سمح بان تستفيد هذه الاخيرة من دعم معنوي ومادي واسع واعتراف بشرعية كفاح الشعب الجزائري على الساحة الدولية. وقال في هذا السياق :" لقد كانت هذه الدبلوماسية مثالية وإسهامها حاسما في مجهود شعبنا لاستعادة سيادته الوطنية ومنذ السنوات الاولى للإستقلال واصلت عملها بتقديم دعمها المستمر لحق تقرير مصير الشعوب المستعمرة وضد نظام التمييز العنصري كما عملت على الساحة الدولية على إرساء المثل العليا للسلم والعدل والحرية وبروز علاقات أكثر إنصافا". وشدد في هذا الصدد بأن هذا العمل "متواصل ويتجلى في التزامنا بترقية السلم والأمن والإستقرار والتنمية المستدامة". وفي معرض حديثه عن خمسينية استقلال الجزائر في مجال التغطية والإنتشار والدبلوماسي والقنصلي, أكد السيد مدلسي بأن الجزائر "تعتز بتواجدها الواسع في البلدان الشقيقة والصديقة واحتضانها كما هائلا من السفارات والقنصليات فضلا عن ممثليات العديد من المنظمات الدولية والجهوية". وفي هذا المقام أشاد وزير الشؤون الخارجية الجزائري بنوعية العلاقات التي تربط الجزائر بشركائها الذين يحتفل العديد منهم معها ب50 سنة من إقامة العلاقات الدبلوماسية. وبالمناسبة أعرب عن إرادة الجزائر في تعزيز التعاون الثنائي داعيا شركاء الجزائر إلى استكشاف كافة إمكانيات الشراكة ذات المنفعة المتبادلة. كما أعرب عن تأكيده بأن انشغالات الجالية الوطنية بالخارج "تندرج ضمن أولويات عملنا وكل الوسائل مسخرة لتفاعل أحسن بين الجالية والوطن الأم". واعتبر في سياق آخر بأن التكيف المستمر للجهاز الدبلوماسي الجزائري سيما ما تعلق منه بشق تكوين الموارد البشرية يصحبه --كما قال-- "التطور النوعي وبخاصة التحكم في تكنولوجيات الاعلام والاتصال". ونوه السيد مدلسي بالمناسبة ب"إرادة الرئيس بوتفليقة في مرافقة الوزارة في هذا المجال بغرض إعداد الجهاز الدبلوماسي للتكيف مع التحولات التي يعرفها العالم". وكان السيد مدلسي قبل هذا قد أشاد بمآثر من ساهموا في استعادة السيادة الوطنية "سيما منهم من كتبوا بأحرف من ذهب الصفحات الناصعة والمجيدة للدبلوماسية الجزائرية إبان حرب التحرير الوطني ولمن واصلوا من بعدهم الدرب وفاءا للمبادئ المؤسسة للسياسة الخارجية الجزائرية". وخص الوزير بالذكر في هذا المقام الرئيس بوتفليقة "الذي كان في طليعة الدبلوماسية والذي ما زال يواصل مساهمته المعتبرة في تحديد وقيادة السياسة الخارجية للأمة".