لمنع حمام دم طائفي ضدهم العلويون يبدأون البحث عن بديل للأسد يلتقي ناشطون معارضون من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد أمس السبت واليوم الأحد لدعم بديل ديمقراطي لحكمه ومحاولة للنّأي بالطائفة عن الارتباط الكامل بمحاولات الحكومة لسحق الانتفاضة التي تشهدها سوريا منذ عامين. قال منظمون إن الاجتماع الذي يستمرّ يومين في القاهرة سيعدُّ اليوم الأحد إعلانا يلتزم بسوريا موحّدة ويدعو التيّار الرئيسي للمعارضة إلى التعاون بشأن منع القتال الطائفي في حال سقوط الأسد والاتّفاق على إطار للعدالة الانتقالية. وسيكون هذا أوّل اجتماع للعلويين المؤيّدين للانتفاضة. وفي الوقت الذي تتّخذ فيه الحرب منحى طائفيا على نحو متزايد فإن فصل مصير الطائفة العلوية عن مصير الأسد قد يكون أمرا حاسما لبقاء هذه الطائفة الشيعية التي تضمّ نحو عشرة في المائة من سكان سوريا. وقال دبلوماسيٌ غربي إن (الاجتماع يعقد متأخّرا عامين تقريبا لكنه سيساعد في إبعاد الطائفة العلوية عن الأسد، كلّ الجهود مطلوبة الآن للحيلولة دون وقوع حمام دم طائفي على نطاق واسع، لدى رحيل الأسد في نهاية المطاف سيكون العلويون الخاسر الأكبر فيه). وقتل ما لا يقلّ عن 70 ألف شخص منذ اندلاع حركة احتجاج سلمية قادتها الأغلبية السنّية في سوريا ضد الحكم العائلي للأسد ووالده والمستمرّ منذ 40 عاما. وقوبلت المظاهراتُ السلمية بالرّصاص في بداية الانتفاضة منذ عامين، ممّا أثار ردّ فعل سنّيا عنيفا في نهاية الأمر وتمرّدا مسلّحا إسلاميا في معظمه يثير خوفَ بعض العلويين من أنه لن يكون لهم مستقبلٌ دون الأسد. وقال الأسد إنه يتصدّى ل (مؤامرة مدعومة من الخارج لتقسيم سوريا، وأن مقاتلي المعارضة إرهابيون إسلاميون). وقال بيانٌ للّجنة المنظِّمة لاجتماع العلويين إن (النّظام الذي يزداد عزلة وضعفا سيعمل على دفع العصبويات الطائفية إلى حالة الاقتتال الدموي)، وأضاف: (أن هناك قوى تشكّلت وتقف ضد النّظام لكنها تتقاطع معه الدفع باتجاه الصراع الطائفي ولحسابات تتعلّق بها وبارتباطاتها)، وقال: (إن العمل على نزع الورقة الطائفية من يد النّظام ويد كلّ من يستعملها هو أمرٌ بالغ الأهمّية كمقدمة لإسقاط النّظام وكمدخل لإعادة صياغة العقد الاجتماعي السوري على أسس الدولة الحديثة دولة المواطنة والعدالة فقط). وحضر نحو 150 شخصية علوية تضمّ نشطاء وزعماء دينيين اضطرّ معظمهم إلى للفرار من سوريا لتأييدهم الانتفاضة المؤتمرَ الذي بدأ في القاهرة أمس السبت. واحتلّ العلويون مكانا بارزا في حركة سياسية يسارية سورية سحقها حافظ الأسد والد بشار في السبعينيات والثمانينيات إلى جانب المعارضة الإسلامية. ومن بين العلويين البارزين الموجودين في السجن حاليا مازن درويش المدافع عن حرّية الرأي، والذي عمل على توثيق ضحايا قمع الانتفاضة وعبد العزيز الخير وهو سياسي وسطي يؤيّد الانتقال السلمي للحكم الديمقراطي. وقال عصام ابراهيم وهو محام ساعد في تنظيم المؤتمر إن الانتفاضة أعطت العلويين فرصة لإثبات أن الطائفة العلوية ليست جامدة وأنها تطمح مثل باقي السكان للعيش في ظلّ نظام ديمقراطي تعدّدي في الوقت الذي تخشى فيه من صعود التطرّف الإسلامي. وأعاد إبراهيم إلى الأذهان المشاركة في مظاهرة مطالِبة بالديمقراطية في بداية الانتفاضة في منطقة الخالدية السنّية في مدينة حمص بوسط سوريا عندما هاجمت ميليشيا مؤيّدة للأسد المحتجّين. وقال إبراهيم الذي سُجن والده لسنوات في ظلّ حافظ الأسد، ل (رويترز) إن الوثيقة التي ستصدر عن المؤتمر ستؤكّد التزام العلويين بالوحدة الوطنية والتعايش بين الطوائف والسلام الأهلي في انعكاس لموقف اتّخذه زعماء الطائفة خلال الحكم الاستعماري الفرنسي في العشرينات اعتراضا على مقترحات لتقسيم البلاد، وأردف قائلا أن هناك تيارا إسلاميا آخذا في التوسّع على حساب التيّار المدني الديمقراطي، وهو الأمر الذي يتطلّب الوحدة، وقال إن العلويين سوريون في المقام الأوّل ويحاولون أن يكونوا جزءا من تغيير حقيقي.