رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    أدرار.. إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    انطلاق الدورة ال38 للجنة نقاط الاتصال للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء بالجزائر    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    السيد ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    الجامعة العربية: الفيتو الأمريكي بمثابة ضوء أخضر للكيان الصهيوني للاستمرار في عدوانه على قطاع غزة    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سوريا.. ثلاث سنوات في قلب الجحيم
من الانتفاضة الشعبية إلى الحرب الأهلية
نشر في الخبر يوم 17 - 03 - 2013

يدخل اليوم، النزاع المسلح في سوريا، السنة الثالثة، بحصيلة ثقيلة جعلت المنظمات الدولية تُنذر بكارثة إنسانية، فيما لم يتمكن المجتمع الدولي من فرز خيوط الأزمة وإيجاد حل يُنهي المأساة السورية، والحال أن ما كان متوقعا أن يكون ربيعا عربيا على شاكلة ما حدث في كل من تونس ومصر وليبيا وحتى اليمن، تفاقم ليصبح أقرب للحرب الأهلية، على الرغم من أن البداية كانت مجرد انتفاضة شعبية تصر على الطابع السلمي، انتفاضة لم يتسنّ لها أن تصبح ثورة وتطيح بالنظام، لتتحول مع مرور الأشهر إلى حرب بين طرفين يستند كل منهما إلى شبكة من الدعم الإقليمي والدولي، الأمر الذي جعل الأراضي السورية ساحة عراك دولية.
ليس من قبيل المبالغة، تهديد الرئيس السوري بشار الأسد من مخاطر ''تدويل الأزمة''، في إشارة إلى امتدادها إلى دول الجوار. وما زاد في تعقيد الوضع ظهور جماعات مسلحة متطرفة، منها ما أدرجته الولايات المتحدة الأمريكية ضمن قائمة الإرهاب الدولي كطرف قوي في المعادلة، إضافة إلى مخاوف العواصم الغربية من تحول الصراع من ثورة من أجل إسقاط نظام ديكتاتوري وإقامة دولة ديمقراطية مدنية، إلى ثورة تسعى إلى إقامة دولة دينية، ومع أن المعارضة تصر على أن الجماعات المتطرفة لا تمثل جوهر الثورة السورية، إلا أن المخاوف قائمة.
وقد اتضحت هذه المخاوف في النقاش الحاد حول تسليح المعارضة، على اعتبار أن الولايات المتحدة وعدد من العواصم، على الرغم من دعمها للمعارضة بشقيها السياسي والمسلح، إلا أنها تستمر في إبداء الكثير من التحفظات بشأن تقديم الدعم العسكري. وحسب المراقبين، فإن مسألة ''تدويل الأزمة السورية'' حدثت بالفعل مع دخول الصراع سنته الثانية، في إشارة إلى أن الحل لم يعد بين أيدي النظام السوري والمعارضة فقط، وإنما تداخل الأمر ليصبح لعدد من الدول الإقليمية كلمة الفصل في إنهاء إراقة دماء الشعب السوري، وفي ذلك إشارة إلى الموقف الإيراني والروسي والصيني الداعم للنظام السوري، من جهة، وإلى الموقف التركي والقطري والغربي من جهة أخرى، على اعتبار أن صمود النظام السوري لم يكن ممكنا لولا الإمدادات الإيرانية عبر العراق، والشحنات العسكرية الروسية للجيش السوري، كما أن إقدام كل من بكين وموسكو على استعمال حق النقض في مجلس الأمن يظل أهم الأسباب التي جعلت نظام الأسد يتجنب ضربة عسكرية دولية تحسم النزاع، مثلما حدث في ليبيا. أما في الطرف الآخر، فقد سرّع الدور القطري-التركي من وتيرة عسكرة النزاع، إذ أن رعاية تركيا للجيش الحر بدعم مادي قطري، كان أهم المنعرجات التي جعلت الانتفاضة الشعبية السورية تبتعد عن طريق الثورة لتقترب أكثر من الحرب الأهلية. ويرى المتابعون للملف السوري أن انقسام المعارضة وفشلها في توحيد صفوفها، كان له الدور البارز في إطالة عمر الأزمة، على اعتبار أنه، وعلى عكس مع حدث في دول الربيع العربي، لم تكن هناك معارضة سورية وإنما معارضات تختلف في التوجه وفي نظرتها لحل الصراع. ففي الوقت الذي أبدت هيئة التنسيق، ممثلة لمعارضة الداخل، قبول فكرة التحاور مع ممثلين عن النظام مقابل تنحي النظام ووقف نزيف الدم، كان المجلس الوطني السوري أكثر صرامة فيما يتعلق بتنحي الأسد ومحاكمته وإسقاط الحكم دون اللجوء إلى الحوار، وحتى حين سعى المعارضون السوريون إلى إنشاء هيئة جامعة، بضغط من العواصم الغربية، ظل الخلاف قائما بين التكتلات المكونة للائتلاف المعارض والذي حظي بدعم واعتراف دوليين. وقد تجسد استمرار الخلاف داخل الائتلاف، مؤخرا، عقب الرفض الذي قوبلت به مبادرة رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب، الداعية للحوار مع ممثلين عن النظام لإنهاء الأزمة. أمام هذه المواقف المتناقضة في صفوف المعارضة، ظهرت تيارات أخرى أكثر حيادية، على غرار المنبر الديمقراطي السوري الذي يصر على أنه غير محسوب على أي قوى إقليمية، وإن كان التركيز الإعلامي يظل مسلطا على الائتلاف بصفته الوحيد الذي يحظى باعتراف من المجتمع الدولي.
على هذه الخلفية، تواصلت المعارك بين الجيش النظامي ومختلف الجماعات المسلحة المعارضة، الخاضعة لسلطة الجيش وتلك التي تتبنى أفكارا متطرفة وتعتبر معركتها ضد النظام بمثابة ''جهاد لإقامة دولة إسلامية''، وحتى اللجان الشعبية التي تسعى لحماية ذويها وممتلكاتها، حوّلت سوريا إلى ساحة حرب ومعارك مستمرة وبكل أنواع العتاد الحربي المتاح لكلا الطرفين، ليظل الشعب السوري، على اختلاف توجهاته يواجه الموت في كل دقيقة، وإن نجا من الموت ظل يكافح ظروفا غاية في الصعوبة من أجل البقاء، فيما تتواصل المشاورات والاتفاقات الدولية آخذة بالحسبان مصالح القوى الكبرى في المنطقة. الجزائر: سامية بلقاضي






الباحث بجامعة ''باريس ''2 جون إيف سالداني ل''الخبر''
''تسليح المعارضة يطيل عمر الحرب الأهلية''



تدخل الأحداث في سوريا سنتها الثالثة، في اعتقادكم ما الذي جعل الثورة السورية تسير بغير ما سارت عليه في دول الربيع؟
أعتقد أن ما يحدث في سوريا تجاوز الثورة الشعبية، اليوم نحن أمام حرب بين أطراف ترعاها قوى إقليمية، ولا أعتقد أن الشعب السوري في انتفاضاته الأولى فكّر أن الوضع سيصل إلى هذا الحد، أما عن سبب تفاقم الوضع وتحوله إلى نزاع مسلح، فهي القوى الإقليمية التي تسعى إلى الحفاظ على وجودها، هي معركة زعامات إقليمية وكل الدول الضالعة في هذا الصراع تحدد مصيرها من خلال نتيجة هذا النزاع، أعتقد أنني لا أبالغ إن قلت أنها معركة وجود بالنسبة لهذه القوى الإقليمية، على غرار إيران التي تسعى إلى الحفاظ على تواجدها في المنطقة العربية، وتركيا التي لها مصالح غاية في الأهمية، بدءا من الملف الكردي الذي قد يعود عليها بالضرر إن تمكّن أكراد سوريا من تحقيق مكاسب، والحال ذاته بالنسبة لقطر التي تلعب لأول مرة معركة وجود، إذ تسعى لتوسيع نفوذها، أعتقد أن أقصر الإجابات هي القول أن ما يحدث في صراع إقليمي يتجاوز المعارضة والنظام، على حد السواء.
لماذا لم يحدث ذات الأمر في مصر، مثلا بصفتها الدولة المحورية في المنطقة العربية؟
مصر خلال عهد الرئيس مبارك اختارت سياسة القرب من الولايات المتحدة الأمريكية، بل كانت من أشد المناهضين للنظام الإيراني. وعليه، فإن المعركة كانت تبدو محسومة بالنسبة للدول الإقليمية، في حين أن سوريا الأسد هي أقرب من حليف للنظام الإيراني. وعليه، إن سقط فإن إيران أكبر الخاسرين، أما روسيا والصين فإنهما تسعيان لترجيح كفة العلاقات الدولية لصالحهما والخروج من الهيمنة الأمريكو-أوروبية، الأمر أشبه بعودة الثنائية القطبية، لكن هذه المرة ليست حربا باردة بين القطبين، لكن معارك بالنيابة من خلال الدول الحليفة.
قلتم أن ما يحدث في سوريا نزاع مسلح وليس ثورة والمعارضة تصر على أن ما يحدث ثورة شعبية؟
نحن نتعامل مع الأحداث من خلال المعطيات ولكل معطى مسمى، المعطيات على أرض الواقع تشير إلى وجود جماعات مسلحة مختلفة التوجهات وجيش نظامي في حرب مسلحة لكل طرف فيها دعم إقليمي، هذا ما يسمى في العلاقات الدولية نزاع مسلح، هذا لا يعني أن الشعب السوري لا يريد التخلص من ديكتاتورية الأسد، على العكس، أصبح السوريون اليوم أكثر إصرارا على رحيله، لكن أعتقد أن مسألة رحيله ستكون نتيجة تفاوض وتوافق القوى الإقليمية.
حتى في حال تسليح المعارضة، مثلما دعت إليه فرنسا وبريطانيا؟
المعطيات المتوفرة تشير إلى أن المعارضة السورية تحصل على شحنات مهمة من الأسلحة بطرق مختلفة، وفي اعتقادي هذا ما سرّع في عسكرة الأزمة، والخطر كل الخطر اليوم هو أن يؤثر تسليح المعارضة على تحول النزاع المسلح إلى حرب أهلية معلنة ومفتوحة الآجال، لأن في حال قدّمت باريس ولندن السلاح للمعارضة، فإن ذلك سيفتح الباب أمام روسيا، الصين وإيران لتسليح النظام وتصبح المزايدة على من يُسلح أكثر، الأمر الذي يزيد من حدة العنف. والنقطة الأخرى هي أنه لا يمكن في مثل هذه الأوضاع أن تعرف بأيدي من سيذهب العتاد العسكري، لأن الجماعات المسلحة في سوريا غير مهيكلة، يكفي تشكيل جماعة وإعلان الولاء للجيش الحر، حتى تحصل على السلاح لكن لا وجود لهياكل مراقبة ميدانيا، مما يُصعّب مهمة المراقبة، والجمعيات الإنسانية الموجودة هناك تؤكد تفاقم حالات الانتقام والخطف والإجرام المنظم.

الجزائر:حاورته سامية بلقاضي


شخصيات في قلب الحدث


كشفت الأزمة السورية منذ بدايتها، عن انقسام كبير لدى المجتمع الدولي بين مؤيد للنظام السوري ومدافع عن المعارضة السورية. ولعل هذا التباين في المواقف كان أهم الأسباب وراء تسارع وتيرة الأحداث
في سوريا لتتحول اليوم إلى نزاع مسلح مدمّر، غير أن هناك مواقف كانت وراء تحول الانتفاضة الشعبية السلمية إلى نزاع مسلح بعد أن تبين أن للقوى الإقليمية مصالح في سوريا تسعى للحفاظ عليها

أو اكتسابها، ومن هنا ظهرت أطراف داعمة ماديا للنظام وأخرى للمعارضة.
زعيم الائتلاف الوطني معاذ الخطيب: من إمامة المصلين إلى إمامة المعارضة
lالثابت في كل التجارب التاريخية، أن الأكثر قدرة على النجاح سياسيا خاصة في مراحل الاضطرابات السياسية العنيفة، هو الخطيب المتحكم في فن الخطابة، ورئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية معاذ الخطيب هو من هذا النوع، لذلك فهو المؤهل أكثر من غيره للانتقال بسوريا من مرحلة الخطر وإخراجها من عنق الزجاجة، ولعل في قدرته على إغضاب معظم الملتفين حوله بالإعلان عن استعداده لمحاورة السلطة الحاكمة في دمشق، دون أن يقدم أي من هؤلاء الملتفين عن الانشقاق عنه أو إسقاطه من على رأس الائتلاف، خير دليل على أن الخطيب هو بالفعل رجل المرحلة.
معاذ الخطيب من مواليد دمشق عام ألف وتسعمائة وستين... وهو ابن الشيخ محمد أبو الفرج الذي كان يوصف في تلك الفترة بخطيب دمشق. لم يحل تكوينه ''العلمي التقني'' دون تدريسه لمواد شرعية عديدة، خاصة مادتي الدعوة الإسلامية والخطابة في معهد التهذيب والتعليم للعلوم الشرعية بدمشق، ودون انتسابه إلى الجمعية السورية للعلوم النفسية، كما تولى رئاسة جمعية التمدن الإسلامي، ولا يزال يشغل منصب رئيسها الفخري، أما بالنسبة لتكوينه الأساسي، فقد درس الجيوفيزياء التطبيقية، وعمل مهندساً في شركة الفرات للنفط، انخرط خلالها في الجمعية الجيولوجية السورية، وهذا قبل أن ينتقل لدراسة العلاقات الدولية والدبلوماسية.

من هذه الخلفية جاءت خطبه النارية ضد النظام سوري عند إمامته الناس بالجامع الأموي بالعاصمة السورية، وفي مجالس العزاء التي كانت تقام إثر سقوط المتظاهرين برصاص الجيش السوري بعد اندلاع الثورة، وبطبيعة الحال كانت هذه الخطب وراء مطاردة الأجهزة الأمنية له وتوقيفه وسجنه عدة مرات قبل أن يتمكن من مغادرة دمشق والانضمام إلى صفوف المعارضة... ومن هذه الخلفية كذلك عرف عنه تعايشه وتعاونه مع بقية الطوائف الأخرى في سوريا، الطوائف الإسلامية وغير الإسلامية، وقال في أكثر من مناسبة أنه من دعاة التعدد الطائفي والعقائدي في بلاده، ومن أقواله التي تحولت إلى شعارات للمعارضة في مسيراتها الشعبية الموازية للعمل المسلح للجيش السوري الحر، أنه يرفض ''تحجيم الإسلام وفق أهواء العوام أو الحكام''. وقوله ''نفضل أن يصل الإيمان إلى أصحاب الكراسي، على أن يصل أصحاب الإيمان إلى الكراسي''، وهذه معادلة تعني في مفهوم الخطيب، أنه ليس بالضرورة أن يعتلي إسلامي كرسي الحكم في حالة سقوط الحاكم... لقد شكّل معاذ الخطيب بمواقفه توازنا أرضى العقلاء والحكماء في الداخل السوري كما في العالم.

رجب طيب أردوغان: باعث الجيش الحر
رئيس وزراء تركيا، مارس ضغوطات شديدة على نظام الأسد، خاصة بحكم أن سوريا دولة جارة لتركيا، ووجه عدة تهديدات إلى دمشق واصفا إياها بالدولة الإرهابية، خاصة بعد أن أسقطت طائرة تركية قبالة سواحلها على البحر المتوسط، وحشد أردوغان جيشه على الحدود مع سوريا، واستعان ببطاريات صواريخ باتريوت التابعة للحلف الأطلسي ونشرها على الحدود، كما حوّل بلاده إلى قاعدة خلفية للجيش الحر والقادة المنشقين عن الجيش النظامي، فضلا عن إيوائه لعشرات الآلاف من اللاجئين السوريين. يأتي اهتمام تركيا أردوغان بدعم المعارضة السورية بهدف توطيد مكانتها في المنطقة العربية، وسعيها لقيادة العالم الإسلامي من جديد وإخراج سوريا من دائرة النفوذ الإيراني الشيعي، على حد ما ذهبت إليه تحليلات المتابعين للملف السوري.
محمود أحمدي نجاد: حليف الأسد
رئيس جمهورية إيران الإسلامية والحليف الأكبر للنظام السوري، إذ يجمع المتتبعون للملف السوري، أنه لولا دعم إيران للأسد لما تمكن من الصمود، على الرغم من الدعم الروسي والصيني، والسبب في ذلك أن إيران بحكم التقارب الجغرافي تمكنت من الحفاظ على ممرات برية عبر العراق، الحليف الآخر لإمداد النظام السوري بكافة أنواع المساعدات، خاصة بعد العقوبات الاقتصادية المفروضة على الحكومة السورية. أما عن أسباب دعم إيران للنظام السوري، فإنه وحسب المراقبين، مرتبط بضمان بقاء نفوذ المد الشيعي في المنطقة العربية، على اعتبار أن الرئيس الأسد، المنتمي للطائفة العلوية الشيعية من أكبر الحلفاء العرب لنظام طهران.
حمد بن جاسم آل ثاني: عرّاب المعارضة
وزير خارجية قطر والذي لعب دورا بارزا في دعم المعارضة السورية ومساعدتها دبلوماسيا، وشجع على طرد السفير السوري من الجامعة العربية، ودعوة مجلس الأمن إلى فرض منطقة حظر جوي على سوريا، وكذا تشجيع المعارضة على تشكيل حكومة مؤقتة، كما استقبلت قطر عدة معارضين ومنشقين سوريين على أراضيها، ولا شك أن الشيخ حمد بن جاسم هو عرّاب القرارات الصادرة عن الجامعة العربية والتي أدانت مرارا العنف في سوريا. ويرى المراقبون أن دعم قطر للمعارضة السورية مرده سعي الدوحة لتكون حاضنة دول الربيع العربي وراعية حركة الإخوان المسلمين في المنطقة العربية. الجزائر: العربي زواق

الناطق باسم رابطة السوريين الأحرار في الدول المغاربية عدنان البوش ل''الخبر''
''نظام الأسد يحارب الثوار بقوة حلفائه الشيعة''
تدخل الأزمة السورية سنتها الثالثة ومازال الوضع يراوح مكانه، لماذا؟
لأننا راهنا في البداية على الحراك السلمي، وبالتالي كان الهدف الكبير الوصول إلى العصيان المدني الذي يحرج عادة كل الأنظمة بحيث تخضع لشعوبها، إلا أن الكثافة النيرانية للنظام ضد المظاهرات السلمية دفعت الثورة إلى مربع لم نكن نتمناه وهو مربع العسكرة، بحيث أن النظام استطاع بواسطة عنفه المفرط واستعماله كل الأسلحة الحربية، بما فيها الطيران والصواريخ بعيدة المدى، إلى دفع الشعب السوري إلى القيام بعمليات عسكرية للدفاع عن نفسه بواسطة استعمال أسلحة من المنشقين من الجيش وبعض المدنيين الذين انضموا إليهم.
هل تعتقدون أن النظام السوري قوي إلى الدرجة التي استعصى فيها على المعارضة المسلحة هزيمته مثلما حصل في ليبيا على سبيل المثال؟
لو كان هذا النظام قويا لاستطاع أن يقضي على الثورة في أيام، بل إنه فقد السيطرة على أكثر من 70 بالمئة من الأراضي السورية، كما أن الجيش الحر يطبّق على النظام في دمشق.
ولكن المعارضة لم تسيطر على أي مدينة بالكامل باستثناء الرقة وحلب، وهذا خير مثال على عدم قدرة الجيش الحر على حسم المعارك الكبرى؟
النظام السوري في حالة ضعف، فلا يوجد لا مدارس ولا عمل ولا مؤسسات ولا وسائل نقل، فهذا النظام لا يقاتل بقوته السورية وإنما يقاتل بقوة حلفائه كحزب الله وإيران والمليشيات الشيعية في العراق لتحويل الثورة الشعبية ضد النظام إلى صراع طائفي بشّرت له بثينة شعبان بعد أسابيع من بداية الثورة ثم نصر الله والمالكي وجليلي، حيث اعتبروا جميعا سقوط نظام الأسد حربا طائفية وبالتالي فسقوط النظام السوري الذي يشكل رأس حربة للمشروع الشيعي يمثل سقوط هذا المشروع.
هل هناك بصيص أمل لإيجاد حل سلمي يوقف شلال الدم بين الإخوة الفرقاء؟
lنظام الأسد لازال مراهنا على الحل الأمني نظرا لعدم وجود قيادة سياسية لهذا النظام، لأن حزب البعث لم تجتمع قيادته ولم يتكلم أي من رموزها بكلمة واحدة بمن فيهم الأمين العام المساعد عبد الله الأحمر، فهو نظام طائفي لا يجيد اللعبة السياسية، بل تربى على فرض هيمنته بالقتل والإرهاب وموافقته على الحلول السياسية هو لعب على الوقت في انتظار الإجهاز على الثورة ولو كلّفه تدمير سوريا بالكامل وقتل نصف سكانها.
وكيف تنظرون إلى الموقف الرسمي الجزائري من الأزمة السورية؟
ننظر إليه باستغراب خاصة موقفها في الجامعة العربية، فإذا كنا نعلم أن الموقفين العراقي واللبناني مبني على الخلفية الطائفية للدولتين، فإن الموقف الجزائري غريب رغم ما نعرفه عن الجزائر من مواقف تاريخية مناصرة للشعوب وثوراتها ومنصفة للمظلوم ضد الظالم، وهل يوجد في العصر الحديث شعب ظلم بهذه القسوة والشراسة مثلما يعانيه الشعب السوري من تدمير وتهجير وإبادة عرقية وطائفية.

الجزائر: حاوره مصطفى دالع


أهم المحطات
* 15 مارس 2011: على غرار ما حدث في تونس ومصر، أطفال سوريون قاموا بخط كتابات مناهضة للنظام على جدران مدينة درعا، الشرطة تعتقلهم وترفض تسليمهم لذويهم، أكثر من ذلك يتم اعتقال بعض الأهالي وتعذيبهم، وهو ما كان بداية للغضب الشعبي.

* 18 مارس: انتفاضة شعبية لسكان مدينة درعا واحتجاجات، الأمن يطلق الرصاص، الحصيلة أربعة قتلى.

* 30 مارس: استمرار الاحتجاجات وامتدادها لعدة محافظات، الحصيلة 30 قتيلا. لأول مرة الرئيس السوري بشار الأسد يتحدث عن ''مؤامرة'' ضد سوريا.

* 8 أفريل: متظاهرون سوريون يخرجون عقب صلاة الجمعة رافعين شعارات تطالب بإسقاط النظام، الأمن يُطلق الرصاص الحي، الحصيلة 17 قتيلا في درعا.

* 10 مارس: مظاهرات بمدينة بني ياس الساحلية، الجيش ينزل للشوارع لأول مرة.

* 21 أفريل: في محاولة لتهدئة الأوضاع، الرئيس الأسد يرفع حالة الطوارئ سارية المفعول منذ عام 1963، استمرار الاحتجاجات وسقوط عشرات الضحايا.

* 25 أفريل: الجيش ينزل في عدد من المحافظات

* 21 ماي: تداول صور تعذيب الطفل حمزة الخطيب 13 سنة تأجّج المظاهرات.

جوان: بداية نزوح السكان من عدد من المناطق بسبب تدهور الوضع الأمني.

* 30 جوان: العقيد المنشق رياض الأسعد يعلن إنشاء الجيش السوري الحر لمقاتلة النظام.

* 2 أكتوبر: شخصيات معارضة من مختلف التيارات والأطياف تعلن في إسطنبول تشكيل المجلس الوطني السوري المعارض.

* 5 أكتوبر: الصين وروسيا تستعملان حق النقض في مجلس الأمن لمنع المصادقة على قرار يدين النظام السوري.

* 16 أكتوبر: أول هجوم مسلح من طرف الجيش الحر في العاصمة دمشق

* 12 نوفمبر: الجامعة العربية تُجمّد عضوية سوريا

22 ديسمبر: بعثة المراقبين العرب تصل إلى دمشق

* 28 جانفي: 2012 الجامعة العربية تُعلق مهمة المراقبين

4 فيفري: الصين وروسيا تستعملان مرة ثانية حق النقض لصالح النظام السوري.

* جوان: مراقبو الأمم المتحدة المكلفون بموجب خطة سلام تقدّم بها كوفي عنان لوقف إطلاق النار يعلقون عملياتهم.

2 أوت: كوفي عنان، يتخلى عن دور الوساطة بعد فشل جهوده في التوصل لوقف إطلاق النار، الأخضر الإبراهيمي يخلفه مبعوثا للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا.

أوت: استمرار انشقاق مسؤولين وقيادات في النظام السوري، بعد العميد طلاس، الدور على رئيس الوزراء رياض حجاب الذي انضمّ للمعارضة.

12 نوفمبر: المعارضة السورية تسعى لتوحيد صفوفها وتوسيع المجلس وتأسيس الائتلاف السوري قيادة واحدة للمعارضة السياسية والمسلحة، أحمد معاذ الخطيب رئيسا.

12 ديسمبر: خلال مؤتمر مراكش، المجتمع الدولي يعترف بالائتلاف ممثلا شرعيا ووحيدا للمعارضة السورية.

* جانفي 2013: منظمات دولية تندد بالجيش النظامي والجماعات المسلحة لانتهاكهما حقوق الإنسان واللجوء إلى التعذيب.

30 جانفي: أحمد معاذ الخطيب يعلن قبول مبدأ التحاور مع ممثلين عن النظام السوري لإنهاء إراقة الدماء وتجدد الخلاف في صفوف المعارضة.

22 فيفري: تفجيرات بقلب العاصمة دمشق تودي بحياة أكثر من 80 شخصا، المعارضة والنظام يتبادلان التهم حول منفذي العملية.

مارس: خلافات وسط الائتلاف حول إعلان الحكومة الانتقالية.

أرقام المأساة السورية

* 70 ألف ضحية، فيما ترى المعارضة أن العدد يصل إلى 100 ألف ضحية.

* 4 ملايين شخص داخل سوريا بحاجة إلى إغاثة إنسانية مستعجلة.

* مليون لاجئ في عدد من دول الجوار.

* 200 ألف معتقل في السجون النظامية، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.