رفضوا أيّ استغلال سياسي لحركتهم شباب الجنوب يعودون إلى الاحتجاج عادت وتيرة الاحتجاجات لتتصاعد في عدّة ولايات من جنوب الوطن، حيث خرج عدد غير قليل من الشباب البطال أمس إلى شوارع بعض المدن الجنوبية، على غرار الأغواط، البيّض وورفلة بعد أن كانت ولاية ورفلة في الأيّام الماضية عاصمة لأكبر تجمّع احتجاجي للشباب في السنوات الأخيرة. وتزايدت حدّة نيران غضب الشباب البطال الذي يبدو أنه لم يعد مقتنعا البتّة بالحلول التي تسعى الحكومة إلى تطبيقها والمسطّرة عقب الاحتجاج المذكور. عرفت العديد من ولايات الجنوبالجزائري عودة وتيرة الاحتجاجات والتجمّعات الشبّانية أمس السبت من أجل تحسين مستوى الشباب البطال المعيشي وذلك برفع مطالبهم إلى السلطات المعنية والمتمثّلة أساسا في توفير مناصب شغل للشباب العاطل عن العمل وتوفير السكن اللاّئق. وقد شهدت ولايتا الأغواط وورفلة تجمّعا احتجاجيا نظم أمس السبت من قِبل عدد من الشباب العاطل عن العمل للمطالبة بالشغل وتكافؤ الفرص والتنمية الشاملة. وفي هذا الإطار خرج نحو 500 شابّ في وقفة احتجاجية بساحة (المقاومة) وسط حي (المعمورة) بمدينة الأغواط مطالبين بتوفير مناصب شغل وتحقيق التنمية الشاملة في المنطقة، بينما رفع المحتجّون الذين قدموا من مختلف بلديات الولاية وبعض الولايات المجاورة الكثير من الشعارات وردّدوا هتافات مندّدة ب (الإقصاء والتهميش) و(الحفرة والبطالة) والمؤكّدة في نفس الوقت على (الوحدة الوطنية) وعلى (سلمية الوقفة)، ومن بين الشعارات المرفوعة: (نحن نتنفّس الجزائر من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب).. (السكن والشغل حقّ شرعي للمواطن) وغيرها من الشعارات الأخرى. وقد عرفت الوقفة هدوءا تامّا وتنظيما محكما، إذ ارتدى عدد من الشباب صدريات بلون موحّد وهم يحملون شارات كتبت عليها كلمة (منظم) مع استعمال مكبّرات الصوت في ترديد الأناشيد الوطنية. في السياق نفسه، قام شباب ولاية ورفلة بتنظيم وقفة احتجاجية مماثلة جرت في جو هادئ ومنظم بعاصمة الولاية، حيث تجمّع نحو 200 شابّ بالساحة المحاذية للمركّب الرياضي 18 فيفري (بالرويسات) لرفع شعارات تطالب أيضا بالعمل وتحقيق التنمية الشاملة. ومن جهة أخرى، نظم شباب ولاية البيّض الواقعة في الجنوب الغربي على غرار الولايتين المذكورتين سالفا وقفة احتجاجية ببلدية (الأبيض سيدي الشيخ)، وقد اتّسمت هذه الوقفة كذلك بالطابع السلمي وبالتأكيد على الوحدة الوطنية، وقام المحتجون برفع جملة من الشعارات دعوا من خلالها إلى (النضال حتى يخدم البطال)، مشيرين إلى أن (جنوب بلا شمال لا معنى له). وقد قرأ مؤطّرو هذه الوقفة الاحتجاجية أمام 300 شابّ بيانين، أحدهما تميّز بالطابع الوطني وآخر تضمّن عشرة مطالب محلّية ركّزت على ضرورة (ترقية دائرة الأبيض سيدي الشيخ إلى ولاية منتدبة) و(الاستثمار السريع للثروات الباطنية بالمنطقة) و(الإسراع في إنجاز مشروع مستشفى 120 سرير بذات البلدية) و(الاعتناء بالنشاط الرياضي والثقافي). وأوضح الشباب البطال أثناء الوقفة أنهم ليسوا دعاة تفرقة ولن يكونوا كذلك، داعين إلى (أخذ مطالبهم بجدّية) و(إصدار نصوص تشريعية تمنع التشغيل المباشر وتتضمّن عقوبات ردعية ضد كلّ المسؤولين المخالفين لذات الإطار القانوني)، إضافة إلى (تخفيض الضرائب على النشاطات التجارية في هذه المناطق) و(تعميم منحة الجنوب على كافة أصناف الموظفين). وفي شقّ آخر، تبرّأ المحتجّون في بيانهم من (أيّ شخص أو جماعة أو جمعية أو حزب سياسي أو برلمانيين يخوّلون أنفسهم للحوار أو التفاوض باسم المشاركين في هذه الوقفة الاحتجاجية)، مشيرين إلى أن (كلّ من يقوم بذلك لا يمثّل إلاّ نفسه)، وقد تفرّق بعد ذلك مجموع المحتجّين في جو طبعه الهدوء.