مصلحة طب العيون ب"مصطفى باشا" المرضى يشكون الإهمال والجفاء رغم أنه من الأقطاب الجامعية الكبرى على مستوى الجزائر إلا أنه لازال يفتقد للكثير من المعايير التي تحسّن صورته المشوهة أمام الجميع ومن بُعث إليه وكأنه بُعث إلى نار جهنم، هو مستشفى مصطفى باشا الجامعي أو (جحيم المرضى) كما يطلق عليه. المعاناة تتفاوت من مصحلة إلى أخرى ويدفع ضريبتها المرضى الذين تختلف أعراضهم إلا أن مأساتهم هي واحدة، بحيث يتقاذفون بين المصالح ويتعرضون إلى الإهانات من طرف بعض الأعوان والممرضين، فالكل حمل شعار (تخطي راسي) والكل لا يعلم شيئا والكل لا يعرف طبيبا.... فمصيبة المرضى على مستوى أغلب المصالح جد كبيرة زادت من تدهور حالاتهم حتى أن هناك من يصيب بهستيريا من شدة الغضب ويذهب إلى الصراع مادام أن حسن السلوك والتصرف مع الغير هي أمورٌ غائبة لدى أغلبية القائمين على بعض المصالح ولا هدف لهم سوى القذف بالمرضى هنا وهناك وزيادة معاناتهم. ونأخذ على سبيل المثال لا الحصر مصلحة طب العيون كمصلحة مهمة بذات المشفى يلجأ إليها المئات من المرضى الذين أصابتهم أعراض مختلفة تهدد نور أبصارهم، فراحوا يركضون إلى العلاج بمصلحة طب العيون على مستوى المستشفى، من يلجها لا يتخيل له أبدا أنه يلج مستشفى لاسيما مصلحة الاستعجالات التي تملأها الجراثيم والروائح الكريهة من كل جانب، وترى الناس يصولون ويجولون وبملامحهم الكثير من علامات الاستفهام خاصة وأنهم لا يدركون إلى أين المفر بأوجاعهم تلك، فلا ممرض يعلم شيئاً ولا طبيب يسمح لهم بالتقرب منه من أجل الاستفسار، فالنهر والغضب هما من العلامات المرتسمة على أغلب الوجوه، وظهرت كلها متجهّمة لا تكترث بمعاناة المرضى الذين قطع بعضهم مسافات طويلة للعلاج. والغريب من ذلك أن بعض الأعوان راحوا إلى إهانة المريضات، ما تعرضت له إحداهن على مستوى المصلحة، إذ قالت إنه تعرض إليها بكلام بذيء وراحت تستفسر عن إيداع شكوى ضده لدى مسؤوله المباشر، وصرحت لنا أنها لم تأت إلى هناك بغية التسول أو سماع الإهانات والتعرض إلى كرامتها ومن حقها العلاج في مستشفى عمومي تموّله الدولة ولا منّة لهؤلاء على أحد، وسردت أنه بعد الاقتراب من العون من أجل استفساره راح ينهرها وتجرأ حتى على قذفها بكلام بذيء، مما يؤكد دناءة أخلاق بعض الأعوان. هو حال الكثير من المرضى الذين يذوقون الأمرين، وبعد أن فروا بأوجاعهم وأناتهم لم يجدوا من يساندهم ويفكها عنهم، بل إن تلك المعاملات القاسية زادت من أوجاعهم وأحبطت معنوياتهم كثيرا خصوصا وأن الكلمة الطيبة غائبة بذات المصلحة، ما وضحه السيد عادل الذي قال إنه قدم إلى هناك مع أمه التي تعاني من عجز كلي على مستوى العينين بسبب إصابتها بالضغط ومكث هناك منذ الساعة السابعة والنصف صباحاً إلى غاية منتصف النهار ولم يقدم الطبيب الذي يفحصها. أما الممرضون فحدث ولا حرج فهم المديرون هناك، والنزاع والصراع بينهم وبين المرضى أمرٌ لا جدال فيه بعد مطالبة المرضى بحقوقهم وبأدوارهم في العلاج، وهذا ما وقفنا عليه أين راحت إحدى الممرضات تطلب من المريضة أن تمنحها الملف من أجل كتابة الدواء الذي تتعاطاه بصفة دورية بسبب إصابتها بالضغط في العينين إلا أنها امتنعت ورأت أن من الواجب والمنطقي فحصها من قبل الطبيب ومنحها الدواء من طرفه، فلا يُعقل أبدا أن يلعب الممرض دور الطبيب ويضيّع وظيفته الرئيسية في استقبال الناس وإرشادهم والعناية بملفاتهم ومواعيدهم الطبية، وما كان على الممرضة سوى نهرها وتأجيل فحصها إلى إشعار آخر من دون رحمة أو شفقة بعد أن رفضت المريضة رغبتها. ذنب هؤلاء المرضى أنهم اُبتلوا بأوجاع أثرت على نور أبصارهم وجعلتهم يتخبطون بأيادٍ لا ترحم إلا القلة القليلة، فإلى متى يبقى تدهور الأحوال هي الميزة الطاغية على مستشفياتنا والتي أثرت بالسلب على معنويات المرضى الذين باتوا يلجون المستشفيات بخطى متثاقلة بعد يقينهم بالأوضاع المزرية والصعبة التي ستقابلهم هناك؟!.