رغم المخاطر العديدة التي تحويها إقبال واسع لطلبة البكالوريا على المنبهات انتشرت في الآونة الأخيرة بين الشباب الجزائري وخاصة المراهقين منهم، ظاهرة تعاطي مشروبات الطاقة التي تأتي على شكل علب تشبه المشروبات الغازية المتداولة، ويزداد الإقبال على تناول هذه المواد في هذه الفترة تحديدا التي ترافق نهاية الموسم الدراسي واستعداد التلاميذ خاصة المقبلين على امتحانات مصيرية، إلى تجريب أي شيء يمكنهم من زيادة نشاطهم وحيويتهم من أجل مراجعة جيدة. في هذا الشأن اقتربنا من بعض الطلبة المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا للتعرف على آرائهم حول هذه المشروبات ومدى الإقبال عليها، حيث تبين أن الطالب الجزائري خلال هذه الفترة يستعمل كل الوسائل بغرض إبعاد الأرق والتعب للحصول على جسم نشط طوال فترة المراجعة فبعدما كانت أكواب الشاي والقهوة ملاذ هؤلاء يضاف إليها في الوقت الحالي ما يعرف بمشروبات الطاقة التي لقيت اهتماما كبيرا وإقبالا واسعا من قبل الطلبة ومنهم نجد (وليد) الذي أعطى رأيه في الموضوع من خلال قوله: (إن مشروبات الطاقة تمنح الجسم حيوية غير عادية وهو ما جعلني أقبل على تناولها خاصة خلال هذه الفترة لأننا بحاجة إلى كل ما ينعش أجسادنا وتفكيرنا لتحقيق النجاح لأنه يستحق العناء). في الشأن ذاته تحرص العديد من الأمهات ممن التقينا بهن على منع أطفالهم من الإقبال على مثل هذه المشروبات المدمرة ومنهن السيدة (حورية) من خلال قولها: (يحتاج الجسم خلال هذه الفترة إلى التغذية بطريقة صحية وسليمة من أجل النجاح خاصة مع اقتراب موعد الامتحان، حيث يزداد الضغط النفسي والجسدي على الطفل وأنا شخصيا أعارض أبنائي على تناول مثل هذه السموم التي تحتوي على مكونات غامضة تضر بالجسم). من جهة أخرى توصل جل الأطباء إلى إظهار النتائج السلبية لمشروبات الطاقة بالرغم من منافعها الآنية إلا أن أضرارها تفوق فوائدها باعتبارها تحتوي على نسبة كبيرة من الكافيين، وهي مادة مخدرة تسبب نوعا من الإدمان، حيث تعادل علبة واحدة من تلك المشروبات شرب كمية كبيرة من القهوة، لكنها تعطي نوعا من النشوة وهذا ما يجعل الشباب يشربونها ليسهروا عند الامتحانات، وقد أوصت الهيئات الطبية، بمنع من كان عمره أقل من 18 سنة من شربها ، كما يجهل أغلب مستهلكيها أن تلك المشروبات تسبب القلق بعد فترة من تناولها بسبب احتوائها على نسبة كبيرة من الكافيين، حيث يستهلك الجسم الكافيين الذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وحسب رأي المختصين فإنها حالات مشابهة لتأثير المخدرات ما يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب، إضافة إلى مشاكل بالنوم، وبعض الأعراض النفسية والصداع كما كشفت الدراسات الطبية أن تناولها بشكل مستمر يؤدي إلى حالة من الاكتئاب، خاصة أن آثاره السلبية مشابهة لتأثير المخدرات. كما أضاف الأطباء بأن هذه المشروبات تساهم في ارتفاع ضغط القلب ما يؤدي إلى الإصابة بنزيف بالأنف وزيادة نسبة السكر في الدم، إضافة إلى الشعور بالأرق وحدوث نوبات مرضية أخرى، ومشاكل تسوس الأسنان، وتقليل الاعتماد على النفس كأحد التأثيرات النفسية للمواد المخدرة التي تحتويها كما تشكل خطرا على النساء الحوامل ومرضى السكري، أو تقليل الاعتماد على النفس كأحد التأثيرات النفسية للمواد المخدرة، حيث يتسبب الإدمان عليها في إحداث خلل في الجهاز العصبي، كما أن هذه المشروبات تسبب السمنة لاحتوائها على ماء الكربونات والسكر والجلوكوز سريع الاحتراق، إذ تتمثل خطورتها في الاحتواء علي الملونات ومكسبات الطعم الصناعية الخطيرة، وهي في نفس الوقت مسببة لإدرار البول بشدة ينتج عنها جفاف الجسم خاصة لدى كبار السن، حيث لا يحس الإنسان بالعطش إلا بعد فقده 5 لترات. الأمر الذي يستدعي توعية أكبر وحرصا شديدا من قبل الأولياء اتجاه أبنائهم فالنجاح في شهادة البكالوريا لا يعني خسارة الصحة حتى لا تختفي نكهة الفوز والانتصار.