عرفت الجزائر في الآونة الأخيرة انتشارا واسعا للمشروبات الغازية وخاصة منها مشروبات الطاقة أو ما تعرف بالمنشطات التي تمنح الجسم حيوية طوال فترة استعمالها، حيث لقيت إقبالا واستحبابا من قبل فئة الشباب أكثر، نظرا لمجالاتهم المختلفة وممارستهم للرياضة والنشاط طوال النهار، حيث أصبحت هذه المشروبات تغزو معظم الأماكن والمحلات التي خصصت لبيع مثل هذه الأنواع من المكملات الغذائية والجسمانية وما لها من أضرار خطيرة على صحة الإنسان جراء الإقبال المفرط على تناولها بصفة يومية. ولعل الشريحة الأكثر استعمالا لهذه الأنواع من المشروبات هي فئة الرياضيين نظرا إلى حاجة أجسامهم إلى تغذية فائقة أمام المجهودات الكبيرة التي يبذلونها خلال لقاءاتهم ومسابقاتهم وحتى تمارينهم الرياضية التي تستلزم تغذية جيدة التي تخضع إلى قوانين منتظمة ومتوازنة ومتنوعة في نفس الوقت، غير أن الإقبال على هذه المشروبات تعمم وأصبح يستهدف كل الشباب الذين تتراوح أعمارهم من 17 إلى غاية 35 سنة، فإلى جانب تناولهم للفيتامينات المختلفة تجدهم يقبلون على شراء المشروبات الطاقوية التي أصبحت تغزو مختلف المحلات التجارية، يحدث هذا في الوقت الذي منعت العديد من هذه المنتجات الطاقوية من التسويق في الدول الأوربية، والأمر المثير للاستعجاب أنها لا تزال تسوق في بلدنا الجزائر وبشكل كبير دون خضوعها لأي رقابة. ومن أبرز هذه المشروبات التي تم منعها من التسويق نجد على سبيل المثال مشروب (ريد بول) الذي توقفت فرنسا والعديد من الدول الأوربية الأخرى من تسويقه بعد اكتشافهم للمخاطر الصحية الناجمة عن استعماله كونه المتسبب الأول والأخير في بروز عدة أمراض منها أمراض الكلى ومضاعفات القلب وحتى الجلطات الدماغية. وللعلم فإن هذا المشروب بحد ذاته لقي رواجا كبيرا في الجزائر خاصة خلال الفترة القليلة الماضية التي تزامنت مع فصل الصيف حيث عرف إقبالا من قبل الشباب، وحسب ما أكده الدكتور (م. مراد) الذي حدثنا عن الأضرار الصحية الناجمة التي تحدث عند استعمال مثل هذه المواد الطاقوية على أنها تؤثر في الجسم كما أنها تتسبب في مضايقات صحية خطيرة جراء الاستعمال المفرط في تناولها، وفي هذا الصدد يضيف الدكتور أن الهيئة الأمريكية المتخصصة في هذا المجال قد أوضحت في أحد التصريحات السابقة أن بعض الشركات المنتجة لمشروبات الطاقة تروج لها على أنها بديل قانوني للمخدرات، باعتبار أن مشروب الطاقة من حيث التركيب تشبه المشروب الغازي حيث تحتوي على الكافيين والجلوكوز والسكروز وفيتامينات ب2وب6 وب12 إلى جانب أحماض أمنية أخرى غير أنهم يؤكدون على أن نسبة تركيز الكافيين أعلى بكثير من المشروبات الغازية. وفي هذا السياق يوضح الدكتور قائلا: (نظرا لاحتواء تلك المشروبات على نسبة عالية من الكافيين فبمجرد تناول جرعة كبيرة زائدة على الحد المطلوب تؤدي هذه الأخيرة إلى ظهور أعراض لم تكن موجودة منها زيادة سرعة ضربات القلب واهتزاز في أصابع الأرجل واليد لأن تناول هذه الكمية الكبيرة منها يعادل تناول السموم من أنواع المخدرات، ونظرا لخطورة هذه المشروبات فقد قامت الشركات المصنعة بكتابة تحذيراتها على ظهر العلبة تنبه فيها إلى ضرورة الابتعاد عن تناول هذه المشروبات خاصة لهؤلاء الذين لم يبلغوا سن الثامنة عشر، وللإشارة فإن نسبة الكافيين الموجودة في مشروبات الطاقة قدرت بحوالي 38 مغم لكل 100 ملي، بينما نسبة الكافيين الموجودة في المشروبات الغازية فقد قدرت ب 19 مغم لكل 100 مل، وترتفع إلى نسبة أعلى عند تناولها مع الشكولاطة أو القهوة أو الشاي والكاكاو التي تحتوي هذه الأخيرة على نسبة من الكافيين حيث تصبح في هذه الحالة تشكل خطورة أكبر على صحة الإنسان، حيث يجد نفسه في دوامة الإدمان هذا إلى جانب إصابته بأمراض تفتك بحياته).