بعد فتح الحوار مع الوزارة أخيرا.. عمال المستشفيات يجمّدون إضرابهم أخيرا، قرّرت تنسيقية عمال الصحّة التي تشمل الأطبّاء الممارسين والأطبّاء الممارسين الاختصاصيين والمختصّين النّفسانيين أمس الاثنين بالجزائر تجميد إضرابها الدوري بعد فتح الحوار مع وزارة الصحّة والسكان وإصلاح المستشفيات، وهو ما من شأنه أن يضع حدّا لمعاناة طويلة تكبّدها المرضى وأهاليهم على مدار أسابيع. أفاد رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحّة العمومية السيّد إلياس مرابط بأن (النقابة تنتظر تحديد تاريخ للاجتماع مع الوزارة لدراسة مختلف نقاط أرضية المطالب واقتراح حلول ملموسة). وطالب رئيس النقابة الوطنية للمختصّين النّفسانيين خالد كداد برفع (العقوبات) التي فرضت على بعض مهنيي الصحّة والمتمثّلة في (الاقتطاع من الأجور والإعذارات والتعليق بسبب انضمامهم إلى الإضراب). من جهته، أوضح رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحّة العمومية السيّد محمد يوسفي أن مختلف المطالب المهنية للصحّة (تهدف إلى تعزيز منظومة الصحّة العمومية وتحسين التكفل بالمرضى). وتتمثّل المطالب الأساسية للتنسيقية في تعديل قوانينها الأساسية ومراجعة نظام التعويضات وتحسين الظروف الاجتماعية والمهنية وفتح مسابقة للانتقال إلى درجة طبيب رئيسي بالنسبة للممارسين. وكان مهنيو قطاع الصحّة قد شرعوا في حركة احتجاجية دورية لمدّة ثلاثة أيّام قابلة للتجديد كلّ أسبوع منذ 2 ماي الماضي للمطالبة بالتكفّل بمطالبهم من طرف الوزارة الوصية. وتضمّ التنسيقية كلاّ من النقابة الوطنية للأطبّاء الممارسين المختصّين للصحّة العمومية والنقابة الوطنية للأطبّاء الممارسين للصحّة العمومية والنقابة الوطنية للأطبّاء النّفسانيين. وكان ممثّلو التنسيقية قد استقبلوا يوم الأربعاء الفارط من طرف الأمين العام لوزارة الصحّة السيّد علي رزقي الذي أعلن عن فتح حوار بين النقابيين شريطة تجميدهم للإضراب. للإشارة، فقد اختارت نقابات قطاع الصحّة في الأيّام الماضية التصعيد وأصرّت على شنّ الإضراب تلو الآخر، ممّا شكّل خطرا كبيرا على حياة المرضى الذين يعتبرون الخاسر الأكبر في ظلّ الوضع المتأزّم الذي شهدته المستشفيات، لتكون العيادات الخاصّة وجهة (الميسورين) و(القبر) وجهة الفقراء و(المساكين)، خصوصا بعد أن تحوّلت مستشفياتنا نتيجة وضعها البائس الذي زادته الإضرابات بؤسا إلى (مقابر جماعية). وعرفت العيادات الخاصّة في الأيّام الأخيرة إقبالا غير مسبوق من طرف عدد كبير من المرضى الذين لم يجدوا عنها بديلا في ظلّ حالة الشلل المتواصلة التي تعيشها المستشفيات التي باتت (مكانا لدفن الفقراء) الذين لا يملكون القدرة المالية التي تسمح لهم بالتداوي لدى الخواص. وحمّل متتبّعون مسؤولية هذا الانسداد القاتل لكلّ من وزارة الصحّة التي لم تحسن التعامل مع الوضع وبعض النقابات التي تقدّم مصالح المنتسبين إليها على مصلحة المريض. وانتقدت جمعيات ذوي الأمراض المزمنة الوضع المتعفّن التي عرفته مختلف المستشفيات والمراكز الصحّية العمومية، والذي دفع فاتورته المرضى، وهو الأمر الذي دفع بممثّلي الجمعيات إلى توجيه صرخة للمضربين لإعادة النّظر في قرارهم غير العقلاني تحمل عبارات (طالبوا بحقوقكم ولا تجعلوا المريض رهينة خلافاتكم مع الوصاية). وطلبت جمعية مرضى القلب لولاية الجزائر على لسان ممثّلها سعيدي ياسين خلال ندوة صحفية نشّطها رفقة رئيس جمعية مرضى السكري بالعاصمة من مهنيي الصحّة إيقاف الإضراب لما له من تبعات خطيرة على صحّة ذوي الأمراض المزمنة دون استثناء، مؤكّدا أن إضراب الأطبّاء أوقف إجراء عمليات القلب المفتوح بمستشفى بواسماعيل بولاية تيبازة ل 1200 مريض يتمّ برمجتهم شهريا، والذين هم في حاجة ماسّة إليها، وهو ما قد يودي بحياتهم، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن مهنيي الصحّة يحاولون الضغط على الوزارة بإمساكها من اليد التي تؤلمها وهي حياة المرضى حتى يتمّ وضعها في صورة محرجة لدى الرّأي العام في حال عدم تحرّكها لتلبية مطالبهم، وهو تصرّف غير منطقي ولم نسمع في أيّ دولة من دول العالم بإضراب الأطبّاء لأن ضميرهم هو الذي يحكّم مهنتهم وليس الأمور المادية.