تحولت رسامة أمريكية، كانت قد أطلقت حملة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لنشر رسوم مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم؛ إلى "شبح" بناء على نصائح وتعليمات من جهات أمنية عليا في الولاياتالمتحدة، خصوصاً بعد دعوة أطلقها داعية متشدد من أصل يمني لقتلها انتقاماً منها لدعوتها للإساءة للرسول. وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن رسامة "الكاريكاتور" مولي نوريس، التي أطلقت مبادرة تدعو لتحويل يوم 20 ماي الماضي ليصبح يوماً لرسم رسوم مسيئة للرسول، تحت عنوان "الجميع يرسم محمداً"؛ غيّرت اسمها وانتقلت من مدينة سياتل حيث كانت تقيم وتعمل فراراً من دعوة رجل الدين اليمني الأصل والأمريكي الجنسية أنور العولقي إلى قتلها. تحولت إلى شبح وعلقت صحيفة "سياتل ويكلي" التي كانت تعمل بها نوريس، على غيابها ببيان هزلي جاء فيه: "لا توجد أي مولي بعد الآن، حيث إنها محت هويتها تماماً، وأصبحت جزءاً من مخطط برنامج حماية الشهود". وأضاف البيان "ربما لاحظتم أننا لم ننشر رسوم نوريس هذا الأسبوع، والسبب في ذلك هو أنها لم تعد موجودة، لكن لحسن الحظ فإن نوريس حية وبصحة جيدة، وبناءً على طلب مكتب التحقيقات الفدرالي، تحولت إلى شبح، وغيّرت مكان إقامتها وهويتها بالكامل". وكانت الصحيفة قد باشرت بنشر رسوم كارتونية لنوريس قبل نحو شهرين، وظهر آخر رسم كارتوني لها على صفحات الصحيفة بتاريخ الثامن من سبتمبر الجاري. وذكرت الصحيفة أنه بناءً على إلحاح من خبراء أمنيين على مستوى رفيع في مكتب التحقيقات الاتحادي، فإن مورس تحولت بناءً على نصيحتهم إلى "شبح" تتنقل وتغيِّر اسمَها باستمرار ومزقت بطاقة هويتها. وتوقفت نوريس عن الرد على بريدها الإلكتروني، كما توقف موقعها الإلكتروني الشخصي على الإنترنت. مظاهرات ومقاطعة وكان رسمٌ كاريكاتوري رسمته مولي في أفريل الماضي بعنوان "الجميع يرسم محمداً"، قد أوحى باستحداث صفحة على "فيسبوك" تحمل نفس الاسم، وانتشرت بشكل كبير، ما أدى لقيام مظاهرات في عدة مدن حول العالم، فيما حجبت بعض الدول، مثل باكستان، الموقع. إلا أن نوريس أنكرت انتماءَها للمجموعة المزعومة، واعتذرت للمسلمين، وطالبت بإلغاء الدعوة لرسم صور مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم. وقالت مازحة "إنه يتعين أن يُعاد تسمية ذلك اليوم باسم يوم (الجميع يرسم آل جور)"، في إشارة إلى نائب الرئيس الأمريكي الأسبق. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن مارك فيفر مدير تحرير "سياتل ويكلي"، رفض إجراء مقابلة طلبتها "نيويورك تايمز" للحديث عن الوضع الحالي لموريس، وعزا ذلك إلى "حساسية الموقف". وشبّه فيفر حالة نوريس بالسرطان، قائلاً: "إنه يمكن أن يكون لا شيء، ويمكن أن يكون عاجلاً وخطيراً، ويمكن أن يذهب ولا يعود مطلقاً، ويمكن أن يعود مرة أخرى". وعلى الرغم من اعتذار نوريس عن دعوتها، فإن العولقي طالب برأسها، وقال إنها يجب أن تكون هدفاً رئيسياً للاغتيال. ووصف العولقي نوريس وأشخاصاً آخرين لم يسمِّهم في الغرب بأنهم أعداء للإسلام ويعبرون عن كراهيتهم لرسالته من خلال الرسوم الساخرة. وكان رسام الكارتون الدنمركي كورت فيسترغارد قد فجَّر موجة من الغضب والمظاهرات في العالم الإسلامي بنشره رسوماً مسيئة للرسول عام 2005. ورغم موجة الاستياء تلك، شاركت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مطلع الشهر الجاري في حفل تكريم فيسترغارد بمنحه جائزة إعلامية في حرية التعبير, وهو الأمر الذي قوبل بالاستهجان من قبل الجالية المسلمة في ألمانيا, كما اعتبرت صحف ألمانية أن مشاركة ميركل في التكريم تنطوي على مخاطرة.