بقلم: روبرت كاغان دائما ما كانت الولاياتالمتحدة قوة كبيرة في تعزيز الديمقراطية في جميع أنحاء العالم. لكن لا ينبغي لأحد أن يفاجأ بأن الرئيس باراك أوباما دعم تحرك الجيش المصري الذي وقع الأسبوع الماضي. لم يكن الدعم الأمريكي للديمقراطية متسقا على الإطلاق، فقد دعمت الولاياتالمتحدة العديد من الحكام المستبدين من أصدقائها خلال القرن الماضي، كما أن الولاياتالمتحدة أنها أطاحت حكومات كانت منتخبة ديمقراطيا أو في أحسن الأحوال، أيدت الانقلابات ضدهم كما فعل الرئيس الأمريكي الراحل دوايت ديفيد أيزنهاور (1890 1969) مع رئيس وزراء إيران الأسبق محمد مصدق (1967-1882) الذي حاول إطاحة الشاه إلا أن الولاياتالمتحدة إبان رئيسها أيزنهاور تدخلت لتفشل انقلاب مصدق على الشاه في ما يعرف بعملية أجاكس بمساعدة بريطانية. كما تدخلت الولاياتالمتحدة في غواتيمالا إبان حكم الرئيس جاكوبو أربينز، ونجحت في قلب نظام حكمه عام 1954. كما أطاحت الولاياتالمتحدة في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون الرئيس التشيلي سلفادور الليندي عام 1973. لكن الرئيس أوباما، ربما لا يرى نفسه مؤيدا لهذا التقليد الأمريكي خاصة عندما دخل البيت الأبيض (على الرغم من رغبة مستشاريه في مقارنته بأيزنهاور). ففي بداية رئاسته، كان أوباما قد اعتذر للشعب الإيراني عن تدخل الولاياتالمتحدة وإطاحتها مصدق. الإحراج الأمريكي حول إذعان الماضي الأمريكي إلى الدكتاتوريات والانقلابات العسكرية واسع النطاق، فخلال العقود الأخيرة، حاول زعماء من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي دفع السياسة الأمريكية في اتجاه مختلف. وفي ظل قيادة الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان في ثمانينات القرن الماضي، قدمت الولاياتالمتحدة الدعم للحركات الديمقراطية التي أطاحت الأنظمة الديكتاتورية التي تصفها الإدارة الأمريكية بأنها صديقة في الفلبين وكوريا وهايتي وأماكن أخرى (ولكن ليس في الشرق الأوسط). وعملت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون على إقامة ديمقراطيات جديدة في وسط أوروبا وشرقها وفق المعايير الديمقراطية. وحاولت إدارة السابق جورج دبليو بوش، وإن كان بشكل غير متساو، إعادة تشكيل العلاقات الأمريكية مع الأنظمة الديكتاتورية في العالم العربي. وكان أحد أكبر الدروس المستفادة من هجمات 11 سبتمبر 2001، أن الديكتاتوريات ساعدت في نمو الإرهاب وأن أفضل علاج من شأنه أن يكون الانفتاح السياسي العربي. واختار الرئيس أوباما هذا الانفتاح عندما تولي رئاسة الولاياتالمتحدة.