إن الحمل هو حالة فيزيولوجية وليست حالة مرضية، فالسيدة الحامل قادرة على الاستمرار في ممارسة حياتها وعملها بشكل طبيعي بما فيها الصيام والحمل ليس مرضا، وإن لم توجد مشكلة صحية كبيرة عند الأم أو مشكلة ما في الحمل - لا قدر الله - تستدعي أخذ العلاجات باستمرار وتجعل من الصوم يشكل خطرا على صحة الأم أو الجنين، فطبيا تستطيع الحامل أن تصوم، كما لو كانت غير حامل؛ لذلك فإن كان حملك طبيعيا ولا أمراض صحية عندك فلا خوف من الصوم لا عليك ولا على الجنين. والجنين - يا عزيزتي - لا تتوقف تغذيته إن كنت صائمة، بل يستمر في تناول ما يحتاجه من غذاء وفيتامينات من جسمك وعن طريق الدم والمشيمة باستمرار وعلى مدار 24 ساعة، فنحن نعتبره علميا كالطفيلي الذي يعيش على حساب الآخرين، وأعرف بأن الصيام في هذه الأيام صعب واليوم طويل بعض الشيء، ولكن بإمكان الحامل أن تتناول وجبة السحور قبل موعد الإمساك مباشرة وتجعلها غنية بالمواد البروتينية مثل اللبن والجبن والحليب والبيض، فهذه مواد مغذية جدا للحمل، وكذلك تقلل من الشعور بالجوع خلال النهار؛ لأنها تحافظ على مستوى السكر منتظم بالدم كما بإمكانها أن تأخذ وجبة إضافية قبل النوم عند الساعة 12 بالليل، أيضا تكون غنية بالمواد البروتينية المفيدة، بالإضافة إلى وجبة الإفطار التي يجب أن تنوع الطعام فيها ليحتوي على اللحم والنشويات والخضار بالإضافة إلى الفاكهة. وبالطريقة هذه فإن الحامل ستحصل على الوجبات الثلاث متكاملة ولن يضر الجنين كون هنالك فترة طويلة بين السحور والإفطار؛ لأن الكبد يخزن الغليكوجين ويخرجه في الدم على شكل سكريات وهي التي يتغذى منها الجنين، ونجد في العيادات وخلال شهر رمضان بأن الكثير من الحوامل يزداد وزنهن أكثر من باقي الأوقات، ولكن عليهن بشرب الكثير من السوائل طوال فترة الإفطار إلى فترة السحور. ومن الطبيعي أن يحدث لأي إنسان صائم رجل كان أم سيدة حامل كانت أم لا أن يحدث شعور بالهبوط والإرهاق وبعض الصداع، وكله بسبب بعض الجوع والعطش وهذا طبيعي، بل هو الهدف من الصيام أصلا، ولا يعني بأنها إشارات للسيدة على أنها لا تستطيع الصيام أبدا. فتوكلي على الله - يا سيدتي الحامل - وشدي همتك ولا تخافي على الحمل فهو بحفظ الله - عز وجل - ولا تنسي بأن الأجر سيكون على قدر المشقة. متعك الله بالصحة والعافية أنت وجنينك وإن شاء الله يتم الحمل والولادة على خير.