تناشد عائلة مجاوري محمد المتكونة من ستة أفراد القاطنة بحي معمر بلعيد ببلدية حجوط بينهم ثلاثة مكفوفين وزارة التضامن والمحسنين مساعدتهم خصوصا بعد التهميش الذي طالهم من طرف السلطات المحلية، وما زاد من معاناة تلك الأسرة هو إقامتها داخل غرفة مشيدة من الطين لا تسع حتى شخصين، وبالإضافة إلى ضيق المكان رب العائلة مكفوف كما تعاني الأم وكل العائلة من تعقيدات صحية جعلت أوضاعهم الاجتماعية القاهرة والمأساوية تزداد سوءا يوما بعد يوم نظرا لطبيعة المكان الذي يقطنون به. وللاستفسار عن وضع تلك العائلة تنقلنا إلى عين المكان وبمجرد دخولنا إلى حي معمر بلعيد بحجوط لاحظنا المكان الضيق الذي لا يسع السير فيه إلا لشخص واحد، وما أدهشنا أكثر هو بعد وصولنا إلى بيت السيد محمد مجاوري الذي يتكون من غرفة لا تفوق مساحتها عشرة أمتار مربعة ولا تليق لعيش مكفوفين ومصابين بالربو والحساسية في غرفة هي عبارة عن بيت مشيد من الطين الواقع على جنبات الوادي، حيث بدأت تنبعث منه الروائح الكريهة زيادة على هشاشة جدران الغرفة وشبه مطبخ. وحسب زوجة السيد محمد فإنه في حالة التقلبات الجوية عاشوا الجحيم لعدم توفر أدنى شروط الحياة الكريمة، وأضافت أنه لولا ستر الله لماتوا من شدة البرد والجوع شتاء، وأردفت قائلة لولا بعض المحسنين في تلك الفترة لكانوا ضمن عداد الموتى. فعلا إنه واقع مر وعصيب تعيشه هذه العائلة التي لا حول ولا قوة لها، الأمراض من جهة والعوز والحاجة من جهة أخرى، وحسب والدة محرز فإن ابنها الأكبر بإمكانه الإبصار يوما ما في حالة إجراء عملية جراحية حسب تأكيد الأطباء لها، إلا أن الوضع المأساوي والمشكل المادي حال دون ذلك الأمر الذي حز في نفسيتها. وفي هذا الصدد تناشد ذوي القلوب الرحيمة والمحسنين المساعدة حتى يسترجع ابنها بصره وابتسامته كباقي رفاقه، وبدورنا وأثناء تواجدنا ببيت تلك العائلة يتبادر لك أن هذا البيت سيسقط على رأسك في أية لحظة، ووراء باب الغرفة توجد طبقات خشبية تحوي الملابس وغيرها من الحاجيات، أما الأفرشة واللوازم فمركونة فوق طاولة، والأثاث أو ضروريات الحياة فهي منعدمة. وهنا وقفنا على حجم المعاناة التي يتخبط فيها أفراد هذه العائلة وحالتهم بمثابة موت بطيء، إنه بالفعل وضع مزرٍ وشاذ، وما زاد الطين بلة هو أن الوالد مكفوف وعاطل عن العمل ورغم طرقه كل الأبواب إلا أنها موصدة في وجهه بسبب عجزه، وبالكاد يجلب لقمة من منحة الإعاقة الحسية والتي لا تكاد تغطي بكل المتطلبات اليومية. وقد كشفت لنا الوالدة أن طفليها مكفوفان ومصابان بالربو والحساسية، خاصة عند تقلبات الجو وتساقط الأمطار، فأكثرهم تأثروا بالجو المضطرب، الابن الأصغر البالغ من العمر 13 سنة يصعب عليه التنفس لدرجة نقله إلى المستشفى كلما كانت الأحوال الجوية مضطربة، أما الفتاة جميلة ذات 15 سنة فهي تعاني من الحساسية المفرطة. وتضيف الأم: ما يحز في نفسي أنني ألاحظ تألم زوجي وأطفالي في صمت لكني أقف مكتوفة اليدين، لا حيلة لي سوى الصبر، رغم أن الأم أيضا مريضة بالحساسية والسكري، وهذا كله من شدة ارتفاع الرطوبة وانعدام وسائل العلاج. ويروي الأب والأم تفاقم مشاكلهم بين أزمة السكن والأمراض التي تحاصرهم والتي يعاني منها فلذات أكبادهم في هذا المكان الذي لا يصلح حتى للحيوانات، حسبهم، وهذا منذ حوالي 55 سنة، ويقول السيد مجاوري إنه اتصل بالسلطات المحلية ليشكو وضعيته التي لا تصلح لأبرياء مكفوفين ومصابين كلهم بأمراض مزمنة ومعاينة المكان لحفظ كرامتهم مثل باقي المواطنين الجزائريين والحصول على مسكن لائق، غير أن الوعود كلها زائفة ولا أساس لها من الصحة وكل الأبواب أوصدت في وجه هذا المواطن رغم أن المسؤولين عاينوا وضعيته المزرية، وسبق يقول الوالد أن تلقى وعودا لم تتحقق إلى يومنا هذا رغم معاينة وضعيته الحرجة والكارثية، سواء بالنسبة لوضعية أبنائه الصحية أو لمقر السكن. وفي هذا السياق يرفع السيد محمد مجاوري نداءه إلى السلطات المحلية وإلى ذوي القلوب الرحيمة ووزارة التضامن مساعدته في هذا الشهر الكريم.