تعاني الإذاعة الجهوية بالمدية المدشنة قبل أزيد من ثلاث سنوات (عام 2010)، نقصا ملفتا للنظر في نوعية أجهزة البث والإرسال الرديئة الجودة، بالرغم من اعتمادها على ست نقاط بث بإقليم ولاية المدية المترامية الأطراف على غرار العمارية، تابلاط، عين بوسيف، قصر البخاري وعاصمة الولاية المدية المحتوية على موجة البث الرئيسية على نقطة (92.3 أفام). وجاء إطلاق إذاعة التيطري بالمدية بهدف تجسيد الإعلام الجواري الذي يعتبر من بين أهم وأكثر وسائل الإتصال استماعا، وبالتالي أفعلها تأثيرا في الرأي العام المحلي في المجالات الإجتماعية والإقتصادية وحتى السياسية، إضافة إلى الأدوار التثقيفية والترفيهية التي أصبحت تلعبها مثل هذه المحطات الجهوية عبر ولايات الوطن وكذا متابعة فعاليات مختلف التظاهرات المناسبتية على وجه الخصوص بولاية المدية. ولمعرفة الأسباب الحائلة دون وصول برامج هذه الإذاعة المحلية إلى المستمع بأغلب بلديات الولاية ال64 بلدية، اتصلت (أخبار اليوم) ببعض العارفين بخبايا المجال الإعلامي، وتبين وأن نسبة معتبرة من ربات البيوت أصبحت محرومات من برامج الراديو المرسلة عبر موجات إذاعة المدية الجهوية، التي تعرف نقصا إعلاميا معيشا على أرض الواقع، يتمثل في إنغلاقها على نفسها لإقتصار رقعة بثها والإستماع إلى برامجها لا تتعدى أحيانا العشرة الكيلومترات، وحسب السيدة (ف.م) ربة بيت فإنها أصبحت محرومة من برامج الراديو المحلي خاصة خلال الشهر الفضيل، وهذا منذ توقيف إذاعة متيجة التي (كانت تبث عبر 3 كيلو واط) التي كن نستقبل موجات بثها ب10 / 10 فأصبحن نعيش عزلة عن العالم الخارجي المتمثل في ولاية المدية. موجات البث لا تتعدى 6 كليومترات وحسب مصادرنا، فإن أجهزة البث والإرسال التي جهزت بها إذاعة المدية، ليست أجهزة قديمة سبق وأن استعملت في محطات أخرى كما يشاع، إنما تكمن -أضافت مصادرنا- في المتوفر الرديئ لدى السوق الجزائرية سنة 2010، التي كانت تفتقر إلى أجهزة بث تفوق طاقتها 2 كيلو واط وأن إذاعة المدية لا زالت بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على تدشينها بإصرار من المسؤول التنفيذي حينذاك بمبرر تعطش المواطن اللمداني إلى إعلام مسموع محلي- تعمد على أجهزة بث وإرسال ب250 واط أي مايعادل 1 / 4 كيلوواط ما تسبب في حرمان مواطني عدة بلديات من الإستفادة من برامج محطة هذه الولاية، المتميزة بالتضاريس المكسرة (أي مناطق الظل) على غرار بلدية ذراع السمار ب 5 كلم عن المدية -حناشة ب30كلم -وامري ب30 كلم وحربيل ب18 كلم بغرب الولاية، وكذا المناطق الجنوبية الغربية كأولاد هلال ب91كلم -عزيز ب97 كلم والشهبونية ب117 كلم عن الولاية، وهذا رغم تركيب جهاز بث قبل نحو شهرين بالجهة، وأن نفس المناطق الجنوبية كالربعية- سيدي زهار- شنيقل- أولاد أمعرف بأقصى جنوب الولاية ب102كلم وعين قصير بأقصى الجنوب الشرقي ب130كلم. أما بالمناطق الشرقية فإن سكانها لا يستطيعون إلتقاط موجات الإذاعة الجهوية بالمدية، كبني سليمان 74 كلم ومغراوة بأقصى الشرق ب107كلم على سبيل المثال لا الحصر، ما يجعل سكان المناطق الحدودية يستمعون إلى الإذاعات الجهوية بالبويرة والجلفة والمسيلة ويحرمون من برامج إذاعتهم المتعلقة بالتنمية كأقدم حصة (عين على البلديات) والتي تعتمد على الإتصالات الهاتفية وعلى المباشر، لطرح انشغالات مواطني بالبلدية المعنية حول جملة من القضايا المعاشة إضافة إلى برامج الأسرة المتعددة منها حصة (صباح التيطري) بالإضافة إلى حصص تخص شباب الولاية. تشويش.. من الأمور التقنية الملاحظة عند الإنتقال من محطة إذاعية إلى أخرى، تداخل الموجات فيما بينها، ما يؤثر على جودة الإستماع إلى برامج المحطة الضعيفة لدرجة حدوث تشويش على المستمع، وهو الذي يعانيه المتتبع لإذاعة المدية بالمناطق التي تصلها البرامج المرسلة عبر أمواج الأثير، خاصة من إذاعة إسبانية وبلغتها المرسلة عبر أجهزة بقوة 16 كيلو واط حسب علمنا، وأن الظاهرة تمثل استعمارا تقنيا حسب أحد العارفين بمجالات الإعلام، في ظل الإعتماد على أجهزة بث ضعيفة جدا ولو مؤقتا، في انتظار تركيب أجهزة بث قوية وفي أقرب الآجال لتحرير مستمعي برامج المدية من تشويش الإذاعة الإسبانية.