دعت منظّمة (هيومن رايتس ووتش) المعنية بحقوق الإنسان القيادتين العسكرية والمدنية في مصر إلى التدخّل فورا لوضع حدّ لاستخدام الذخيرة الحيّة ضد المدنيين إلاّ في الحالات القصوى التي تتطلّب حماية الحياة. قالت المنظّمة إنها حاورت عددا من شهود العيان الذين كانوا في موقع الاشتباكات وقت اندلاعها والأطقم الطبّية بالمستشفى الميداني وراجعت بشكل مكثّف كلّ الفيديوهات التي تمّ اِلتقاطها للوقوف على حقيقة ما حدث. وحسب المنظّمة، فإن الاشتباكات اندلعت بين مؤيّدي الرئيس مرسي من جانب وقوّات الشرطة المصحوبة بأشخاص يرتدون ثيابا مدنية في حوالي الساعة ال 11 ليل الجمعة الماضي مع اقتراب المتظاهرين المؤيّدين ل (مرسي) من مطلع كوبري 6 أكتوبر المؤدّي إلى طريق النّصر. وقال أحد الأطبّاء الذي كان في موقع الاشتباكات للمنظّمة إن قوّات الشرطة بدأت إطلاق الغاز المسيل للدموع عندما أصبح المتظاهرون على بعد 200 متر تقريبا، تبعتها اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة والرّجال الذين يرتدون الملابس المدنية استمرّت نحو ساعتين قام فيها المتظاهرون بحرق عدد من السيّارات وإلقاء الحجارة، فيما أطلقت الشرطة الخرطوش والغاز المسيل للدموع. وفقا للطبيب فإنه بعد قرابة الساعتين بدأ إطلاق الرّصاص الحيّ على المتظاهرين من موقع على ما يبدو مرتفع، قد يكون على الأرجح من المباني المجاورة، وتحقّقت المنظّمة من صحّة رواية الطبيب بمقارنتها مع روايتي شاهدي عيان آخرين أعطوا نفس التفاصيل. ونقلت المنظّمة عن أحد الأطبّاء بالمستشفى الميداني في ميدان رابعة العدوية يدعى فؤاد قوله إن (نمط الإصابات الذي رأيناه هنا كان يختلف عن ذلك عند الحرس الجمهوري، ففي واقعة الحرس الجمهوري كان إطلاق الرّصاص تقريبا عشوائيا وبدا أن 10 بالمائة من القتلى تمّ استهدافهم من قِبل قنّاصة، أمّا هذه المرّة فنحو 80 بالمائة من القتلى تمّ استهدافهم من قِبل قنّاصة من الأعلى). وأكّد شهود العيان الذين كانوا على جانب المتظاهرين أن مؤيّدي مرسي استخدموا الحجارة في الردّ على قوّات الأمن وقاموا بإلقاء عبوات الغاز المسيل للدموع مرّة أخرى باتجاه الشرطة التي ردّت بإطلاق الرّصاص الحيّ مصحوبا باستخدام كثيف للغاز المسيل للدموع. وقالت المنظّمة إن أربعة شهود عيان وصفوا أصوات طلقات نارية متتالية وسقوط عدد من المتظاهرين على الأرض. وأكّد شهود العيان للمنظّمة أن الظلام كان يسود المكان وكان الغاز المسيل للدموع يعيق الرؤية، لكنهم أجمعوا على أنهم تعرّضوا لإطلاق النيران من موقع مرتفع وأيضا من جانب قوّات الشرطة التي كانت في مواجهتهم. وأشار أحد الأطبّاء الذين رافقوا المتظاهرين ويدعى إبراهيم إلى أنه بحلول الواحدة ونصف بعد منتصف اللّيل كان أمامه 5 أشخاص مصابين بطلق ناري وحيد في الرّأس. وأشارت المنظّمة إلى أنه في حوالي الساعة 1:45 بعد منتصف اللّيل استقبل المستشفى الميداني برابعة العدوية أوّل جثّة، وقال الأطبّاء بالمستشفى إنه بدءًا من حوالي الساعة 2 بعد منتصف اللّيل وحتى السابعة أو الثامنة صباحا بدأت الجثث تتوافد بشكل منتظم على المستشفى.