استمراراً لمسلسل انتهاكات قوات الناتو في أفغانستان، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن تفاصيل جديدة فيما يتعلق بواقعة قيام مجموعة من الجنود الأمريكيين بالتخطيط لقتل مدنيين أفغان بشكل عشوائي وتشويه أطرافهم وحمل أجزاء منها كتذكارات وهو ما كشفت عنه صحيفة "الغارديان" البريطانية قبل أسبوع. ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" فإنه بحسب لوائح الاتهام الموجهة للجنود الأمريكيين من فرقة المدرعات الثانية التابعة للواء ستاريكر، فقد قام هؤلاء الجنود ولأسابيع بالتخطيط لمقتل مدنيين أفغان بهدف التسلية. ونقلت عن لوائح الاتهام القول في هذا الصدد إن الهجوم والقتل غير المبرر الذي حدث في 15 يناير الماضي كان بداية لقتل وهجمات استمرت لشهور ضد مدنيين أفغان وهي أعمال أدت لتوجيه اتهامات لجنود أمريكيين تعتبر الأفظع منذ عام 2001، حيث اتهم أعضاء الفرقة الأمريكية بالقيام بتشويه وقطع أجزاء من أجساد المدنيين القتلى واخذ صور إلى جانب الجثث وتخزين جماجم وعظام القتلى. وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيق في الانتهاكات طرح أسئلة حول تجاهل قادة الجيش تحذيرات من تصرفات بعض الجنود الخارجة عن السيطرة ، ونقل عن والد أحد الجنود المتهمين قوله إنه حاول أكثر من مرة إنذار الجيش حول تصرفات علمها من ابنه دون جدوى. كما تظهر لوائح الاتهام أن خمسة جنود خططوا ونفذوا ثلاثة اغتيالات في داخل مدينة قندهار وحولها في الفترة ما بين يناير إلى ماي من العام الحالي. وكان "فريق الاغتيال" قد بدأ يتشكل مع وصول الجندي كالفين غيبس إلى افغانستان نهاية 2009، ويوصف غيبس حسب شهادات عدد من المتهمين بأنه زعيم العصابة حيث أبلغ زملاءه الجدد أنه قام بأفعال في العراق ومرت دون أن ينتبه إليها أحد خاصة عندما أرسلت فرقته إلى هناك عام 2004. وحسب لائحة الاتهام، فإن أول ضحايا تلك المجموعة كان مدني أفغاني اقترب منهم وهو يسير وحيدا بينما كانوا يؤمنون الحراسة لاجتماع بين ضباط أمريكيين وزعماء قبليين. ودبر أحد الجنود خدعة قاذفاً قنبلة يدوية على الأرض لإعطاء الانطباع بأنه ورفاقه يتعرضون لهجوم فقام زملاؤه بإطلاق النار على الرجل الأفغاني وأردوه قتيلا. وحسب عريضة الاتهام أيضاً، فإن ذلك الهجوم المميت غير المبرر الذي شهدته قرية محمد كالاي في قندهار يوم 15 يناير الماضي مثل بداية لموجة من الهجمات ضد المدنيين الأفغان استمرت لأشهر وأدت إلى حوادث مروّعة تعدُّ من أسوأ ما اتهم الجنود الأمريكيون بالقيام به منذ غزو أفغانستان عام 2001. وتظهر شهادات الجنود المتهمين أيضاً سلسلة من الاعترافات المتناقضة فمورلوك يقول إن غيبس أعطاه القنبلة اليدوية وان هولمز كان يعرف بالخدعة لكن محامي هولمز يقول انه لم يكن يُعرف بالخطة ويقول محاميه إن موكله استخدم كغطاء وان هولمز كان في الوقت الخطأ والمكان الخطأ. ووفقا للائحة الاتهام أيضا، فإن كريستوفر وينفيلد وهو مارينز سابق تحدث مع ابنه عبر الانترنت وكتب اليه الابن واسمه ادم ان هناك أشخاصا يفلتون بسهولة من جرائم يقومون بها. وعندما شدد الاب على الابن كي يتحدث أجاب أن أعضاء عصابة القتل هددوه لانه رفض المضي معهم وانهم يتفاخرون بمحاولتهم البحث عن ضحية جديدة. وعلق الاب أن ابنه كان خائفا على حياته وانه كأب صعق عندما علم بالامر وحاول الاتصال بالجيش واعلامه بالامر اكثر من مرة ولكنه عندما حصل على اتصال مع مسئول قيل له ان الوحدة المركزية في لويس لا يمكنها عمل اي شيء الا في حالة قيام الابن بتقديم تقرير للجيش في أفغانستان، مما اثار دهشة المارينز السابق. وبعد محاولة وينفيلد تحذير الجيش الامريكي عن نشاطات العصابة قام افرادها بعد ثماني ايام بارتكاب جريمة جديدة حيث قتل مدني افغاني في 22 فبراير وهو مرعش اغا قرب قاعدة رامورد في قندهار ولم يقدم الجيش تفاصيل عن الجريمة لكنه وجه اتهامات لكل من جيبس ومورلوك واخر اسمه ميكائيل واغنون والاخير متهم باخذ جمجمة من جثة مدني افغاني. وفي جريمة ثالثة تمت في مارس الماضي، قام جيبس وواغنون وجنود اخرون هم: روبرت ستفنز ودارين جونز واشتون مور بفتح النار على ثلاثة مدنيين أفغان. ولم يتم اكتشاف العصابة إلا بالصدفة عندما كانت الشرطة العسكرية تقوم بالتحقيق في قضية إدمان على الحشيش واستخدام مكان لجندي أخبر الشرطة عنه، وعندها قامت العصابة بالانتقام من الجندي "المخبر" الذي تعرض للركل والضرب والسحل على الارض، فيما قام غيبس بالتلويح باصابع وعظام قام بنزعها من جثث القتلى. ووجه المحققون العسكريون الامريكيون اتهامات في هذا الإطار لخمسة جنود أمريكيين في ولاية قندهار بشأن مقتل ثلاثة مدنيين أفغان ما بين يناير وماي الماضيين. ووجهت لبعض أعضاء هذا الفصيل أيضا تهم تقطيع أطراف بعض الجثث وتصويرها والاحتفاظ ببعض أجزائها كجمجمة لأحد القتلى وبعض العظام الأخرى من بينها بعض الأصابع. ولم يكشف المحققون الامريكيون عن دوافع الجرائم ولا الأسباب التي أدت لحدوثها بدون ان تلفت انتباه القادة العسكريين، ولكن مقابلات اجرتها صحيفة "واشنطن بوست" مع محققين او مسئولين لهم علاقة بالتحقيقات او مطلعين على مسارها قالوا ان عمليات القتل كانت "هواية" و"رياضة" من جنود كانوا مدمنين على المخدرات والخمور. ومن جانبها، ذكرت صحيفة "القدس العربي" أنه من المتوقع أن ينظم الجيش الامريكي جلسة خاصة للاستماع قبل محاكمة المتهمين في المركز الرئيسي للواء في "جوينت بيس لويس ماكتشورد"، هذا فيما يخشى الجيش الأمريكي أن يتسبب عرض صور الجنود إلى جانب الجثث المشوهة بتزايد شعبية طالبان. تفجر الفضيحة وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية كشفت في 9 سبتمبر عن بدء محاكمة 12 جندياً أمريكياً في الولاياتالمتحدة بتهمة تشكيل "فريق قتل" سري متهم بقتل مدنيين أفغان عشوائياً وجمع أصابعهم ك"جوائز". وبحسب الصحيفة، وجهت الى خمسة جنود تهمة قتل ثلاثة أفغان في مناسبات مختلفة هذا العام بهدف التسلية، بينما اتهم سبعة آخرون بالتستر على القتل وبتهديد مجند جديد تطرق إلى تلك الجرائم وأبلغ عن انتهاكات أخرى من بينها تدخين حشيش صودر من مدنيين. وأضافت أن الاتهامات بجرائم الحرب تلك تعتبر من أخطر الاتهامات التي نتجت عن الحرب في افغانستان وينتمي المتهمون بارتكابها الى لواء مشاة مقاتل ومقره ولاية قندهار. ونقلت الصحيفة عن محققين ووثائق المحكمة أن التخطيط لقتل مدنيين أفغان بدأ بعد وصول السرجنت كالفين جيبس إلى قاعدة رامرود في نوفمبر2009. ولفتت الوثائق أيضا الى ان جنوداً أبلغوا وحدة التحقيق الجنائي العسكري بأن جيبز تباهى بأمور ارتكبها في العراق وبإفلاته من العقاب ونقلوا عنه قوله إنه من السهل جداً "رمي قنبلة يدوية على أحدهم وقتله". ووفقاً للمحققين، فإن جيبزز "25 عاماً" وضع خطة مع جندي اخر هو جيرمي مورلوك "22عاماً" وآخرين من اللواء وشكلوا "فريق قتل"، واتهموا بقتل ثلاثة أفغان على الأقل خلال دورية لهم. واشارت وثيقة الاتهام الى ان الضحية الاولى كان رجل دين قتل "بعد قذفه بقنبلة يدوية واطلاق النار عليه بواسطة بندقية" عندما دخلت دورية الجنود الذين تجري محاكمتهم قرية محمد قلاي في يناير الماضي. وكان مورلوك وجندي آخر يدعى آندرو هولمز "19 عاماً" في مهمة حراسة قرب حقل لزراعة الأفيون في مودين ورمى الأول قنبلة يدوية اعطاه اياها جيبس ناحية حائط يقف أمامه الافغاني المستهدف فيما اطلق هولمز النار على الحائط فأرداه قتيلاً. وقال هولمز ان مورلوك اكد له ان الهدف من عمليات القتل التي ارتكبوها هو "التسلية" وهدده بالقتل اذا ابلغ احداً بالأمر، اما الضحية الثانية فيدعى ماراش آغا وقد اطلق النار عليه في الشهر التالي. ويتهم جيبس باطلاق النار على آغا ووضع كلاشنيكوف قرب جثته لتلفيق حجة لجريمته. وفي ماي الماضي، قتل الجنود الملا عباد داد بواسطة قنبلة يدوية، وأشار المحققون أيضا إلى أن الجنود جمعوا اصابع ضحاياهم ل"الذكرى" والتقطوا صوراً مع الجثث. ووجهت الى جيبس ومورلوك وهولمز ومعهم الجنود مايكل واجنون وآدم وينفيلد تهم القتل والاعتداء من بين تهم اخرى ويواجهون عقوبة الاعدام او السجن مدى الحياة في حال ثبتت ادانتهم.