تواجه العديد من الأمهات ومع استئناف الموسم الدراسي مشاكل مع أبنائهن لاسيما في الفترة الصباحية التي يصعب فيها عليهم النهوض بعد أن ألفوا النوم لساعات عدة خلال العطلة الصيفية. وبعد مرور أكثر من أسبوع لم يتأقلم التلاميذ مع ساعات الدراسة والجو الدراسي ولازالوا محتفظين بنفس ريتم العطلة سواء من حيث اللعب أو من حيث الكسل والتثاقل المعلن في الفترة الصباحية. ودفعت ضريبة ذلك الأمهات اللواتي سئمن من الوضع خاصة مع التلاميذ الجدد الذين ينطلقون في الصراخ والبكاء بعد إيقاظهم من طرف أمهاتهم كونهم ألفوا اللعب ولم يتجاوبوا مع والقوانين أو النظام المنضبط الذي تفرضه المدرسة. ولم تستثن حتى الفئات الأخرى من تلك السلوكات لاسيما في الطور الابتدائي. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض الأمهات اللواتي أرقتهن سلوكات أطفالهم المتمدرسين الذين عادوا إلى الدراسة بخطى متثاقلة بعد أن ألفوا أجواء العطلة والحرية الكاملة التي تنعموا بها لفترة طويلة، أما عن المتمدرسين الجدد فحدث ولا حرج كونهم الفئة الأشد خطرا دليل ذلك بكائهم وصراخهم حتى بعد الدخول إلى الأقسام بحيث لم يهن عليهم فراق أوليائهم لساعات طوال، قالت السيدة نصيرة أنها تتذوق الأمرين مع ابنتها التي تدرس بالصف الثاني فبعد أن الفت أجواء العطلة والحرية المطلقة والنوم لساعات طوال أصبح يستعصى عليها النهوض في الصباح الباكر لاسيما في الأسبوع الأول، وأضافت أنها تعاني كثيرا من تلك الناحية خاصة وأنها لازالت تحنُّ إلى اللعب مع صديقاتها في الحي حتى بعد استئناف الدراسة على الرغم من حثها على أن وقت الجد قد حان إلا أنها لا تبالي بالامر وتخوفت كثيرا محدثنا من انقلاب ذلك سلبا على دراستها لاسيما وأنها في السنوات الأولى التي تعد بمثابة القاعدة في التعليم. أما السيدة ريمة فمعاناتها شبيهة وتختلف فقط في كون ابنها دخل المدرسة لأول مرة وأدرج بالسنة الأولى ابتدائي وقالت أنها على الرغم من تهيئته من الناحية النفسية إلا أنها اصطدمت بسلوكاته الغريبة التي أرهقتها بسبب امتناعه عن الذهاب إلى المدرسة وبكائه وصراخه الشديد أثناء دخول القسم، وفي بعض الأحيان ترافقه حتى إلى داخل القسم ولا تنزل حتى يهدأ بعد ملاطفته من طرف جميع من هم حوله بدءاً بالمعلمة والى غاية زملائه من التلاميذ الذين يشفقون عليه ويغتاظون لحالته وهو يبكي، وأضافت أنها احتارت من أمره وتتخوف كثيرا من استمراره على ذلك الحال طيلة الموسم الدراسي. اقتربنا من إحدى المعلمات فقالت أن تلك السلوكات عادية سواء من طرف المتمدرسين لأول مرة أو غيرهم من المتمدرسين بالنظر إلى طول الفراق بينهم وبين المدرسة والتي قاربت مدة ثلاثة أشهر تبعا لطول مدة العطلة الصيفية ومن شانهم جميعا العودة إلى جو الدراسة تدريجيا مع مرور الأيام.