صام الجزائريون أمس أول يوم من رمضان الذي تزامن مع اليوم الثاني من العطلة الأسبوعية الجديدة التي شرع في تطبيقها في الرابع عشر أوت الجاري، ما رفع على غالبيتهم مشقة اليوم الأول من رمضان الذي هلّ علينا هذه السنة في عز شهر أوت، الذي جعل العديد يتخوف من أداء هذه الفريضة في هذه الفترة المتميزة بالحرارة الشديدة التي سجلت مستويات قياسية في الأسابيع الأخيرة، كما أن الكثيرين تساءلوا كيف يكون الحال في بداية الشهر الفضيل؟ وترك تزامن بداية شهر الصيام مع عطلة نهاية الأسبوع الجديدة انطباعا حسنا لدى عامة الجزائريين الذين وجدوا في ذلك فرصة للراحة خاصة في اليوم الأول الذي يعرف عن الكثيرين صعوبة انسجامهم مع الصيام لشعورهم بالتعب في الساعات الأولى من النهار خاصة بالنسبة لبعض المدخنين الذين تمكنوا من تجاوز اليوم الأول الذي كان يوم راحة بالنسبة لجميع المؤسسات العمومية باستثناء عمال البريد والمواصلات الذين لم تتغير عطلتهم، بينما وجد نظراؤهم في باقي المؤسسات انفسهم في راحة وبعيدا عن ضغط العمل ومشاكل التنقل. فعلى غير العادة، حيث كانت الطرقات تعرف حركة كثيفة يوم السبت، فإن نهار أمس عرف حركة ضئيلة بالطرقات خاصة في الساعات الأولى بسبب خلود العاملين للنوم الذي يتخذه الغالبية وسيلة لقضاء بعض الوقت قبل التوجه إلى السوق لإتمام عملية التبضع التي عادة ما تكون يومية في رمضان، فرغم أن العديد من المحلات والمؤسسات الخاصة فتحت أبوابها، أمس، إلا أن الإقبال كان محتشما بسبب صرف غالبية الصائمين النظر عن اقتناء جل الأغراض منها الألبسة وبقية اللوازم وتأجيل ذلك إلى أواخر الصيام، بينما يكون الإقبال مكثفا على أسواق الخضر والفواكه، كما انه عادة ما تنتعش الحركة قبيل الإفطار، حيث يفضل البعض اقتناء الخبز وبعض الحلويات وغيرها في هذه الفترة حيث يزيد فيها تهافت الصائمين، وهي الأجواء التي تميز أيضا السهرات الرمضانية حيث يتوجه الصائمون إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، بينما يفضل البعض اقتناء بعض المستلزمات خاصة الأدوات المدرسية التي يزيد الإقبال عليها هذه الأيام لاقتراب عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، حيث وجد الأولياء أنفسهم مضطرين لشراء مختلف لوازم الدراسة التي اجلوها في البداية ظنا منهم أن الدخول المدرسي سيؤجل إلى ما بعد رمضان. وما زاد من قلة الحركة صباح أمس هو اغتنام المواطنين يوم الجمعة باعتباره اليوم الأول من عطلتهم الأسبوعية الجديدة، لاقتناء مختلف حاجياتهم من الأسواق والمحلات التي عرفت حركية غير معهودة نهاية هذا الأسبوع بسبب التوافد الكبير عليها، حيث يعتبر تزامن شهر رمضان مع العطلة الصيفية وعطلة نهاية الأسبوع بمثابة تجربة جديدة بالنسبة إليهم خاصة وأن هذا التزامن لم يحدث منذ سنوات، وهو ما بدد القلق والتخوف الذي صاحب تزامن الشهر الكريم مع الصيف وحرارته الشديدة بعد مرور اليوم الأول سواء بالنسبة للعاملين أو غيرهم ممن اختاروا هذه الفترة لقضاء عطلتهم السنوية، حيث هناك من فضَّل الاستمتاع بها قبل حلول فصل الصيام ومنهم من أجَّلها إلى موعد هذا الشهر الكريم وقضائها بعيدا عن أجواء العمل مغتنما إياها في التسوق والصلاة وتقديم المساعدات للمحتاجين. وهي الصور التي تتكرر كلما عاد شهر رمضان، الذي يضع فيه جل الجزائريين جدول أعمال يومي يقضون أغلبه في الفترة المسائية وخلال السهرة التي تشهد حركة غير معهودة في الليل خاصة على مستوى المقاهي في الأحياء الشعبية التي تتحول إلى وجهة للصائمين بعد صلاة التراويح لتبادل النقاش رفقة الأصدقاء والاستماع للاغاني الشعبية التي يستهويها الكثير من العاصميين.