رغم بتر أطرافه الأربعة؛ إلا أن السباح الفرنسي فيليب كروازون استطاع أن يحقق حلمه الذي يراوده منذ 16 عاما بعبور بحر المانش الواقع بين فرنساوإنجلترا. وقال السباح الفرنسي (42 عاما) بُعيدَ عبوره بدقائق وهو يذرف الدموع: "لقد نجحت.. رفعت من سرعتي في الأمتار الأخيرة. تجمع الكثير من الناس على الجرف الصخري المحاذي للشاطئ لإلقاء التحيّة. هذا بالفعل ضرب من الجنون، لكنني أردت القيام بذلك، أردت الوصول.. آمل أن أُصبح رمزا للقدرة على تجاوز الذات". واستعان كروازون في رحلته البحرية البالغة 33 كلم والتي قطعها في 13 ساعة فقط بزعانف اصطناعية ثبتها على ما تبقى من رجليه وذراعيه، وذلك لتحقق له التوازن، وتجنبه الإصابة بدوار البحر الشهير. وانطلق السبّاح في الساعة الثامنة صباحا من يوم السبت الماضي بحسب توقيت فرنسا، من منطقة فولكيستون (جنوبإنجلترا)، واستطاع الوصول إلى الشواطئ الفرنسية قبل الوقت المحدد وبفارق كبير؛ إذ كان يُتوقع أن تستغرق المسافة 24 ساعة. وقال كروازون قبيل انطلاقه: "أردت القيام بإيفريست سباحة خاصة بي (في إشارة منه إلى متسلقي قمة إيفريست (8.848 متر) الشهيرة أعلى قمم في العالم). هدفي من خلال عبور بحر المانش هو أن أظهر صورة مختلفة عن المعوقين، وأبرهن أن المعوق ليس شخصا عديم الفائدة بل عكس ذلك". وكان فيليب كروازون قد تعرض لحادث خطير عام 1994، حين صعقه تيار كهربائي مما أجبر الأطباء على بتر أطرافه لإنقاذ حياته. وكانت فكرة عبور المانش تراوده منذ 16 سنة بعدما شاهد وهو في المستشفى بعد الحادث تحقيقا تلفزيونيا حول سباحة تعبر المانش. والآن يحلم السباح الفرنسي بعد أن ارتفعت درجة ثقته بنفسه بعبور مضيق جبل طارق.