مجموعة دول الاتحاد السوفيتي (سابقًا) في شمالي القوقاز: (شيشان إنجوش - قباردو بلغار - قرتشاي الشركسية - الأديجا - أوستينا الشمالية). توجد مجموعة من الجمهوريات ذاتية الحكم في القسم الشمالي من جبال القوقاز، وتصل حصة المسلمين فيها إلى حد الأغلبية بين سكانها، ولقد وضعتها روسيا السوفيتية تحت الحكم الذاتي خوفًا من تكتلها وانفصالها، وتتمثل في ست جمهوريات: الأولى (جمهورية شيشان إنجوش). تقع في القسم الشمالي الشرقي من جبال القوقاز، وتحدها جمهورية داغستان من الشرق والشمال، وجمهورية أوستينا الشمالية من الغرب، وجورجيا من الجنوب، وتبلغ مساحتها 19، 300 كيلو متر، وسكانها 1.37 مليون نسمة، وعاصمتها جروزني، وسكانها 377 ألف نسمة. ويغلب عليها المظهر الجبلي، حيث تتكون من السفوح الشمالية الشرقية لجبال القوقاز، وتقطعها عدة روافد تصب في نهر ترك، ومناخ المنطقة بارد في الشتاء، وتعتدل حرارته في الصيف، وتسقط الأمطار في هذا الفصل، والزراعة أبرز حرف السكان، كذلك تعتبر المنطقة غنية بثروتها النفطية، وتشتهر منطقة جروزني بإنتاجها البترولي، وأصبحت مركزًا للصناعات النفطية. الإسلام في الشيشان: يعيش المسلمون بجمهورية شيشان، ويفصلهم عن الإنجوش نهر فورتانجا، ويشكل العنصران معظم سكان الجمهورية، ووصل الإسلام بلادهم منذ أكثر من قرنين، واستولى قياصرة الروس على بلادهم في حركتهم التوسيعية نحو بلاد القوقاز رحاب الشيشان والإنجوش من أجل استقلالهم لمدة تزيد على عشرين عامًا، بدأت من سنة (1256ه إلى 1276ه) (1840م إلى 1859م)، وبعد هزيمتهم نقل الروس الكثير من الشيشانيين من معاقلهم الجبلية في الوديان الشمالية من جبال القوقاز إلى مناطق أخرى، وأمام ضغط الروس وتحدياتهم هاجر عدد كبير منهم إلى تركيا، وصل عددهم إلى 400 ألف نسمة، واستمر هذا التحدي إلى صدور قانون حرية العقيدة في روسيا القيصرية، وسادت بعد ذلك فترة من الاستقرار لمسلمي الشيشان إنجوش، ولما استولى السوفييت على حكم البلاد، فصل الإقليم عن جيرانه وأصبح إقليمًا ذاتي الحكم، ثم تحول إلى جمهورية ذاتية. وفي أثناء الحرب العالمية الثانية اتهم السوفييت الشيشان والإنجوش بمساعدة الغزو الألماني ضد السوفييت، لهذا نقلت السلطات السوفيتية الكثير من الشيشانيين والإنجوش إلى كزاخستان ومناطق أخرى، وألغيت جمهوريتهم، ثم أعيدت مرة أخرى في سنة 1377ه - 1956م، وبعد تبرئتهم من تهمة التعاون مع الألمان، عاد معظمهم إلى بلادهم، وهكذا تعرض الشيشان والإنجوش إلى الاضطهاد والتهجير الإجباري مرتين، كما تعرض الشعبان إلى التحديات التي شنها السوفييت عليهم بسبب تمسكهم بعقيدتهم، وهجر الروس عناصر سوفيتية إلى بلادهم لكي يحدوا من الأغلبية المسلمة بين السكان، ومع ذلك تصل نسبة المسلمين إلى 74%، بين سكان البلاد، أي عدد المسلمين يصل إلى 1.3 مليون نسمة، ويتبعون الإدارة الدينية لشمال القوقاز وداغستان، والتي تكونت في سنة 1363ه - 1943م ومقرها مدنية محج قلعة.