عمرو خالد يردّ على مهاجميه: "لم أستبح دم الإخوان" هكذا ورّط العسكر عمرو خالد! نفى الداعية المصري الشهير عمرو خالد عن نفسه تهمة الإفتاء بجواز قتل المتظاهرين واستباحة دماء الإخوان، مشدّدا على أن الفيديو المسجّل الذي يقال إنه أفتى من خلاله للجنود بقتل المتظاهرين لا يتعلّق بالمظاهرات التي يقوم بها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وغيرهم وإنما يخصّ جنود الجيش المصري في سيناء. عمرو خالد ظهر في الفيديو المذكور حريصا على تحفيز الجنود وتشجيعهم على الاستمرار في العمل بقوة ونشاط، وقال إنهم ينفّذون أوامر (اللّه) وليس (القائد)، وهو ما قُرئ على أنه (إفتاء لهم بجواز قتل المتظاهرين)، بينما الحقيقة حسب عمرو خالد هي أنه كان يقصد الجنود المصريين المرابطين في سيناء وليس الجنود الذين أوكل لهم نظام السيسي مهمّة فضّ اعتصامات وتظاهرات المعارضين للانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي. وأكّد عمرو خالد، الداعية الإسلامي والرئيس السابق لحزب مصر، أنه بالفعل سجّل فيديو لدعم الجنود المصريين في حراستهم وحمايتهم لأرض مصر وهي سيناء، بينما نفى صحّة ما تردّد عن تأسيسه حركة (إخوان بلا عنف). وقال خالد عبر تدوينة على صفحته الرّسمية علي موقع (الفايس بوك): (أشيعت عنّي في الفترة السابقة إشاعتان متناقضتان، والحقيقة التي أريد أن يعلمها الجميع هي أنني قمت بتسجيل فيديو لدعم الجنود المصريين في حراستهم وحمايتهم لقطعة غالية من أرض مصر وهي سيناء، وهذا واجب وطني أفتخر به، وأمّا ما قيل عن تأسيسي لحركة إخوان بلا عنف فهذا كلام عارِ تماما من الصحّة وليس له أيّ سند أو دليل)، وأضاف: (كلّ ما أؤمن به وأعتقده هو أن دوري وواجبي المساهمة في أن تنطلق مصر بأبنائها إلى الأمام لبناء مصر، ومن أجل العمل الجادّ وطيّ صفحة الماضي وأن يكون حبّ الوطن هو الدافع الأساسي لكلّ مصري). هل وقع عمرو خالد في فخ العسكر؟ تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو نسب إلى وزارة الدفاع المصرية، ويظهر الفيديو الذي سجّل قبيل فضّ اعتصام (رابعة العدوية فتاوى مفتي الجمهورية علي جمعة والداعية المصري عمرو خالد وسالم عبد الجليل، وقيل إن هؤلاء الثلاثة لم يتردّدوا في حثّ الجنود على قتل المتظاهرين. كان علي جمعة وسالم عبد الجليل قد أفتيا للجنود في فيديو مصوّر بقتل معارضي الانقلاب العسكري باعتبارهم (خوارج)، فيما عمل عمرو خالد على تحفيز الجنود وتشجيعهم على الاستمرار في العمل بقوّة ونشاط، معتبرا أنهم ينفذون أوامر (اللّه) وليس (القائد). وظهر فيديو مجمّع ل (عبد الجليل) وخالد مكتوب في بدايته أنه من إنتاج إدارة الشؤون المعنوية. كما قال مفتي الانقلاب العسكري في مصر علي جمعة خلال لقاء جمعة مع فضائية ال (سي بي سي) إن الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي لا شرعية له، وأن الجيش المصري أنقذه من الموت، بل إنه قدّم له وللإخوان المسلمين (قبلة الحياة). وربما يكون الداعية عمرو خالد قد وقع في فخّ نصبه له العسكر الذين انقلبوا على مرسي بدهاء شديد من خلال دعوته للإدلاء بحديث يخصّ الجنود المغتالين في سيناء، ثمّ تمّ الترويج للحديث خارج سياقه بشكل أوحى بأن (خالد) يدعّم وجهة النّظر التي تستبيح دماء الإخوان و(أنصار الشرعية)، الأمر الذي دفعه إلى توضيح رؤيته بعد أن طالته سهام النقد الشديد. الشيخ سالم عبد الجليل: "هذه حقيقة فتوى قتل الإخوان" نفى الشيخ سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف السابق، أن يكون قد أصدر فتوى تبيح قتل المعتصمين في (رابعة العدوية) وميدان (النهضة)، مشيرا إلى أن الفيديو المنسوب إليه، والذي يتمّ تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، تمّ تحريف كلامه وخرج عن سياقه، قائلا: (لن أسامح من قام بتلفيقه). قال الشيخ عبد الجليل: (لقد أزعجني كثيرا عدد من مكالمات الأصدقاء والأحبّة الذين يتعجّبون من مقطع فيديو أقلّ من دقيقتين نشر على يوتيوب يفهم منه أنني أحلّ دم المؤيّدين للدكتور مرسي والمتظاهرين ضد ما قامت به الدولة بعد 30 جوان، ولعلمهم أنّي لا يمكن أن أحلّ دم إنسان كائنا من كان). وأضاف عبد الجليل في تدوينة له على صفحته على موقع (الفايس بوك): (المتابع لكلّ خطبي ودروسي ولقاءاتي التلفزيونية يدرك بوضوح أنني لا أقبل أبدا إراقة الدماء وإزهاق الأرواح). ومضى الشيخ عبد الجليل قائلا: (من يراجع ما قلته على قناة الجزيرة مباشر مصر وقد استضافتني أنا والأخ الدكتور عبد الرحمن البر قبيل 30 جوان وقلت بوضوح إن الخروج في مظاهرات ضد الدكتور مرسي وما ستقوم به حركة تمرّد حرام، وتعجّب الدكتور عبد الرحمن والمذيع من قولي فقلت لهما حرام لما سيترتّب عليها من سفك للدماء وإزهاق للأرواح، وقلت له: البديل أن يستجيب الدكتور مرسي للاستفتاء). واستطرد وكيل وزارة الأوقاف السابق قائلا: (فلما لم يستجب الدكتور مرسي وخرجت المظاهرات إلى الشوارع والميادين بهذا الكمّ الهائل كان لابد للقوّات المسلّحة -وهي المؤسسة الوحيدة القادرة على الحفاظ على هذا الوطن- من أن تتّخذ إجراء مناسبا، فلما أعلنت عن إجراءاتها كنت مع من أيّد هذه الإجراءات ولم أعتبر ذلك انقلابا عسكريا، محترما ومقدّرا رأي المخالف، دون أن أصفهم بالخوارج أو أبيح قتلهم). ومضى الشيخ عبد الجليل يقول: (لقد طلبت منّي إدارة الشإون المعنوية فرع التوعية تسجيل حوالي 15 دقيقة حول الأحداث الجارية ودور القوّات المسلّحة في ردّ اعتداء المعتدين على المنشآت العسكرية والمعتدين على أكمنتها وقتل رجالها، فماذا سيكون الجواب؟ هل نبرّر ونبيح الاعتداء على أكمنة الجيش أو الشرطة وقتل الضبّاط أو الجنود؟ أليس من الطبيعي أن نجرّم هذا؟ وأن نصف من فعل هذا بأنه لا يستحقّ أن يكون مصريا؟ أو أنه باغٍ ويجب ردعه ولو أدّى ذلك إلى قتله بعد أن نستنفد جهودنا في دفعه؟ وأضاف قائلا: (السؤال الذي يجب طرحه هو: هل المتظاهرون الذين يتّهمنا البعض منهم بأننا نبيح قتلهم هم هؤلاء الذين يعتدون على أكمنة الجيش والشرطة والمنشآت العسكرية والشرطية؟ بالقطع لا.. إذن لم يشملهم الحديث ولم يكن الكلام عنهم بالأساس). واختتم الشيخ سالم عبد الجليل كلماته قائلا: (أكرّر أنني لم أُسأل عن قتل المتظاهرين لعلمهم بأنّي لا أجيزه أبدا، لكن السؤال كان عن قتل الإرهابيين الذين يعتدون على أكمنة الجيش والشرطة ولا يمكن دفع شرّهم إلاّ بالقتل، فتمّ تحريف القول وخرج عن سياقه، وأعتذر لكلّ إنسان سبّبت له أذى وبالذات زوجتي وأولادي بسبب هذا الفيديو اللّعين، ولن أسامح من قام بتلفيقه ونشره على هذا النّحو السيّئ).