أطفال يستبدلون الحليب بالمشروب الغازي! حذرت دراسة طبية حديثة نشرتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، من المخاطر المترتبة جراء الإكثار من تناول المشروبات الغازية المحلاة بالسكر، مشيرةً إلى أن الخطر يكمن في أن تناول اثنين من المشروبات الغازية المحلاة بالسكر تزيد بنسبة 26 % من مخاطر الإصابة بالسكري، وتصاعد عدد المصابين بالسمنة والسكري في الجزائر خاصة بين فئة الشباب، وقد تعالت أصوات كثيرة في الآونة الأخيرة، تنادي بوقف زحف السموم على بيوت الجزائريين وبضرورة تحذير الأسر من الموت المتربص بهم داخل قاروات الفازوز.. يقبل الجزائري وبشكل ملفت للنظر على تناول المشروبات الغازية وبكل أنواعها، فهي لا تقتصر مثلا على شهر الصيف أو رمضان، فهي على طول العام موجودة على طاولة طعامهم، هذه العادة الغذائية التي لا يستغني عنها الكثير من الجزائريين، ويبدو أنها تحولت إلى صفة وراثية يتوارثها جيل بعد آخر.. ويرجع المختصون أسباب تضاعف عدد المصابين بالقولون والمعدة وكذا أمراض السمنة والسكري بين الجزائريين، إلى الإقبال المتواصل على المشروبات الغازية بشكل عشوائي، والمشكل أن هذا الإدمان على المشروبات الغازية انتقل بشكل مباشر للأطفال، فأصبحنا نرى أطفالا لم يتجاوزوا الأربع سنوات يتناولون المشروبات الغازية بشكل نهم، فبدل أن يحملوا بأيديهم قارورات حليب أصبحوا يحملون قارورة مشروبات غازية، ولن يختفي الخطر حسب المختصين إذا لجأ الأولياء إلى زيادة السكر أو الماء إلى المياه الغازية من أجل تخفيف الخطر على أطفالهم، وإنما الخطر قائم كذلك بسبب السكر الزائد.. وفي هذا الإطار، عبر العديد من المواطنين الذين التقيناهم عن عدم قدرتهم على السيطرة على إدمانهم على المشروبات الغازية التي تعتبر لديهم أهم شيء في مائدة الطعام.. والإدمان على المشروبات الغازية في الجزائر لا يضر فقط بالصحة فلقد أنهك ميزانية آلاف من العائلات التي تصرف شهريا الملايين على سموم المشروبات.. 22 لترا من المشروبات الغازية يستهلكها الجزائري سنويا إقبال المواطنين بكثرة على المشروبات والعصائر بكل أنواعها، خاصة في المناسبات الخاصة مثل شهر الصيام وفصل الصيف، جعل هذا القطاع يشهد ازدياد إقبال المستثمرين عليه، حيث أسفرت أرقام دراسة أعدت مؤخرا حول هذا القطاع عن وجود 300 علامة تجارية للمشروبات والعصائر تتقاسم السوق الجزائرية، ويسجل قطاع المشروبات سنويا نسبة نمو تصل إلى 14 بالمائة ويساهم بنسبة 7 بالمائة في إنتاج الصناعات الغذائية في البلاد. وفي ذات الدراسة، سجلت ارتفاع حجم إقبال الجزائريين على استهلاك المشروبات، حيث يستهلك الفرد الواحد سنويا ما قيمته 57.4 لترا، منها 23.4 لترا سنويا من المياه المعدنية و22.2 لترا من المشروبات الغازية، و6 لترات من العصائر.. وهذا بعد أن كان حجم الاستهلاك يتراوح ما بين 33.6 و 40.6 لتر سنويا للشخص الواحد في سنوات 2004 و2005. استهلاك المشروبات الغازية بشكل كبير من شأنه أن تكون له مضاعفات صحية أقلها ضررا الشيخوخة المبكرة، حيث أشارت دراسة أمريكية حديثة إلى أن المشروبات الغازية التي تحتوي على معدلات عالية من الفوسفات، تسرع الشيخوخة وتساهم بنسبة كبيرة في الإصابة بأمراض مرتبطة بالتقدم بالعمر، مثل القصور الكلوي. الشيخوخة تطارد مدمني الفازوز وجدت دراسة جديدة، أن إفراط الأطفال في تناول مشروبات الطاقة بانتظام، خاصة التي تحتوى على كميات كبيرة من الكافيين، تسا هم بصورة كبيرة في زيادة فرص إصابتهم بالعديد من المشكلات الصحية مثل اضطرابات في وظائف القلب وخفقانه. ووفقًا لخبراء مكافحة السموم في جامعة روتجرز الأمريكية ، قاموا بإجراء تقييم لتأثير هذه المشروبات على الأطفال، وأشارت المتابعة إلى تسبب هذه المشروبات في زيادة حالات التهيج والقلق وخفقان القلب بين الأطفال، مصحوبًا بحالات غثيان وقيء بسبب ارتفاع معدلات الكافيين بها. وكشفت دراسة علمية أخرى، أشرف عليها باحثون من جامعة جوتنبرج بالسويد، وشملت أكثر من 1700 طفل، عن معلومات جديدة وخطيرة بشأن أضرار ومخاطر قضاء الأطفال والمراهقين ساعات طويلة أمام شاشات التلفزيون. وأشار الباحثون إلى أن مشاهدة التلفزيون لساعات طويلة ومتابعة قدر كبير من المواد الإعلانية الخاصة بالطعام والمشروبات، يزيد من إقبال الأطفال على تناول المشروبات المحلاة بالسكر مثل المشروبات الغازية المحتوية على الصودا أو العصائر الصناعية المحلاة، وهو ما يعد أمرا خطيرا ً للغاية، وخاصة أن تناول كميات كبيرة من المشروبات الغازية يرفع فرص الإصابة بهشاشة العظام ويسبب العديد من المخاطر الصحية. وكشف الباحثون أيضا ً أن 12.5 فقط من الآباء قد نصحوا أبناءهم بالحد من مشاهدة الإعلانات الخاصة بالأطعمة والمشروبات المختلفة، وبالفعل كان لهذا الأمر دور فعال فى الحد من إقبالهم على تناول المشروبات الغازية والعصائر المحلاة، فيما ارتفعت فرص إقبال الأطفال، الذين لم يتم تنبيههم للابتعاد عن مشاهدة الإعلانات، على تناول المشروبات الغازية المحلاة للضعف كل أسبوع. وأضاف الباحثون أن كل ساعة يقضيها الطفل الصغير أمام شاشات التلفزيون ترفع فرص إقباله على تناول تلك المشروبات غير الصحية بنسبة 50 بالمائة، وفسر الباحثون ذلك مشيرين إلى أن الأطفال غالبا ً ما يستمتعون بتناول تلك المشروبات بينما يشاهدون التلفزيون والأمر ليس له علاقة بالمحتوى المعروض...س. بوحامد