يزيد إستهلاك المشروبات الغازية خلال المناسبات وإرتفاع درجات الحرارة، أمام غياب الوعي بالمخاطر الصحية التي قد تكون سببا رئيسيا في الإصابة بالأمراض الخطيرة تعتبر المشروبات الغازية من المواد التي لا يمكن الإستغناء عنها بفصل الصيف، وغالبا ما يزيد الإقبال عليها من قبل المستهلكين معتقدين أن الإفراط في تناولها سيروي عطشهم، ضاربين عرض الحائط ما تخلفه من أمراض، وحسب الدراسات فإنها تحتوي على مواد كيميائيةقد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان لكن غياب الوعي الإستهلاكي يبقى سببا رئيسيا في إفراط البعض على تلك المشروبات، حيث لا تخلو موائد الجزائريين منها خلال المناسبات وما زاد الطين بلة أن نسبة كبيرة من المستهلكين باتوا مدمنين على تناولها بشكل يومي ولايستطيعون الإستغناء عنها بموائدهم . خلال بجولة إلى المحلات بالعاصمة، لاحظنا عرض أنواع مختلفة من المشروبات التي يزيد الطلب عليها حسب قول البائع خاصة السيرو والشاربات التي يزيد الطلب عليها بالمناسبات، أما بخصوص المشروبات الغازية فقد أكد أنها تلقى رواجا كبيرا بفصل الصيف منقبل كافة الفئات العمرية، كما أضاف أنه يسوق ما يزيد عن 16 صندوقا يوميا بمتجره، وبعدما تقربنا من أحد الزبائن المتواجدين بالمكان لاحظنا إقتناءه لأنواع مختلفة من المشروبات الباردة والتي يعتقد أن لها فعالية كبيرة في تخليصه من عطش الصيف. وخلال زيارتنالإحدى الأسر لاحظنا تواجد عدد كبير وأنواع مختلفة من المشروبات الغازية على موائدهم، وهو ما يدل على مدى إستهلاك الأسر لتلك المشروبات. شاربات مرض قادم من الأسواق تتوفر بالأسواق ألوان ونكهات متنوعة من الشاربات التي تعتبر من المشروبات المفضلة لدى الجزائريين، وبالرغم من عدم إتباع الباعة للمعايير الصحية في تحضيرها وتعريضها لأشعة الشمس بالأسواق الفوضوية إلا أنها تلقى رواجا كبيرا، وهو ما لاحظناه خلال قيامنابجولة لسوق باب الوادي الشعبي، حيث كانت أكياس الشاربات سيدة الطاولات وقد كان الإقبال عليها كبيرا، وبالرغم من أن الباعة يؤكدون لزبائنهم أنها محضّرة من عصير الليمون الطبيعي إلا أننا تأكدنا من خلال التحاليل التي أجريت لعينة من الشاربات التي تباع في الأسواقأنها محضّرة من حمض إصطناعي وملونات كيميائية تتسبب في الإصابة بأمراض لايحمد عقباها والغريب أنها تحتوي على البكتيريا بفعل عدم إتباع الأساليب الصحية في تحضيرها. دمار للمستهلكين.. ساهمت الإعلانات في إقناع المستهلكين بفعالية مشروبات الطاقة في منحهم الحيوية، وهو ما كان سببا في تمسك الفئة الشبابية بتناول مشروب الريد بول الذي يزيد إستهلاكه بفصل الصيف خاصة من قبل العاملين، وهم يعتقدون أن إستهلاكه كفيل بمنحهم النشاط وخلال زيارتنالأحد المحلات لاحظنا زيادة الإقبال عليها من قبل الأطفال الذين باتوا مدمنين عليها ولايستطيعون الإستغناء عنها وحسب الدراسات الطبية فإن مشروبات الطاقة تساهم في بروز أمراض خطيرة كما تتسبب في جفاف الجسم لإحتواءها على الكافيين كما تهدد مرضى القلب وقدتوصلت الأبحاث إلى إحتواءها على مواد كيميائية تقلل من وظائف الجهاز العصبي كما أن مادة التورين تقلل من النشاط الجنسي. حسب الإحصائيات تبقى المشروبات الغازية الأكثر إستهلاكا بالجزائر خاصة بالمناسبات أمام غياب الوعي بمخاطرها الصحية ويبقى الإفراط في تناولها من العادات الغذائية السيئة في إعتقاد خاطئ منهم أنها تساعد على الهضم وتروي عطش الصيف لكن الأبحاث أثبتتالعكس كونها تحتوي على نسبة كبيرة من الملونات والمواد الكيميائية. وحسب مختصو التغذية، تزيد من الشعور بالعطش من خلال إستبدال السكر بالمحليات الصناعية إضافة إلى المواد الحافظة والغازات التي قد تتسبب في الإصابة بسرطان القولون، لذا فهم ينصحون بإستبدالهابالعصائر الطبيعية وحسب تصريح سابق لأحد المسؤولين بوزارة التجارة، فإن الجزائريين يستهلكون سنويا 4 ملايير قارورة من المشروبات الغازية. مخاطر المشروبات الغازية والعصائر الصناعية أثبتت دراسات طبية، أن المشروبات الغازية وحتى العصائر المعبّأة في أكياس تحتوي على مواد ضارة تؤثر سلبا على صحة الإنسان، هذا ما أكدته أمال حابلي، خبيرة التغذية، حيث تقول إنّ تلك المشروبات تعتمد بشكل كبير على مواد اصطناعية، ومن بينها الملوّنات والموادالحافظة إضافة الى الكافيين والأحماض. كما أضافوا أنّ أغلب المشروبات تحتوي على نسبة كبيرة من الملوّنات، إضافة إلى السكريات، كما أنّ بعضها يحتوي على نسبة قليلة من الكحول، ويؤدي تناولها قبل الوجبات الغذائية إلى فقدان الشهية، إضافة إلى أنها تتحول إلى إدمان فلا يستطيع مستهلكوها الاستغناء عنها. هذا وأشار مختصو التغذية، إلى أنّ العصائر الاصطناعية كالشاربات تحتوي على نسبة كبيرة من الأحماض التي تحدث اضطرابا في الجهاز الهضمي، وبالتالي فإنها تمنع المعدة من امتصاص الطعام بشكل طبيعي، كما حذّر من تناول تلك المشروبات واستبدالها بالعصائرالصحية أوتناول الفواكه التي تروي العطش كالبطيخ. وبخصوص الأمراض التي تسببها تلك المشروبات، أكد الأطباء أنّ تناولها قد يتسبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم نظرا لاحتواء بعضها على نسبة عالية من السكريات، كما أن الملونات التي تحتويها تعيق عمل الكليتين،وتتحول إلى سموم تزيد من نسبة الكرياتين بالجسم وبالتالي فإنها تتسبب في تراكم البكتيريا الضارة بالجسم، حيث تحدث مضاعفات صحيّة كارتفاع درجة الحرارة وضعف بالجسم وشعور بصداع نظرا لتأثير الكافيين على الجهاز العصبي بشكل سلبي. كما أن احتواء تلكالمشروبات على الأحماض يتسبب في تآكل المعدة والإصابة بقرحة معدية وزيادة الحموضة بالجسم وارتجاعها إلى الحنجرة، مما يؤدي إلى حدوث ثقب بها، علاوة على الكمية الكبيرة للغازات المتواجدة بها ما يؤدي إلى انتفاخ القولون، وقد يتطور الأمر إلى تكوين خلاياسرطانية على حد شرح الطبيب. وقد أضافوا أنّ الإفراط في تناول المشروبات يؤدي لحدوث اضطراب وتقلب المزاج والشعور بالقلق في حال الاستغناء عنها، إضافة إلى كونها تزيد من العطش، وهو عكس ما يعتقده البعض نظرا لاحتوائها على نسبة كبيرة من الغلوكوزوالأحماض الفوسفورية التي تؤدي إلى هشاشة العظام وتدمّر فيتامين «ب»، كما تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب.